هكذا يبدو لي السيناريو الذي سيكون عليه حالنا إذا ما استمر وضعنا في حضرموت تحت الاحتلال اليمني الشمالي لبرهة اخرى من الزمن لا قدر الله. سنفاجأ يوماً بأن مقبرة يعقوب صار اسمها مقبرة أيوب نسبة لأيوب طارش ، ومسجد عمر صار مسجد عيال الحمر وهكذا حتى نسمع ان المكلا سموها بنت حمير الأكبر .. كما هو الحال في تلاعبهم بأنساب قبائلنا ، وسنرى ايضاً مركز بلفقية وقد اصبح مركز الحارثي ودار باكثير وقد اصبحت دار السنيدار . قرأت منذ ايام في أحد الصحف الحضرمية عنوان (تسليم مواقع لبناء ملاحق جديدة في ثلاث ثانويات للبنات بالمكلا ) تابعت القراءة فوجدت ( بلقيس وابن سينأ وسبأ ) فإن اخرجنا إبن سيناء من الحسبة كونه إسم مناسب لشخصية علمية عربية ،، فما علاقتنا بسبأ الذي سَبى كل ما لدينا في حضرموت ، فما ذهبنا إلى مكان في بلادنا الحضرمية إلا وجدنا سبأ أمامنا ،حتى صارت ناطحات السحاب في شبامنا الحضرمية تنسب للحضارة السبأية !! . بناتنا أصبحن راوياتٍ و بلا قيس ومن أبنائنا من سموه اهله سبأ وغمدان وبعضهم تمادى وسمى ابنه حمير ولن أشكلها فانطقوها كما تشائون ! فهل أطلق اليمنيون على مدارسهم وشوارعهم أسماء حضرمية ،،هل سمعتم عن مدرسة إسمها ثانوية حضرموت أو إعدادية الأحقاف في صنعاء اوفي تعز او بإسم وائل ابن حجر او الأشعث بن قيس أو أي شخصية حضرمية عصرية او تاريخية . هل سمعتم ان يمنياً سمى إبنه حضرموت أو إبنته حقفة أو حقافة . ابداً ،،ما سمعنا إلى مطعم حضرموت للمندي او مطعم الشحر للصيادية او وادي دوعن للعسل وهذه ايضاً ليشتروا بها ثمناً إن لم يكن اصحابها حضارمة. وما سمعنا في بلادهم إلا الذل وما رأينا إلا الذل وما لمسنا منهم غير الذل . نفس السيناريو والمشهد اليوم يتكرر لمرحلة ال 23 عام الأولى تحت الاحتلال اليمني الجنوبي برغم أنها كانت أخف وطأة في هذا الشآن .فقد أطلق أولائك اليمنيون الجنوبييون المحتلون لأرضنا على مدارسنا اسماء ثوراتهم وقاداتهم مثل 14 اكتوبر و30 نوفمبر ومدرسة سالمين وثانوية عنتروأعوذ بالله من الشيطان الرجيم . كتبت قبل مدة مقال بعنوان ( فوق بابي قمرية ) أوضحت فيه ان بيوتنا ومساجدنا ومنشآتنا اصبحت القمرية فيها تهين انظارنا وتحتقر حضارتنا وتاريخنا ,, ومع هذا للأسف يستمر اليمانيون في طمسنا ونستمر نحن في الرضوخ لهم والخضوع لأوامرهم، … وقد رأيت احد المنتديات الإلكترونية يعرض الجنابي الحضرمية المتميزة وقد اخذت بعضها شكلاً للجنابي اليمنية من ناحية الغُمد (الجفير) خصوصاً .ولا أدري إن كانت هناك صناعات حضرمية أخرى طرأت عليها اليمننة . إن لم نتدارك الأمر ونرفض هذا التاريخ البديل الذي يراد به طمس تاريخنا وحضارتنا وشواهدنا فحتما سيأتي اليوم الذي نجد حضرموت خالية تماماً من إرثها وتراثها. وهذا الدور التوعوي يجب ان تقوم به المنتديات الثقافية ووسائل الأعلام ,ايضاً على كل حضرمي ان يعي ذلك جيداً عند تسمية أبنائه وعند عمار بيته او مسجده , وإلا فالكارثة القادمة من غربنا الذي لم نرى في كل تاريخنا منه غير المصائب ستكون أسواء . وقد قال أحمد شوقي «مثل القوم نسوا تاريخهم كلقيط ضل فى الناس انتسابا» . 12/12/2012م [email protected] facebook.com/hdommah