إنني كأي مسلم محبًّا لكتاب الله تعالى، يتابع أخباره وأخبار حملته، ومن بدأ عليهم النبوغ اتجاه كتاب الله تعالى لاسيِّما إن كان هؤلاء من بني قومه، وأقف مع موقفين أثَّرا في نفسي تأثيراً بالغاً: الموقف الأوَّل: بلغني قبل أيَّام مضت ما أصيب به الطفل إبراهيم بن عوض العمَّاري –رحمه الله- الذي يبلغ من العمر 12 عاماً، إصابته بمرض السرطان المفاجأ، الذي أقلق والديه وإخوانه وأقاربه، ولم يفد علاجه في البلد فقرَّروا السفر إلى بلاد الأردن للعلاج هناك، ووقف معهم من وقف، وهذا الطفل اشتهر بين بني قومه بحسن صوته بتلاوة كتاب الله تعالى، وتفوقه الدِّراسي. وكنتُ أتذكره وأتذكر حال والديه وإخوانه وهم جالسون عنده ينظرون إليه وينظر إليهم، فلذة من فلذات أكبادهم، وفي صباح يوم الثلاثاء 4/ ربيع الثاني/ 1435ه، يصلني خبر وفاته –رحمه الله- وظهرت صوره على شبكات التواصل الاجتماعي وغيره، فتذكرت كيف حال أمَّه الشفيقة الرحيمة بابنها عند سماع خبر وفاته، كيف حال والديه وإخوانه في غربة السفر، وسماع الخبر، أسأل الله تعالى أن يغفر له، ويرفع قدره في عليين، وأن يصبِّر أهله وذويه، وأحسن الله عزاءكم يا آل العمَّاري.
الموقف الثاني: يهامسني أحد إخواننا المقربين بخبر وفاة ابن خاله، الذي يبلغ من العمر 15 عاماً، وهو الشاب الناشئ سعيد بن عمر باحطاب، من طلاب مسجد آل ياسر بالغليلة بالمكلا، أتمَّ حفظ كتاب الله تعالى قريبا، وسيقام حفل التكريم له ولغيره قريبا، وما صبح صباح هذه اليوم 5/ربيع الثاني/1435ه، وإذا به يشعر بألم فينقل إلى المستشفى ويفارق الحياة. اختاره رب العباد ليكون تكريمه عنده بدلاً من تكريم العباد له، فنعم هذا الاختيار، ولك أن تتخيَّل معي موقف والديه، وخاصة الوالدة المتعلقة بابنها، إنه فراق صعب، ولكنه القضاء والقدر، فأحسن الله عزاءكم يا آل باخطاب، وغفر له، ورفع منزلته في عليين،،، اللهم آمين. ** أليس في هذه المواقف من معتبر ؟!، إلى الذين يؤملون في هذه الحياة، وهم بعيدون عن الله، ليتأملوا هذه المواقف والأحداث. كتبه أبو إسحاق الحضرمي الرياض: 5/4/1435ه