الأمر بتقوى الله ليس خاصاً بوقت , ولا بفئة معينة , بل هو سمة من سمات المجتمع الحي الذي أراده الله أن يكون خليفة في الأرض , يقول الله تبارك وتعالى : (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) فهذه الآية قانون في التواصي بالحق الذي جسده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : المومن مرآة لأخيه المؤمن , ولكن لماذا تستهدف الاطباء بالذات ؟ وماذا رأيت من اعوجاج خاص يصل ضرره إلى الأبناء؟ من حقك أخي الطبيب (الدكتور) أن تسألعن هذا الأمر لتعرف الخطأ الذي تقع فيه , ويمتد أثره علينا نحن المجتمع التربوي , وخاصة الإدارات المدرسية والأبناء. يتكون هذا الامر من شقين الشق الاول : الإجازات الطبية للمعلمين : أنت أيها الطبيب مؤتمن عندنا , وقراركسار , ولايترك مجالا لرفضه , ولكن هناك من الأطباء من يتساهل في إعطاء الإجازات الطبية للمعلمين بالجملة لا بالتفاريق كما يقول المثل , فيترك فرصة للذين في قلوبهم مرض , للتخلص من واجباتهم عن طريق إدعاء المرض , فيعطى مالا يستحق , ويغيب أياماً بل أشهراً وروشتات الأطباء تترى , فمن للأبناء يدرسهم ؟ إذا كنت أخي الطبيب تعطي إجازات بغير حساب , ألا تضع في حسابك ابنك او ابنك أخيك وهلم جرا , ألا تنظر إلى مدير المدرسة وحيرته عندما يغيب عنده أكثر من معلم في وقت واحد . أليس هذا جواراً يقع على أبنائنا التلاميذ والطلاب فيفقدون حلقات ينبغي أن تتصل حتى يصل أبناؤنا إلى ما نتأمله من مهارات ومعارف . الشق الثاني :وهوأهم من الأول ، وأشد خطرا وبؤساً ،وأثره دائم ومتصل ، والمجتمع التربوي المتأثر به يكبر فيصل إلى الإدارات التربوية بالمديريات فما هو هذا الشق الخطير ؟
أخي الطبيب هذا الشق يتعلق بالتقارير الطبية التي تعطى للأشخاص والمعلمين ، والمعلمات ، ويتضمن تخفيض النصاب ، أو التحويل إلى وظائف إدارية نظراً لعدم القدرة على مواصلة مهنة التدريس . وهو موضوع هام تلعب فيه أنت أيها الطبيب الصالح دوراً خطيراً فتقريرك إذا لم حقيقياً ، ويلامس الحالة ويشخصها بدقة ، فهذا يعني أنك تظلم فئات عدة ، أولها : ابني التلميذ ، وابنك الطالب ، ومدير المدرسة ، بل يصبح معول هدم للمخلصين من المعلمين الذي يرى ويعلم أن زميله ليس مريضاً ، وإنما هي العلاقات التي أوصلت إليه تقريرك ربما حتى من غير أن يزور عيادتك ! أخي الطبيب لست أريد أن أشهر بكم كفئة في المجتمع لها وزنها ، وثقلها الاجتماعي ، ولكن الواجب علينا أن نتواصى ، وينبه بعضنا بعضاً ؛ لنحمي أنفسنا ، ومجتمعنا من عقاب بدأنا نذوق ويلاته في مظاهر كثيرة أبرزها : الضعف المشين في مخرجات مدارسنا ، لعدم قيام المدرسة كمؤسسة تربوية بدورها . فلا تكن أحد المشاركين في هذه القضية والله يوفقكم إلى الصواب .