احتضنت العاصمة اليمنية صنعاء أول نشاط للحراك الجنوبي السلمي داخل المحافظات الشمالية وذلك للمرة الأولى منذ تأسيسه في العام 2007. ففي حدث غير مسبوق وبحضور ألف شخصية جنوبية بينها عدد من أبرز مؤسسي وقيادات الحراك إضافة إلى وزراء وبرلمانيين وشخصيات سياسية وفكرية عقد الحراك الجنوبي السلمي مساء الأحد أول اجتماع له داخل العاصمة اليمنية. ومنذ تأسيسه في عام 2007 ظلت السلطات اليمنية تحظر أي نشاط للحراك الجنوبي داخل العاصمة صنعاء وباقي محافظات الشمال, فضلاً عن قمع فعاليات كان يقيمها في عدن ومدن جنوبية أخرى, وبدأت بمطالبات حقوقية إلى أن وصل سقف المطالب للدعوة لفك الارتباط وانفصال الجنوب عن الشمال. وجاء الاجتماع في الذكرى السابعة لتأسيس الحراك وعشية السابع من يوليو الذي يصادف الذكرى العشرين لانتهاء حرب صيف 1994 التي انتصرت فيها قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحلفائه على خصومهم في الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان شريكاً لحزب صالح في تحقيق وحدة البلاد في 22 مايو 1990. وفيما كانت السنوات الماضية تشهد إحياء المناسبة بتظاهرات حاشدة في عدن ومدن جنوبية أخرى للتنديد بالنتائج التي ترتبت على تلك الحرب من إقصاء وتهميش للجنوبيين, ومطالبة أطراف حراكية لفك الارتباط والانفصال, جاء الاختيار الاستثنائي لزمان ومكان انعقاد هذا الاجتماع, بمثابة رسالة قوية من جانب الحراك الجنوبي السلمي وفتح صفحة جديدة مع السلطات اليمنية بعد أن وضعت مقررات مؤتمر الحوار الوطني صيغة جديدة لوحدة الشمال والجنوب تقوم على الفيدرالية وتقاسم الثروة وتمنح الجنوبيين 50% من الوظائف والمناصب. وفي الاجتماع أعلن مؤسس الحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة عن تأسيس تحالف قوى الحراك الجنوبي السلمي لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل, كما وجه رسالة للجنوبيين في الدخل والخارج إلى الانتقال الفعلي للمصالحة الجنوبية الشاملة للمشاركة مع القوى الوطنية الأخرى في العملية السياسية الانتقالية طبقاً لقرار مجلس الأمن رقم (2140) لعام 2014. وفي تعليق ل"العربية.نت"، أكد الناشط السياسي في الحراك المهندس ماجد السقاف أن الاحتفال بالذكرى السابعة لتأسيس الحراك الجنوبي في قلب العاصمة صنعاء يعد اعتراف كامل بمشروع كل الشعب الجنوبي ككيان جماهيري جامع للجميع لكل ألوان الشعب الجنوبي. وقال السقاف إن هذا الاحتفال يعد تأييد كامل لمخرجات الحوار الوطني والذي خرج بمكاسب كثيرة للقضية الجنوبية أهمها الفيدرالية والمناصفة ولجان معالجات إفرازات حرب صيف 1994 وغيرها من المكتسبات التي لم يحصل عليها الجنوبيين من قبل.