هذا حوار يدور بين حضرمي وجنوبي نظن انه يضع النقاط على الحروف ويأصل لكثير من المسائل ويسعى إلى ردم الهوة بين طرفين واتجاهين لطالما انعدمت بينهما الثقة وتبدلت بينهم التهم و لكل منهم رأيه وفكره ومنطلقاته التي ينطلق منها . التقاء الحضرمي مع الجنوبي وبعد التحية والسلام دار بينهما الحوار التالي ولأهميته ننقله كما تم . الجنوبي : انتم يا من تدعون حبكم لحضرموت وتتباكون عليها وتدعون دفاعكم عن هويتها من تكونون ؟ إنما انتم أشخاص قلة مأجورين وعملا لا هدف لكم ولا غاية إلا شق وحدة الصف الجنوبي وإضعاف حراكه الجماهيرية وتكريس مفاهيم الاحتلال اليمني وتستلمون من أسيادكم الشماليين المقابل . الحضرمي : نستغفر الله من هذا الكلام , وهو من سوء الظن بالمسلم المنهي عنه شرعا , ولا نظن انك تجهل سوء عاقبة هذا الإثم الوخيم , ودلائل التحذير منه وهي كثيرة . الجنوبي : إذا انتم تنفون عن أنفسكم هذه التهمة و تتبرؤن منها ؟ الحضرمي : بالطبع نعم يا أخي هدانا الله وأصلحنا وإياك الدفاع عن حضرموت وحقوقها وقيمها وهويتها وتاريخها وتراثها ليست سلعة نخضعها للمساومة والبيع والشراء أو للابتزاز السياسي وخاب وخسر وظل الطريق من كان هذا حاله وديدنه , أما نحن لا ننظر لقضية حضرموت إلا إنها قضية عادلة وأخلاقية وإنسانية بالمقام الأول . الجنوبي : انتم اليوم تركبون موجة ( الحراك ) الذي قدم قوافل من الشهداء في سبيل قضيته و لماذا لم تعلنوا عن قضيتكم وتبرزوها إلى الوجود إلا اليوم بعد أن أصبح للحراك صولته وجولته أليس في ذلك تطفل على جهود الآخرين ؟ الحضرمي : قضيتنا الحضرمية ليست قضية وليدة هذه اللحظة كما تزعم , بل هي قضية ناضل من اجلها كوكبة من رجال الحضارم منذ عشرات السنين ولا يزالون هم كذلك اليوم حتى تنتصر بإذن الله تعالى . الجنوبي : وما هي قضيتكم وهدفكم ؟ الحضرمي : إقامة دولتنا الحضرمية العربية الإسلامية ذلك الهدف الذي لن يثنينا عنه لا وجود دولة عربية وإسلامية واحدة تضم كل العرب والمسلمين وتحقق لهم جميعا العدل والرخاء أو وجود وحدة حضرمية يمنية شمالية أو جنوبية تأخذ حضرموت فيها حقها القيادي والريادي وبما يتناسب مع وضعها وثقلها الحضاري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأدبي . الجنوبي : إذا انتم تقبلون أن تكون حضرموت ضمن إطار دولة الجنوب ؟ الحضرمي : نعم نقبل أن تكون حضرموت في إطار دولة الجنوب أو بقائها في إطار دولة اليمن كما هو الحال اليوم وكل ذلك بشروطه . الجنوبي : وما هي هذه الشروط ؟ الحضرمي : بالنسبة لربط مصير حضرموت بالجنوب فانه يتحتم على الجنوبيين حسم القضايا التالية : الاتفاق على اسم الدولة مستقبلا والذي يجب أن لا يغيب مسمى حضرموت عنها لارتباط هذا الاسم بحضارة وتاريخية وهوية هذه البلدة , كم يجب أن يستفاء على عاصمة الدولة و علمها ونظمها السياسية والإدارية وان لا تستفز مشاعرنا بترديدكم أن الدولة هي دولة الجنوب العربي , والعلم هو نفس علم أيام الشيوعية أو علم السلطنات البائدة والإصرار على أن تكون عدن العاصمة السياسية مستقبلا للدولة فأين حضرموت من كل ذلك وهي الثقل والرقم الصعب في المعادلة . الجنوبي : ولكن كل شيء سوف يتم النقاش حياله بعد التحرير . الحضرمي : ما هو ضمان ذلك هل هناك شيء مكتوب ومتفق بشأنه حول مرحلة ما بعد التحرير لا يوجد شيء من ذلك أم نريد فيما بعد إذا اختلفنا نتصارع من جديد ويستمر مسلسل الاقتتال لا سمح الله نحن المثل الحضرمي عندنا يقول : ( دخل عيف ونزل زين ) . الجنوبي : هذا الكلام صحيح ومنطقي وواقعي يجب أن نتفق من الآن ونتحاور حول المستقبل ونبتعد عن سوء الظن و نعود أنفسنا قبول الرأي والرأي الآخر حتى نستطيع أن نبني وطن مستقر ومزدهر وآمن . وبهذا انتهى الحوار وتم الوداع وأنصرف كل لسبيله , وفي هذا الحوار العابرما ما فيه من الفائدة لمن أراد أن يزن ويحسب الأمور بمنطق الحكمة والعقل والعدل والإنصاف بعيدا عن الغلو و التطرف في الطرح الذي للأسف لا يخدم أي احد ويزيد الطين بله وليس بهذا تبنى الأوطان , ونحن بدورنا نقول وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح . [email protected]