خدمة العميل مصطلح حديث , لكنه وبالرغم من حداثته إلا أنه لم يخرج من الأخلاق التي علمنا إياها الأسلام " فالدين معاملة" , و تطور هذا المفهوم يعطي خيارات واسعة لبناء عملية البيع والشراء بشكل إيجابي ومثمر , كما وينمي ويطور من المفاهيم المشتركة في العملية البيعية. فنادق – مطاعم – محلات – متاجر كبيرة" ذات علامة تجارية واحدة … ألخ بالنظر إليها جميعاً , وحتى في التعاملات التجارية الغير مذكورة , تحتل خدمة العميل مكانة مهمة في الخطط التجارية الجادة للمستثمرين . لكن السؤال هنا هل خدمة العميل مجرد كذبة ؟! وهل نحصل على خدمة العملاء في حضرموت ؟ خدمة العميل ثقافة عصرية أمتزجت فيها المفهوم العصري وأدبيات التعامل التجاري بين البائع والمستهلك , الرائع في الأمر مانجده في بعض المحلات التجارية من رقي الأسلوب , أو مايمكننا أن نطلق عليه " الأهداف المثمرة " . الثقة تبنى لا أن تؤخذ دفعة واحدة محلات البطاطي – مثلاً – والتي شهدت توسعاً في كثير من المناطق الداخلية وحتى بعض الخارجية أيضا , ملتزمين بنظم إنتاج حديثة تواكب التسارع الحاصل في الموضة والأزياء , انشأوا لهم مايشبه بالعلامة التجارية الخاصة , إنتاجاتهم تحضى بالكثير من الشكر من قبل النساء مابين 20 – 50 , التعامل الجاد الذي يثمر الثقة لاحقاً هو شيء لايمكننا سوى النظر إليه بإيجابية . والثقة والتي تعنى غالباً المزيد من العملاء , كما وتمنح إستحقاق التميز في هذا الجانب – خدمة العملاء – وتنمي المكاسب المادية والمعنوية للمستثمرين . محلات لاتهتم بخدمة العميل ! في السوق المحلية يسعى الكثيرون لكسب العيش , وتنمية الأرباح الصغيرة حتى دونما النظر الى عواقب إهمال خدمة العملاء , فعملية البيع والشراء تنتهي في منظورهم مع أول خطوة ل " الزبون " خارج المحل , مما قد يصنع بعض الإشكاليات في التعاملات المستقبلية مع ذلك الزبون أو غيره حسبما يقول جيف بيزوس : " If you make customers unhappy in the physical world, they might each tell 6 friends بمعنى… ( اذا قدمت خدمة سيئة في العالم الحقيقي ، كل شخص يبلغ 6 اشخاص عن مستوى الخدمة ) وحقاً من واقع تجربة شخصية , أستطيع أن أقول إنني أسشعرت ذلك من خلال التعامل مع بعض الباعة والمسوقين , أما وعلى وجه الإستيضاح – وبدون ذكر الأسم – , توجد بعض المحلات التي تجهل أن خدمة العميل تتم قبل وبعد عملية الشراء , وعملية شراء واحدة لربما تكون كفيلة بعدم عودة " الزبون " مرة أخرى لذلك المحل , ليس لإفتقادهم الخبرة في التعامل مع الزبائن فقط , بل لأنهم ينظرون لعملية الشراء كعملية وقتية قصيرة , وأهملوا خدمة العميل التي تعتبر مهمة في عملية إستجلاب المزيد من الزبائن , وكم هي كثيرة تلك المحلات التي تُشعر المرء بالإستياء ! للأسف . برامج الولاء Loyalty Programs برامج الولاء من أهم الخطط والإستراتيجيات لكسب العميل والحفاظ عليه , ولكننا نشهد ندره لتوفرها ليس في اليمن أو حضرموت بل في الوطن العربي بأكمله , وهي أن توافرات توافرات في أبسط طرقها وأضيق صورها, مما لايتيح بناء علاقة مثمرة بين العميل والمسوق للخدمة أو السلعة , فمثلاً تتمثل في تلك العروض التي تسوق لها شركات الهاتف الخيلوي أو شبكات الأنترنت , والتي أن كنا سنتحدث عنها في اليمن فلن نسمع سوى لسان حال الكثيرين وقد وصفوها بالجشع وعدم الواقعية ! شركات الإتصالات في السعودية تقدم العروض المتصلة بهذة البرامج من خلال قطاف ونقاطي , وذلك بتقديم مجموعة خدمات لعملائهم , بهدف المحافظة على إستمرارية العملاء معهم لفترة طويلة وعدم إنتقالهم لشركة أخرى , ولكن تقدم العروض بشكل أكثر حكمة , وليس كما هو حاصل في حضرموت ( حدث ولاحرج ) العروض المخزية أحياناً تقرع لها الطبول الضخمة ! أيضاً يمكننا ماتقدمه المحال الكبيرة من بطاقات من المحل , قد تكون على شكل خصم على المشتريات , أو حتى نقاط يستفيد منها الزبون من التسوق من المحل , وهو شيء لانشهده في كثير من بلداننا العربية , وغالباً يلاحظ في العقلية الغربية التي أثبتت تميزها في هذا المجال . كما لانغفل عن الفنادق العالمية التي تقدم نفس الفكرة , وذلك من خلال التسجيل لديهم عدة أيام للمبيت , وحصول العميل بالمقابل على أمتيازات معينة , مثل الحصول على ليال مجانية أو ترقية لجناح أكبر , وهو أقل مستويات الرفاهية التي يحصل عليها العميل في الدول الغربية تحت عنوان خدمة العميل , فأين هي خدمة العميل في حضرموت ؟! وهل سنشهد لها ظهوراً حقيقاً إذا أنتعشت التجارة الداخلية , وازدهر الإقتصاد ؟!