مأرب قلب الشرعية النابض    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    "سيتم اقتلاعهم من جذورهم": اكاديمي سعودي يُؤكّد اقتراب نهاية المليشيا الحوثية في اليمن والعثور على بديل لهم لحكم صنعاء    وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني يطلع نظيره الباكستاني على آخر مستجدات جهود إنهاء حرب اليمن    أخيرًا... فتيات عدن ينعمن بالأمان بعد سقوط "ملك الظلام" الإلكتروني    حوثيون يرقصون على جثث الأحياء: قمع دموي لمطالبة الموظفين اليمنيين برواتبهم!    شعب حضرموت يتوج بطلاً وتضامن حضرموت للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. الإرياني: استهداف ممنهج وغير مسبوق للصحافة من قبل مليشيا الحوثي    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    د. صدام عبدالله: إعلان عدن التاريخي شعلة أمل انارت دورب شعب الجنوب    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    الكشف عن كارثة وشيكة في اليمن    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    خادمة صاحب الزمان.. زفاف يثير عاصفة من الجدل (الحوثيون يُحيون عنصرية أجدادهم)    الرئيس الزبيدي يعود إلى عدن بعد رحلة عمل خارجية    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    ميلاد تكتل جديد في عدن ما اشبه الليله بالبارحة    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    البنتاجون: القوات الروسية تتمركز في نفس القاعدة الامريكية في النيجر    كارثة وشيكة ستجتاح اليمن خلال شهرين.. تحذيرات عاجلة لمنظمة أممية    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    وفاة امرأة عقب تعرضها لطعنات قاتلة على يد زوجها شمالي اليمن    انتحار نجل قيادي بارز في حزب المؤتمر نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة (صورة)    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    الخميني والتصوف    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نجم المكلا يستضيف أول أخصائي تخدير وأول صاحب شاره دوليه للتحكيم في اليمن الكابتن ( أحمد محمد أحمد الفردي )
نشر في نجم المكلا يوم 19 - 12 - 2012

الشخصية التي أنا بصدد الكتابه عنها شخصية فريدة متميزة ذات مواهب عاليه لا أراها في شخص آخر. خلق وآداب وسجية طيبة.
عالم من عوالم العبقرية الانسانيه . شخصية سبقت عصرها بكل المقاييس . وكانت نبراساً ساطعاً يشار إليها بالبنان . أتشرف كثيرا بأن أكون أول من سلط الضوء عليها ليعرف هذا الجيل الصاعد بأن في اليمن جهابذة افذاذ وعبقريات عظيمه صنعت لليمن تاريخاً مجيداً ساطعاً . انه الأخ الكريم والصديق أحمد محمد أحمد الفردي . (أبو مازن) من مواليد المكلا محافظة حضرموت عام 1940م . عاصمة الدولة القعيطية يومها . نمى وكبر وترعرع فيها ودرس الابتدائيه . وبعد أن تم الدراسة لمده أربع سنوات أنتقل إلى المدرسة المثالية الرائعة مدرسة الوسطى بمدينة غيل باوزير . هذه المدرسة التي تخرج منها كل القادة السياسين أمثال : فرج بن غانم ، وحيدر العطاس ، وعلي سالم البيض ، والأخ أحمد الفردي وهو من الدفعة العاشره التي تخرج منها عام 1951م وكان التدريس في المدرسة بالغه الانجليزية لجميع المواد ماعدا اللغة العربية والدين الإسلامي . ويقوم بالتدريس مدرسون اكفاء من السودان ، ومن الحضارمه . وبعد ان أكمل الدراسة في المدرسة الوسطى لمدة أربع سنوات أنتقل إلى مدرسة المعلمين لمدة سنتين يتخرج منها الطالب وقد ملك ناصية التدريس النشئ تربية سيكولوجية علمية حديثة ، أو موظفاً في أرقى البنوك أو الوظائف في المستشاريه البريطانيه في المكلا أو أي محمية بريطانيه أخرى أوفي أيه دوله أخرى .
