تحظى الدراما الرمضانية باهتمام عدد كبير من اليمنيين، رغم الظروف السيئة التي تعانيها البلاد الخارجة من صراع طويل ما زالت تداعياته مستمرة حتى الآن. ويشاهد اليمنيون هذا العام عشر قنوات فضائية محلية بينما كان الأمر في الأعوام التي سبقته يقتصر على قنوات التلفزة الحكومية وقناتين مستقلتين فقط، فقد أفضت التطورات السياسية إلى تسابق أحزاب وتيارات وتوجهات سياسية بعينها إلى جبهة الإعلام بغرض امتلاك منابر فضائية لتعبّر عنها، ولتخوض من خلالها حرباً ضد بعضها بعضاً، وفي الأغلب دون مراعاة لقيم المهنة وأعراف الخصومة السياسية . وتشير صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن تعدد الفضائيات أتاح فرصة لتعدد الظهور الإعلامي للدراما اليمنية بصورة أفضل من السابق، إلا أن ذلك لم يفرز تطوراً نوعياً في أدائها ومضمونها، فالأعمال الدرامية تشابهت والوجوه تكررت، وظلت نزعة البحث عن الإضحاك مهما كلف الثمن، هي المهيمنة على طبيعة الأعمال التي اتسمت بتقديم اليمني بشخصية كاريكاتيرية مضحكة ومسيئة أحيانا. ومن الأعال الدرامية التي يتابعها اليمنيون برمضان مسلسل "همي همك" على قناة "السعيدة" المستقلة التي انفردت بعرض أجزائه الأولى منذ أعوام. وما زال العمل يستقطب اهتمام قطاع واسع من المشاهدين في اليمن نتيجة كمية الإضحاك والهزل والشخصيات الملفتة التي جاءت على حساب الحوار والسيناريو، برغم الغطاء الموضوعي الذي يتعاطى مع انتهاكات يتعرض لها شخوص المسلسل وعكس روح النضال ضدها . ورغم تواضع العمل، لم يسلم من مواقف ضجرة ومتبرمة رافضة، فقد هدد مشتغلون في مهنة المحاماة برفع دعوى قضائية ضد أسرة المسلسل والمطالبة بوقف عرضه، بحجة "ما يحتويه من الإساءة بمكانة المحامين ومهنة المحاماة، والإساءة للقضاء والاستهزاء بالمحامين" ما اعتبر "إهانة وإساءة بالغة لمهنة المحاماة والمحامين والسخرية من وظيفتهم"، كما يرى عدد من المحامين، الذين بتصرفهم هذا ينزعون نحو تنزيه مهنة المحاماة من مسيئين لها في الواقع، انتقدهم المسلسل . من جانب آخر عبر عدد كبير من اليمنيين عن استيائهم من مسلسل "واي فاي"، الذي باعتباره يسخر من اليمنيين، وأشارت بعض المصادر إلى أن محامين وناشطين يمنيين يعتزمون مقاضاة قناة "ام بي سي" بسبب عرضها للعمل. وكانت الحلقة السادسة من المسلسل قدمت يمنيين كمجموعة من الإرهابيين يتزعمون خلايا إرهابية تتسم تصرفاتهم بالغباء والحماقة، ورأى المشاهدون أنها تلصق تهمة الإرهاب بجميع اليمنيين، فضلا عن ازدراء ملابس اليمنيين "المدمنين للقات".