ابتكر فريق طبي بمستشفى سيئون العام، امس الأول، انبوباً للتخدير ثنائي القطر، يتناسب مع القصبة الهوائية لطفل يبلغ من العمر ست سنوات في عملية فريدة من نوعها لاستئصال كيس مائي كبير في الرئة اليمنى، بعد تأخر إجراء العملية قرابة سبعة أشهر لعدم ايجاد أنبوب هوائي يناسب مقاس الطفل في اليمن والدول المجاورة لندرة الحالة. وكانت عائلة الطفل من أبناء منطقة (بور) بمديرية سيئون قد وفدت الى المستشفى قبل سبعة أشهر, عقب رحلة عناء بين اليمن والسعودية الأمارات ، وعرضوا الحالة على اختصاصي الأطفال، واكتشف الدكتور/عمر بن مسفر ان الطفل يعاني من وجود كيس مائي كبير في الرئة اليمنى، ودعت الفحوصات لإجراء عملية استئصال لهذا التكيس في القريب العاجل، لكن وجدت صعوبة في اجراء العملية لعدم توفر انبوب التخدير ثنائي القطر يتناسب مع القصبة الهوائية للطفل في المستشفى واليمن عموماً لندرة اصابة الاطفال بهذا التكيس. تواصلت عائلة الطفل مع أقرباء لهم في دولة الأمارات والسعودية لا يجاد انبوب التخدير ثنائي القطر يتناسب مع القصبة الهوائية للطفل؛ وكل محاولات الحصول على انبوب صغير يتناسب مع الطفل بات بالفشل. أوصاهم الكثير بأجراء العملية خارج اليمن أو الذهاب إلى صنعاء إلا أن والد الطفل كان حريص على عمل العملية بمستشفى سيئون لثقته بالمستشفى وكادرها الطبي بالرغم تأخر يجاد انبوب التخدير ثنائي القطر يتناسب مع القصبة الهوائية للطفل في ثلاث دولة تم البحث فيها "على حد قول أب الطفل". كانت عائلة الطفل على تواصل شبه دائم مع الدكتور/ حسين عباس استشاري تخدير- رئيس قسم التخدير بمستشفى سيئون العام – لا يجاد الانبوب المناسب، بعد سبعة اشهر من البحث المتواصل وعدم تمكنهم من ايجاد الانبوب المناسب وتمسكهم بأجراء العملية بالمستشفى , ابتكر الدكتور/ حسين عباس انبوب التخدير ثنائي القطر يتناسب مع القصبة الهوائية للطفل . وقال الدكتور/حسين عباس في تصريح لوسائل الاعلام "عملت على مدى اسبوع متواصل لابتكار انبوب صغير ثنائي القطر بالمقاييس الدقيقة والمعايير السليمة يضبط في القصبة الهوائية للطفل وبعد فترة من العمل الشاق نجحت في ذلك ولله الحمد." وابدى رئيس قسم الجراحة بمستشفى سيئون العام الدكتور/ فيصل باوزير اعجابه بالقول "في الحقيقة لا انكر اني قلقت عندما اخبرني الدكتور/ حسين عباس بابتكاره الانبوب المناسب لحجم القصبة الهوائية للطفل وارسل لي صورته كان رائع جداً ولكنه راودني القلق، وقلت للدكتور حسين: "هل سينجح الانبوب؟" فرد علي بكل ثقة نعم سينجح بإذن الله، وان لم ينجح فلا تقلق هناك عدة طرق سالجأ اليها اثناء العملية حتى تتم العملية بسلام". وبعد ذلك عقد الفريق الطبي المختص المجري للعملية جلسة نقاش مطولة حول خطة اجراء العملية والبدائل التي من الممكن اللجوء إليها وقرر الفريق الطبي اجراء العملية بعد موافقة والد الطفل. ويكتسب هذا النوع من العمليات خطورة لكونها تحتاج الى تخدير من نوع خاص بحيث يقوم المخدر بتوقيف الرئة التي تجرى فيها العملية ويعتمد على الرئة الاخرى السليمة في تنفس المريض ولابد ان يكون هناك تعاون بين المخدر والجراح حتى تسير العملية بطريقة سلسة دون مشاكل من الجانب الجراحي ويحرص الجراح الا ينفجر الكيس قبل السيطرة عليه حيث يترتب على ذلك عواقب وخيمة كانتشار الاكياس في الرئة والتجويف الصدري وقد يفقد المريض حياته نتيجه التحسس المفرط من الكيس، لذلك يكون الجراح والمخدر في يقظة تامة ومستعد بالعقاقير المضادة للتحسس، وبعد ازالة الكيس ينبغي على الجراح اغلاق النواسير بين الشعيبات الهوائية والكيس في اسرع وقت ممكن حتى يحول دون تسرب السوائل الى الرئة الاخرى السليمة وفي نفس الوقت حتى لا يتجمع هواء في التجويف الصدري يضغط على الرئة. وقبل اجراء العملية طلب الفريق الطبي من الزملاء في التصوير المحوري اعادة الاشعة المقطعية للطفل وتم مناقشتها مع الدكتور/ابو بكر السقاف استشاري اشعة والدكتور فؤاد التميمي استشاري الأشعة، وتم عرض الطفل على كل من الأطباء في قسم الاطفال الدكتور/ صالح البريك والدكتور/ عمر بن مسفر استشاري طب الاطفال ليقرروا ان الطفل مناسب للعملية ولا توجد لديه اي مشاكل او امراض اخرى تحول دون اجراء العملية. وتم اجراء العملية يوم الثلاثاء الساعة العاشرة والنصف صباحاً بعد حجز سرير في العناية المركزة واستغرقت العملية (ثلاث ساعات) ويعتبر وقت قياسي لعملية خطيرة . وسارت العملية بسلاسة دون اي مشاكل وذلك بفضل التعاون الوطيد بين الفريق الجراحي وفريق التخدير وبفضل الله تكللت العملية بالنجاح.. والتي شارك فيها فريق الجراحة بقيادة الدكتور/ فيصل باوزير رئيس قسم الجراحة والدكتور/ (اركن) اختصاصي جراحة والدكتور/احمد بافليع مقيم جراحة وفريق التخدير بقيادة الدكتور/حسين عباس رئيس قسم التخدير والاخت/فدوة شظي فني تخدير والاخ/هشام بامؤمن فني تخدير والاخ/احمد حنين فني عمليات والاخت رجاء بالسد فني عمليات. لم يتخيل الجميع بالمستشفى كيف ارتسمت السعادة بوجه والد الطفل وامه عقب نجاح العملية، وتقدموا بجزيل الشكر لإدارة المستشفى للفريق الطبي والفني والتمريض وطاقم العناية المركزة من اطباء وممرضين الذين كانوا حول الطفل طول فترة دخوله المستشفى وخروجه منها سالم متعافى ودعوا من الله عزوجل ان يجعل ذلك في ميزان حسناتهم. وبدوره شكر الفريق الطبي بقيادة الدكتور فيصل باوزير والدكتور حسين عباس والدي الطفل على حسن تعاملهم وصبرهم طول هذه الفترة ومنحهم الثقة الكبيرة للطاقم الطبي لا جراء العملية بالمستشفى بالرغم من قلة الامكانيات وشحة الموارد.