ملك الفردي ناصية اللغة الانجليزية بطلاقه بارعه وهو يجيد مخارجها الصحيحة ونبرة صوته الجميل تستمتع إليه وكأنك في مدينة كامبريدج بين أحد بروفسوراتها. (من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا) صدق الله العظيم . باشر الفردي عمله في مستشفى المكلا في شهر يونيو عام 1956م كممرض مع زملائه الكرام نذكر منهم : علي عبد الرحمن المفلحي (وهو أخو الشاعر المرحوم صالح عبد الرحمن المفلحي ) وحسن أحمد السكوتي . ثم أصبح بعد ذلك أول أخصائي تخدير على مستوى اليمن جنوبه وشماله .
مستشفى المكلا أيام السلطنة القعيطيه:
تقع مستشفى المكلا في الشارع الرئيسي لمدينة المكلا بجانب المستشارية البريطانية وهي الإدارة التي يسكن فيها المستشار البريطاني ويدبر فيها مهامه السياسية في حكم المحميات والمستعمرات البريطانية في ذلك الوقت وهي الآن دار المحافظة وفيها مكتب المحافظ وأمامها قصر السلطان القعيطي المعروف إلى الآن .
وقد بنت هذه المستشفى على شكل صليب مثل مستشفيات الدول الكبرى ليكون بناؤها مميزاً في حالة القصف الجوي على المدن وقت الحروب (لأن قصف المستشفيات محرماً دولياً)
تحتوي مستشفى المكلا على قسم الجراحة وقسم الباطني وقسم الأمراض الصدرية وقسم النساء والولادة وكذلك قسم الأنف والأذن والحنجرة وقسم أمراض العيون . أما قسم أمراض الجذام فكان مقرهم في الشرج في مكان موقف ابن عزون الآن . وكانت هذه المستشفى تحتوي على غرفة عمليات كبرى وغرفة عمليات صغرى والختان .
وكان مدير عام المستشفى الدكتور (رندى) ومسئول عام التمريض أحمد محفوظ مهيري والد الدكتورة هدى أحمد مهيري المدير العام السابق للهيئة العلياء للأدوية في محافظة حضرموت . ويوجد المعهد الصحي في صحن المستشفى ومدة الدراسة فيه ثلاث سنوات يتعلم فيه الطالب جميع فنون التمريض والإسعافات الأولية على قواعد علمية سليمة على أيدي أطباء انجليز وهنود . وكان الطلبة يعملون صباحاً في أقسام المستشفى حتى الساعة الحادية عشر نهاراً ثم يذهبون لتلقى المحاضرات والدروس في المعهد الصحي.
كان للتمريض قيمة عالية ومكانة سامية في نظر الدولة وفي نظر المجتمع . وكان للطبيب التقدير العالي من قبل الدولة. أما المجتمع فانه ينظر للطبيب كالجوهرة المصونة له اعتباره الخاص . وكان الطبيب والممرض أو الممرضة متميزين . بل كان الممرضون يتميز بعضهم من بعض ، وفي لباسهم هناك تميز خاص :
__ فالممرض يحمل علي كتفه اشاره تسمى (شريط) مثل ألرتبه العسكريه .
== ورئيس الممرضين يحمل على كتفه اشاره (شريطين).
== أما المساعد الطبي فيحمل على كتفه اشاره ( 3 أشرطه ) . وهذه الاشرطه تلبس فوق شميز أبيض وبنطلون أبيض . أما الممرضات وهن الآتي تخرجن من المدرسة البادية فكن في منظر بديع وزى ابيض جميل يكسون الوقار والحشمه اثنا عملهن الإنساني الجليل .
وكانت السنة الأولى يتعلم فيها الممرض التعامل الإنساني مع المريض ومساعدته في جلوسه وقيامه ، وذهابه للحمام ولبس ثيابه ومساعدته في التبول والاستحمام إلى جانب مواساته وتصبره على تحمل الآلام والأزمة المرضية التي يمر بها المريض. الى جانب تعلم الحقن والمجارحة وتركيب المغذيات . كل ذلك تحت إشراف الأطباء الممتازين .
