في صباح يوم باكر ، نظرت من إحدى شرفات بيتنا المرتفع، فوقعت عيناي على من أبهرتني ، بجمالها( فأذهلتني) مع إنها كبر عمرها ، وحني ظهرها ، إلا إنها متفردة بجمالها ثغرها باسم ، وقوامها فاتن ، لها عينان ساحرة وعنق يتلألأ وإن لم يحط به حلي ولها شعر طويل ، ولم يظهر به شيب فطربت مشاعري ، وأرتجفت أطرافي ، وتعثرت لساني ، وتبعثرة كلماتي ، ولا أدري علا ما إطرابي أهو ذهول مما أراه ؟ أم سهام الحب أصابتني ؟ فالقلب ينبض وتزايدت نبضاتة ، فلم أعلم إنه عشق سلك طريق قلبي ، ولم أعلم إنها تملك مفاتحه . مع إنها كبر عمرها وحني ظهرها . وفجئة أقبل إلّي أبي وقال لّي وهو يحدق بعينية إلي النظر مابك بني ؟ وعلاما تصبب الجبين ؟ فأشرت إليها وأصبعي تتراقص ، فنظر إلّي ووضع يداه على منكبي قائلاً ، إي بني .. إنني أعرفها مند زمن بعيد ، فكم تقلبت في عشقها ، وعشقها الكثيرون ، وأنغمسوا في بحرها ، مع إنها هجرت ممن ملاء قلوبهم حبها ، فإذا تذكروها ، درفت عيون العاشقين . فكان جدك يتلذذ في أوصافها ، فأن أبتعد عنها عاد إلّيها كالطير بجناحيه . فسألته والعجب يملأ خافقي ، حتى جدي كان له نصيب منها ؟ فنظر إلّي متبسماً ، وقال وكذالك جدي . مع إنها عمرها قد كبر ونورها مثل ضوء القمر تسكن قلوب كل البشر وتسكر عقولاً من غير ثمة خمر من حولها تحيط بها الزهور ، ونسيمها يعبق بأجمل العطور فسألته قائلاً له ، هل لها أسما جميل ؟ فأجابني قائلاً : كيف لا وهي مالكة القلوب لها إسم ذات حروف سته ، وتفردت فهي من بينهن الخامسة ، تجدها وسط أوردة العاشقين ، وماءها دماء من عنها غائبين ، فأجمل ما قيل في شأنها . ( بعد المكلا شاق ) فما أجمل محياكي يا مكلنا