نعم لقد تفاجأت مثلي مثل الكثير عندما شاهدوا الشيخ المهندس عبدالله بقشان حاضر بل كان من أبرز المشاركين في الحفل الختامي لمؤتمر الحوار، وحينها وضع السؤال نفسه قائلا لي لماذا يشارك الشيخ المهندس عبدالله بقشان في هذا الحدث التاريخي الهام ؟؟. وحينها نظرت للواقع بعمق وتمعنت فيه فتبين لي أنه ليس من حق الشيخ عبدالله حضور المؤتمر فحسب بل هو من حقه ومن حق الكثيرين الذين يعتزوا ويفتخروا ويتشرفوا أن تمثلهم هذه اليد البيضاء التي قدمت أفعالا لا اقوالا فقط لحضرموت وغير حضرموت ، نعم فمشاريع الخير و دعمه للعلم لن ينكرها إلا كل كاذب أو جاحد أو حاقد، وان مشاركته هذه لا تدل إلا على تبنيه للحكمة وللعقل والنظر بواقعية بعيدا عن مغالطة أهواء النفس والشطحات الكاذبة. إنه لمن الطبيعي أن يحاول الانسان أن يستأثر كل الخير (ثروات وامكانيات) لنفسة ثم لجماعته ثم لمدينته وهكذا فالأقربون أولى بالمعروف ولكن وضعنا الراهن أكثر تعقيدا ويحتاج للحكمة والتعقل والابتعاد عن العواطف و التفكير السطحي الذي قد تؤدي لحرق كل الإمكانيات الموجودة وبأيادي داخلية قبل ان تكون خارجية ..نعم فالأيادي الداخلية لم تكون على مستوى المسئولية بل انها لم تستطيع ان تتفق و تتوحد حتى فيما بينها نعم فهي لم تتقبل بعضها البعض مما يعطي انطباع انها ستحارب بعضها البعض اذا ما انفردت وأصبحت اللاعب الوحيد في الملعب وخاصة في من جعل المبادئ الظلامية والتوجهات الأليمة السابقة هي المرجعية .. نعم فبدلا من توحيد الجهود والطاقات يبرز مع مرور الزمن تزايد التشرذم أكثر فأكثر ويبدوا أن الممثلين للقضية لا يدركون أو يترفعون عما يعانيه المواطن البسيط من قهر وحرمان، أن طريق الحق واحد وطرق الباطل كثر فلماذا يتم تحويل طريق الوصول لحل القضية الجنوبية الى طرق وفرق كثيرة اليس هذا جرا لها ليتم تغيير شكلها وفقدانها لمضمونها العادل. وربما بداء إحساس بعض النخب الفاعلة بأن الوضع أصبح خارج عن سيطرتهم بالكامل ويتجه لغيرهم وإنها سوف تبقى مجرد صور كرتونية ينظر لها بالكثير من الشفقة بسبب وضعهم الحالي واستمرارهم بارتكاب الأخطاء الجسيمة في حق الشعب قبل ان تكون في حقهم. نعم بعد أن ضاعت الفرص وأصبح اللعب في اخر لحظات الوقت الضائع بداء وبصورة غير مرضية أيضا ما كان يجب أن يتم منذ سنوات عديدة حيث كان من الطبيعي أن تخاطب العالم القضية بواسطة جهة واحدة تضم اليها الجميع وللأسف حتى القناة التي تعتبر من نفسها انها الممثل الإعلامي الفضائي الوحيد للقضية استضافت مؤخرا وجهة نظر أخرى لنفس القضية ولم تترك له المجال والحرية للتحدث بل حاول المذيع جاهدة لكي يجعل من الضيف ان يعبر عن توجه القناة وداعميها. ومن العجيب أن يستمر المؤتمر شهور كثيرة وأن برنامجه ونتائجه لم تكن متوقعة فحسب بل واضحة وضوح الشمس الا ان نتائجه تحولت لمفاجئة للبعض و لصدمة للبعض الاخر وفقدان الصواب لآخرين فهل الغشاوة لأبصارهم وبصيرتهم كانت لدرجة كبيرة وعظيمة، نعم فهناك الكثير من الحقائق والوقائع الاحداث لا يراها الظالم الشاطر والأناني المتكبر إلا حسب ما يتمنى ويريد والمصيبة أن عواقب الأخطاء يتحملها اخرين كثير. لا نبالغ ان قلنا ان لمؤتمر الحوار أهمية كبيره وأن الاهم يكمن في تنفيذ مخرجاته والانتصار على التحديات التي تعيق تنفيذ المخرجات الا ان هناك دروس عظيمة و كذا عبر لكثير من الناس ومنهم من لا يؤمن ولا يتقبل الراي الاخر ولمن يبتعد كثير عن الواقع و لمن لا يؤمن بان السلطة والثروة يمكن ان تنتزع وكذا درس للقطيع الذي يتبع ولا يفكر الى اين هو ذاهب وكيف ومتى .. إن نجاح المؤتمر ما هو إلا اختبار القبول للاستمرار في هذا الطريق لا غير لان النجاح الحقيقي يكمن في تنفيذ المخرجات، فبالرغم من ان الكرة الان في ملعب القائمين والداعمين للحوار إلا أن فشل التنفيذ واردة ومتوقعه وهذا طبعا سوف يزيد من معاناة المواطن و إعطاء فرصة من جديد للأطراف الأخرى .. إن نجاح تنفيذ مخرجات المؤتمر لن تكون الا لصالح الجميع على المدى البعيد ولهذا فان الجميع مطالب بفتح صفحة جديدة نظيفة بعيدة عن الفساد والمفسدين ومبنية على البناء وطي صفحة الماضي ..a