أما السنة الثانية في المعهد الصحي فيتعلم فيها الممرض العمل في إدارة القسم والقيام باحتياجاته كلها إلى جانب زملائه الآخرين في روح معنوية عاليه .
وما أن يتم السنة الثالثة في المعهد الصحي حتى تعطى له الاشرطه الثلاثة ليصبح مساعد طبي قادر على تشخيص الأمراض . ويبعث إلى ألوية الدولة القعيطيه المعروفة وهي ستة :- لواء المكلا ، ولواء الشحر ، ولواء دوعن ، ولواء شبام ، ولواء حجر ، ولواء الديس الشرقية . وهؤلاء المساعدين الطبيين لهم خدمات إنسانيه جليلة . فقد ساعدوا في علاج وشفاء كثير من المرضى جزاهم الله خيرًا.
هكذا وصل أحمد محمد الفردي إلى مستشفى المكلا ليعمل كممرض . يتلقى محاضراته ودروسه في المعهد الصحي ويقوم بالتطبيق داخل المستشفى في انضباط صارم وقوي .على يد الأطباء الإنجليز والهنود الذين كانوا يعملون في المستشفى . ونظرا لتمكنه من اللغة الأنجليزيه وإجادتها التامه فقد كان يقوم بتدريس هذه اللغه مساء لجميع الممرضين . كل ذلك وهو لم يبلغ العشرين سنة من عمره . ونظرا ً لنباهته وذكائه الخارق فقد امتحن في نهاية السنة الثانية ليختزل الدراسة إلى سنتين ، ويحصل على الشريط الثالث ويصبح مسؤل قسم فني العمليات في المستشفى ليتعرف حالة التخدير .
( تخصصه لدراسة علم التخدير )
تم ترشيح الأخ احمد لدراسة علم التخدير بكثافة وتطبيقًا في عدن في مستشفى السلاح البريطاني . وكان هذا المستشفى راقيًا ضخماً ذو إمكانيات عاليه في تأهيل الأطباء وتقديم الرعاية الطبية . وكان نظام المستشفى عسكرياً ، إذ أن كل الأطباء يحملون رتباً عسكريه . وبالفعل غادر احمد الفردي المكلا متوجهاً إلى عدن للدراسة فيها . وكانت مدة الدراسة سنه كاملة . وكان سكنه في الشيخ عثمان: في نفس البراقات التي يسكنها المرضى الذين يأتون من دول الإتحاد الفدرالي أيامها من أبين ، ولحج ، وردفان ، والضالع ، ويافع .
تعرف الفردي في موقع عمله على الدكتور دافي Davi أخصائي التخدير في المستشفى . واصبح هذا الدكتور استاذه الجليل الذى يعلمه كيفية التخدير وكيفية السيطره على المريض مخدراً أثناء العمليه الجراحيه . وكان هذا البريطاني يشجع الفردي في العمل والقراءه والمثابره ، ليغدو بحق أخصائي تخدير بكفاءة عاليه . وتعرف ايضاً على المستشار السياسي الصحي البريطاني . وهو المشرف على الفردي من الناحيه الأداريه وتوطدت العلاقه بينهما ، وكان لها أثراً ايجابيا فيما بعد .
كان الدكتور دافي Davi اخصائي التخدير يحمل رتبه عسكريه هي:- *** Scoden Leader وهي ثلاث نجمات وكان ينتقل يوم الأثنين الى ابين ، ويوم الأربعاء الى لحج للتخدير هناك . وكان ياخذ معه الفردي ليستفيد وليشاهد أكثر، وكان الفردي يساعده في تجهيز واعداد متطلبات هذه العمليات . ونظراً لايمان الغربيين بضرورة الاستفاده من الوقت وكسب العلم والمعلومات فقد كان الفردي يقوم بتعليم الدكتور دافي Davi اللغة العربيه ويشرح له قواعدها ومفرداتها فكان كل واحد يستفيدمن الآخر علماً وفهماً.
