عندما نتحدث عن المستقبل الجنوبي كان أم الحضرمي, تظهر وبشكل مفجع أصوات نشاز تتحدث عن النظام السابق وماسية وسلبياته وكأننا نريد العودة إلى الماضي وبأنه لا توجد لدينا خيارات غير القبول بالحاضر التعيس أو العودة إلى الماضي البغيض. هذه الأصوات تعودنا على سماعها مرارا وتكرارا وتناقشنا معها أيام وأسابيع وأشهر وهي لازالت عند طرحها وفكرها. لم يكن شعب الجنوب كافة اشتراكي وكثير ممن امتهن الاشتراكية ليس عن اقتناع فكري بل امتهان عملي أراد بها تسيير أموره المعيشية, فلذلك لا يرغب الجنوب آو يطمح إلى العودة إلى هذا العهد الاشتراكي الذي بسببه ضحى بكل ثرواته وأراضيه للخلاص منه في وحدة أكثر منه ظلما. إننا ننظر إلى المستقبل إلى التطور إلى الحداثة إلى النظام والقانون, إننا نطمح لان نكون مواطنون حقيقيون في دولة حقيقية, نحلم بان نبني وطنا سليما من الشوائب ونعمره بخطط علمية ومدروسة وان نعمل على تنمية اقتصادية واجتماعية حقيقية ومستدامة مثل بقية شعوب الأرض أليس ذلك من حقنا, لماذا تعايرون الامل في نفوسنا بالماضي الذي ذهب دون رجعة بايجابياته وسلبياته . لن يتحقق لنا هذا الامل في ضل هذه النظام الفاسد ولن يتحقق في نظام الإقاليم اليمنية التي يروج لها بعض الخاضعين تحت عباءات الاحزاب اليمنية الدينية, لان مشكلتنا هي يمنية بالدرجة الأولى, مشكلتنا هي بقاءنا في هذه العباية اليمنية التي ليست على مقاسنا ولا من طابعنا وتراثنا الجنوبي. يجب أن نكون أكثر وعيا ونضجا في السير نحو غايتنا. فالوعود والأحاديث اللبقة التي نسمعها بين الحينة والأخرى عن إقليم حضرمي مزدهر وغني وغيرها من الاوصاف المخملية ما هي إلا دغدغة لعواطفنا لكي نقبل بما تفضلوا وتكرموا علينا به, ولا ندري بعدها بماذا سنفاجئ بما يكتب في الدستور القادم عن الثروة والحكم والانتخابات والاستثمارات الخارجية و العلاقات التجارية وغيرها, ولا ندري من هم سكان إقليم حضرموت, فكل هذه أمور أساسية ومهمة لحد ألان لم يكشف عنها وسوف تكون منصوصة في الدستور, بمعنى اقبلوا انتم ألان بالإقليم وبعدها ستتضح لكم الأمور امور سوف نتجرع مرارتها ونعود بعدها لاسطوانة ياريت. اتمنى ان اراء دولة حضرمية مستقلة او اقليم حضرمي مستقل في شكل الدولة الفيدرالية الجنوبية. ولكن لا أتمنى أن تكون حضرموت تحت وصايا صنعاء واليمن. إن استقلال الجنوب عن الشمال هو البوابة الحقيقية لقيام الدولة الحضرمية أما مستقلة آو متحدة مع الجنوب وهذه حقيقة تفرض نفسها بواقعية, وماعدا ذلك فهو سراب يبهرك لمعانة وفي الواقع هو هواء تتلاعب به اشعة الشمس.