عبدالرحمن بلخير عصر الجمعة آخر يوم في تشرين اكتوبر 2014.. وعلى ملعب بارادم بالمكلا.. كانت ليلة جنوبية رياضية فرائحية شفافة.. فرضت التاريخ بكل شذاه، واستدعت الدموع بكل حرارتها، وحركت الأشجان بكل حلوها ومرها..وأعادت الحضور إلى ذاك الزمن الذي كان.. كانت ليلة ماكنا نريدها أن تنتهي.. وكيف نسمح لها بذلك وقد سمحت لنا، بالسباحة فوق سجادة من مشاعر حقيقية رقراقة صافية.. وجمعت الأحبة رفقاء الميدان، ومشجعيهم ومعجبيهم.. بعد سنوات من مفارقة الزملاء وهدير المدرجات.. وأجمل مافي اللقاء، أنه لو أريد له رسمياً، أن يكون كما كان اليوم، لن يكون.. وتلك قيمة ليلة الجنوب.. ونحن ذاهبون لصلاة المغرب كنت أقول لأستاذي الكابتن فرج باعامر وصديقي الاعلامي سند بايعشوت.. هذه هي المليونية الحقيقية.. قلوب اجتمعت في حب حقيقي.. حضر فيه تاريخ كرة الجنوب وتوحدت فيه آهات وآلام الجنوبيين وآمالهم.. وإن لم تحضر صور الزعامات.. حتى ذلك المسجد القابع غرب ملعب بارادم.. لنا فيه ذكريات استعدناها بعد نهاية اللقاء.. كما كنا قبل مايزيد على 30 عام.. كم كنا نتسابق لصلاة العصر والمغرب في السبعينيات والثمانينيات فيه.. هو جزء من تاريخ كرة حضرموت..فرغم أجواء المنافسات الساخنة وقتها، والحضور الجماهيري الكبير، ماكنا نضيع العبادات وفي وقتها غالباً.. خالص الدعاء لمن بنى ذلك المسجد.. في الملعب كان هناك الهرر نجم فريق الجيش وأشهر ليبرو انجبته ملاعب عدن.. وكان هناك أقرب من يشبهه من جيل التسعينيات كابتن خالد عفاره.. وكان هناك ابن المعلا قائد فريق شمسان الرائع عبدالرزاق ابراهيم..وهو منتشي باللقاء ووجوده في المكلا..أعجز الآن عن نقل حجم محبته لنا وسعادته بتواجده في حضرموت.. الثعلب على نشطان، كان حاضراً.. وكانت آهاته على حال البلد تحرك قلبي وهو (يفضفض) بسخاء..ويحلم بعودة الحلم الجميل.. كان هناك نجم فوق العادة، البارك سلطان التلال.. أسماء كثيرة حضرت ماهر حسن، جميل مقطري، حسين نعوم، العقرب، لطفي سالم، علي بن علي، عبدالجبار عباس، سمير صالح آخرون.. نجوم منتخبات اليمن الجنوبي..وكان الجمهور يسأل عن الغائب الأكبر، السيف الجميل جميل سيف.. ومن حضرموت، حضر الجيل القديم بكل ألوان الطيف من جيل أواخر الستينيات إلى السبعينيات باعامر إلى أيوب وعلي محمد وسويد والصنح إلى جيل الثمانينيات والتسعينيات..أجمل تغريدة ممكن أن تسمعها من كرة حضرموت.. كنت وأنا أسجل اللحظة.. أرقب تلك المشاعر الفياضة الحضرمية العدنية.. كان الهاتف في داخلي يقول، أن عدنوحضرموت لن تفترقا أبداً.. وأنت تشاهد العناق الحار وتسمع نطق القلوب، تشعر بهذا التمازج.. فعدن جزء من تاريخنا.. وفي داخل كل منا ينبض حب عدن.. لفت انتباهي حجم الهم الذي يحمله أبناء عدن.. تلحظه في حديثهم، في آهاتهم، وفي ملامح هدها التعب وثقل الهموم.. رغم الجهد الخارق الذي بذلته جمعية الرياضيين ومن وقف معها، ورغم الحضور الاعلامي البارز، اعتقد لو كان التحضير الاعلامي للمناسبة جيداً، كان الحضور سيكون تكريماً لكل هؤلاء النجوم، الذين أمتعونا سنين طويلة، ولكانت الحفاوة باستقبالهم ستكون جملة مفيدة.. تحية لكل من أسهم في اخراج تلك الليلة الرائعة.