( موهبته الرياضيه )
بدأت ملامح موهبته الرياضيه تنمو معه في شوارع وأزقة المكلا وفي ملاعب المدرسة الابتدائيه . وازدهرت موهبته عندما التحق بالمدرسه الوسطى بغيل باوزير : هذه المدرسه الفريده المميزه التي كانت تعني بالطالب وتنئشاه نشاة رياضية ، بدنية ، تعليمية ، ثقافية ، واقتصادية . تصقله بجميع المهارات الأدبيه والفنيه والعلميه . وقد أحدثت هذه المدرسه نهضه تعليمية وتربوية في خلال خمسه وعشرين سنة من عام 1944 الى عام 1969 انها مدرسة النوابغ ومدرسة الرواد المبدعين أمثال فرج بن غانم .
كسا الندى حسنها حسناً وحببه *** حتى كأن اسمها البشرى أو العيد
صقلت المدرسة الوسطى موهبة الفردي الرياضيه . وأصبح له صدى واسعا في الملعب الكروي . وأصبح فيما بعد الحكم في مباريات كرة القدم على مستوى حضرموت وعدن من الدرجه الاولى ، ولمع نجمه ، وذاع صيته وتوثقة علاقته الوديه الكرويه بكبار الحكام الدوليين المعروفين وفتحت له الابواب في جميع أقطار العالم مما اكسبه احترام وتقدير الجميع .
( عمل الفردي في مستشفى المكلا )
كان في مستشفى المكلا أيام السلطنه القعيطيه الجراح القدير السيد جراهام Mr. Graham الذي يحمل الشهاده العلميه FRCS والذي جاء من اندونيسيا . كان نشيطا ومجداً بالرغم من كبر سنه حوالى في الثمانين سنه . وقد عاش في المكلا ست سنوات انتفع الناس منه واستفادوا من تلك العمليات التي كان يجريها فى المستشفى . وكان ذو شخصية قويه .
وبعدما تخرج الدكتور عمر سعيد بارحيم : عميد الاطباء في حضرموت فى 27 ابريل 1963 واستلم ادارة المستشفى عملت الدوله القعيطيه احتفالا كبيرا تكريماً لهذا الطبيب الانساني الفذ السيد جراهام مما ادخل السرور على قلبه بتلك الهدايا الفاخره التى قدمت له ومنها مثلا : ساعة يد رولكس ٌٌROLEX ثمينه . هذا التكريم أعطى لجميع كوادر الدوله اعتزازاً وحباً لدولتهم وحكومتهم ومسؤوليهم الكرام .
وبعد سفر السيد جراهام الى بلاده شكل احمد الفردي أخصائي التخدير الاول في اليمن ثنائياً متكاملا مع عميد الجراحه الاول في حضرموت الدكتور عمر سعيد بارحيم . وكان من واجباته :
1. معاينة المريض قبل التخدير وفحصه .
2. تحديد مدى جاهزية المريض لتقبل التخدير .
3. يعطي النصائح المهمه للجراح ليكون توافقاً بين التخدير والعمليه .
وكان الفردي يسجل ملاحظاته ِAnesthesia Notes بعد التخيير في ملف المريض . وكان الفردي يجيد التخدير بنوعيه :
( أ ) عبر الحنجره . ( ب ) وعبر النخاع الشوكي الفقري التي تعلمها من الاطباء الهنود . وكان في مستشفى المكلا يومها ماكينه واحده فقط للتخدير من نوع { ماكنتوش } القديم . وكان الحصول على الاكسجين وغاز النيترس يتم من { كينيا } بالبواخر وكان هذا مكلفاً كثيراً بالعمله الصعبه . لكن العلاج كان مجاناً على حساب السلطنه القعيطيه الفقيره والمحدودة الدخل.
{ حصوله على الشاره الدوليه }
كانت أسماء الانديه الرياضيه في عدن على النحو التالي:-
1. أندية عدن كريتر:
1/ نادي الحسيني 2/ نادي الشباب الرياضي 3/ نادي الاتحاد المحمدي .
2. أندية التواهي :
1/نادي شباب التواهي 2/ نادي الشعب .
3 . أندية المعلا :
نادي الجزيره
3. أندية الشيخ عثمان :
1/ نادي الهلال 2/ نادي الواي.
وكان هناك تنافس شديد على الحصول على الشاره الدوليه للتحكيم بين محمية عدن وسلطنة حضرموت . وقد رشحت محمية عدن الاستاذ محمد أحمد مقبل . وهو رجل جيد وممتاز ومن الحكام الممتازين في موهبته الرياضيه الكرويه ، وذو شخصيه مثقفه وأديب واصبح صديقاً حميماً للفردي فيما بعد . أما مرشح حضرموت فكان : أحمد محمد الفردي . واصبح المجلس الأعلى للرياضه في حيرة من أمره : من ياترى يختار ؟
فطلب الفردي ان تعطى له فرصة التحكيم في المباراه التي حصلت في عدن ليظهر مستواه . وبالفعل ابدى الفردي تفوقاً باهراً في تحكيم المباراه . وعليه أقرالمجلس الأعلى للرياضه أن يرافق الفردي البعثه كحكم ، بينما يرافق الأستاذ محمد أحمد مقبل البعثه كسكرتير ، كتعويض له ، حسب قرار رئيس البعثه : الأستاذ نصر الشاذلي وهو الاعب الكبير المعروف في نادي الشباب الرياضي بعدن كريتر.
وهنا تجدر الأشاره : بأن الذي يريد أن يحصل على الشاره الدوليه كحكم دولي ، عليه أن ينجح في تحكيم مباريتين . ويجب أن تكون كل مباراه من الدرجه الاولى : A — CLASS
{ تحكيمه للمباراه الاولى : بين مصر × والكويت على ملعب بغداد }
حدثت هذه المباراه يوم 20/12/1971م أيام حكم الرئيس أحمد حسن البكر . وهي ( المباراه الزينه . وكل واحد يتمناها ) على حسب تعبير الفردي .
كانت الاجواء السياسيه متوتره جدا بين الكويت والعراق فقد أقر رئيس العراق غزو الكويت ، لكن مصر وبريطانيا استعدت لأنزال مضاد للقوات العراقيه ، فتراجع رئيس دولة العراق عن قراره في ديسمبر 1971م.
ولك ان تتخيل هذه الأجواء المشحونه بالتوتر السياسي حتى انه تم عزل الجماهير الكويتيه المشجعه لفريق نادي الكويت عن جماهير العراق حتى لاتحدث مصادمات أو اخلال بالأمن اثناء سير المباراه . الا ان هذه المباراه كانت شيقه للغايه ، وصاخبه ، ومفعمه بالتوتر . وكانت الجماهير المصريه ، والكويتيه ، والعراقيه ترتفع اصواتها بالتشجيع والتصفيق والزغاريد . كل يشجع الفريق الذي من اجله يحضر المباراه . والكل يراقب المباراه بتوجس وخيفه ، في ذلك الملعب العراقي البغدادي الكروي الجديد .
وسارت المباراه الصاخبه سيراً طبيعياً أبدى في تحكيمها الاخ احمد محمد الفردي تفوقاً منقطع النظير . وعندما سألته : هل يوجد تسجيلا سينمائياً لهذه المباراه ؟ أجاب نعم . ولكن الحصول على نسخه منها يجب ان يكون بطلب من الحكومه اليمنيه للحكومه الكويتيه . وقد تكون قناة الجزيره الرياضيه تملك هذه النسخه .
وهكذا ارتفع رصيد الفردي في تحكيم هذه المباراه : خبرة –وجدارة –وتفوقاً – منقطع النظير .
{ المباراه الثانيه : بين العراق × والكويت }
كان في البدايه أن يقوم الفردي بالتحكيم في مباراه بين فلسطين × وتونس . وهذه مباراه بسيطه وعاديه . وتم تعيين أحد الحكام للمباراه بين العراق × والكويت . ونظرا لحساسية الوضع السياسي المتوتر جداً بين العراق والكويت ، وتهديدات القياده العراقيه بغزو الكويت اعتذر هذا الحكم : الذي رفض الفردي الافصاح عن اسمه عن التحكيم وادعى بأنه مريض . فما كان من الحكام الدوليين الكبار في لجنة الجامعه العربية لاتحاد الكره الا ان يختاروا الفردي وبالاجماع لتحكيم هذه المباراه الصاخبه بمعنى الكلمه .
ومن حسن حظ الفردي انه حضر دراسه في التحكيم لكرة القدم في القاهره لكبار الحكام الدوليين وعلى رأسهم : الأستاذ عزة العشماوي ، واسماعيل كاسب وهم أعضاء لجنة الأتحاد العربي للرياضه التابع للجمعه العربيه . وهذه اللجنه تشرف على جميع الأنشطه الرياضيه . أما في هذه الايام فكل نشاط رياضي له اتحاد رياضي عربي خاص به .
وفعلاً تم اختيار الفردي لهذه المباراه الصاخبه ، ليتجدد مدى اهليته واحقيته لنيل الشاره الدوليه للتحكيم في كرة القدم . وكان الوفد اليمني غير راضي عن هذه النتيجه ، لأن هذه المباراه فيها مشاكل ، وصعوبات جمه يريدون أن يجنبوا اليمن الوقوع في مثلها .الا أن الفردي أصر ان يقوم بالتحكيم فيها وبالذات .
فإما حياة تسر الصديق *** وإما ممات يغيظ العداء
{ إما الشاره الدوليه بجداره ، وفي أصعب المواقف ؟!!! وإلا بلاش .} على حد تعبيره .
وكان كل الطلبه اليمنيين : أعضاء الاتحاد العام ويمثل الطلبه الشماليين ، وأعضاء الاتحاد الوطني ويمثل الطلبه الجنوبيين مستعدين للدفاع عن أحمد الفردي اذا ما تعرض لاي شئ اثناء تحكيمه لهذه المباراه . وكان القائم بأعمال سفارة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيه ، قد منح الفردي اهتماماً بالغاً .
وهنا يوجه الفردي شكره العميق لهؤلاء الطلبه على ماقدموه له من حفاوة وتكريم ، ومساندة كاملة وتشجيع .
ولله الحمد والشكر ، والمنة والفضل ، فقد مرت المباراه بسلام . وتوفق الاخ احمد الفردي بكفاءة ، وجدارة عاليه ، وأشادة اللجنه المشرفه على تلك المباراه بنجاحه الهائل ، وذاع صيته ، وعمت البلاد شهرته .
والجدير بالذكر أن الجمهورية العربية اليمنية سابقاً لم تكن ممثلة في الاتحاد الرياضي الدولي . ونظراً لحب اليمن ، والاعتزاز والفخر بكل اليمن ، ولكي يمثل اليمن كله في وسط العراق ، وفي قلب ملعب بغداد الدولي : اعطى الاخ الفردي لنفسه اسم :أحمد محمد اليماني . واستغربت الجماهير لهذا الاسم الغير معروف ، الا أن المعلقين الذين نقلوا هذه المباراه على الهواء مباشرةً مثل المعلق الحربان : المعلق الكويتي ، ومحمد لطيف المصري ، وهم اكبر المعلقين في العالم العربي أشادوا بأداء الفردي اثناء المباراه ، واستحق الفردي بذلك اعجاب الجماهير العربيه واستمتاعها بمشاهدة تلك المباراه على الهواء مباشرة من جميع محطات واذاعات العالم العربي . وهكذا كللت جهود الفردي بالنجاح الباهر .
وقد كان مقر الاتحاد العام لكرة القدم أولاً في عدن ، وبعد الوحدة المباركه انتقل مقره الى العاصمه صنعاء . وهذا على المستوى الاقليمي . اما على المستوى الدولي فمقر الاتحاد الدولي لكرة القدم في مدينة " زيورخ " في سويسرا .
( حياته الخاصه ) :
كان الفردي يتدرب بعد صلاة الفجر ، والعصر ، واحيانا بالليل ليزداد لياقة وممارسة ، وكان يلعب ويدرب ويحكٌم . وله عمل اداري في الاتحاد . وكان يغطي الدفاع والهجوم .
لاتحسب المجد تمراً أنت اّكله **** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
وهكذا اصبح الفردي مستشارا دولياً في اتحاد كرة القدم الدولي وفي لجنة الحكام الدوليه . واستمر في عمله كمخدر في مستشفى المكلا الى عام 1991م بعد الوحدة المباركه . وحسب قوانين الدوله أحيل للمعاشبعد خدمه 35 سنة . وقد حباه الله سبحانه وتعالى بأربعة اولاد وهم : –مازن ، والمغيره ، ومحمد ، والوليد . واربع بنات .
( تبعات الشاره الدوليه )
دأب الاتحاد الدولي العالمي على تكريم الحكام الدوليين ذوي الشاره . ولكن اليمن ليست ممثلة في الاتحاد الدولي في ذلك الوقت . وليست بذات المستوى الدولي الذي يرن اسمه في اصقاع الدنيا في عالم الكره ، فلم تحظى اليمن بهذا التكريم الذي تتمناه الدول . لذلك حرم الاخ احمد من ذلك التكريم نتيجة لظروف بلاده . ولا يعطى على هذه الشاره الدوليه واللقب العالمي أي مستحقات ماليه على اعتبار ان ذلك من اختصاص الاتحاد الاقليمى والوطني ، فهو الذي يتولى اعطاء منحه ماليه شهريه لهذه الموهبه الفذه . وهكذا فان الاخ احمد الفردي لم يحظ باي نصيب : لامن الاتحاد الدولي ، ولامن اتحاد الكره اليمني في صنعاء . وهنا نحب ان نوجه بلفته كريمه الى جميع المعنيين بالامر لتشجىع هذه الموهبه والفريده الفذهالتي سبقت عصرها ورفعت اسم اليمن عالياً في المحفل الدولي لكرة القدم . ومن يدري لعل الايام تظهر لنا ذلك لتقر عين حبيبنا وضيف حلقتنا احمد محمد الفردي في ليلة صافيه :–
والليالي من الزمان حبالى *** صامتات يلدن كل عجيب
{ الواقع المر }
وهنا نوجه صرخه مدويه لرفع الظلم عن شريحة المتقاعدين . هؤلاء الذين خدموا الوطن ، وأفنوا عمرهم في بنائه ، وربوا هذه الاجيال التي تتمتع اليوم بالسلطه والمسؤليه . يجب ان تعطى شريحة المتقاعدين حقها الائق بها لكي تعيش عيشة كريمة . حتى يتشجع كل الناس لخدمة هذا الوطن المعطاء لا ان يهجروه الى غيره اسفاً عليه لأن مرتبات المتقاعدين مسخره ؛ مهينه ؛ مليئه بالعقوق والجحود ولاداعي أن نقول : كم يستلم المتقاعد ؟؟!! فهو شئ مخجل وخاصة للقدامى الذين احيلوا للتقاعد مبكراً!!!!
وأخيراً رجل مثل أحمد محمد الفردي يعتبر قمة سامقة . خدم الدوله 35 سنة من العطاء ، في تخصص ناذر ,توج حياته بانتصار باهر ، ليصبح في عداد العظماء :–الشاره الدوليه ؛ والمخدر الاول القدير في اليمن . ونحن نختم موضوعنا بهذه الكلمه الجميله التي وصف فيها التخدير بقوله:–" لذيذ جداً لما فيه من مخاطر للمريض ؛ وقلق نفسي للمخدر ! لكن نتائجه باهرة " .
دمت لنا نبراساً يا أبا مازن ؛ وأطال الله في عمرك ومتعك ربي بالصحة والعافية !!!
وأنت تستحق كل ذلك بجداره؛ لأنك عبقري؛؛؛؛؛؛؛؛؛
* استشاري ضعف السمع وشلل الوجه وأمراض الأنف والأذن والحنجرة / المكلا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.