أنتي الجوهرة المصونة ، والذرة المكنونة ، ولؤلؤة ثمينة ، ودانة لا توجد إلا في أعماق البحار فلا تنال إلى بعناء شديد . أنتي من رفع الله قدرك ، وعظّم شأنك ، وانتي من أنصفك مولاك وجعل لكي أيات تتلى حتى تبدل الأرض غير الارض والسماوات، فكنتي وردة تتفتح كل يوم فلا تذبل ، فأنتي يا قطر الندى التي تبلل الأزهار والأوراق والأشجار، من تباريح الليل ، وفجر النهار كأنكي حبات اللؤلؤ .فقد مُيزتي بصفاء الروح ، وهدوء النفس ، فيحيا بكي الكون لوجودك .ففي قلبكي أمل كبير وبين أحشائكي حنان فسيح يضلل على كل من يحتويه ، كنتيمدرسة تنجبي العظماء ، فانتي المميزة . أيتها الجوهرة :أنني لأتساءل دوماً كيف تمتلكين أوصافاً لن ينالها غيرك؟ فكنتي شمساً تنير الفضاء ، وقمراً تزين السماء ، فتجعلين النجوم تتراقص لوجودك ، وتغاريد العصافير في الصباح ،حين تجتمع لتعزف أجملالألحان حول زهورك ، فكم القلم تعذر بحصر مزاياكي ، وكم كنتي تروينالعاطش من مورد غديرك الصافي ، فو عذب زُلال .فأنني أكتب عنكي، وأناملي تلتمس نعومة القلم ، الذي يستشعر سماتك الجميلة ، ولكن دعيني أبحر بكي ، على متن سفينة ، تتجه بناظريك إلى ما قد تغفلين عنه،فأمخري معي ، وجعلي عواطفكي في البر، واصطحبي بالعقل المنير ، على سفينة تقودك لبر الأمن ، ثم أعلمي . إنمما مّن الله عليكأن أسدى لكي نعمة من نعمه ووسيلة من وسائل الإرتقاء لعالم أكثر رقي ، فجعل من خلاله ، العالم بين يديكي وقرب ما أبعد عنكي ، وذلل الصعاب ، وكفاكي من ويلات وعثى السفر، ليكون كل ما تبحثين عنه بين أناملك الناعمة . ولكن هل أحسنتي التعامل معها ، كي يزيد في كنوزك ،العطاء الكبير فيملأ بما هو مفيدا ونافع ، أم سخرتيه في إضاعة الأوقات ، والكلمات المبعثرات ، التي لا تجمع حروفها إلا لأسوء الأخلاق ، فهي لا تزيدك إلا ذناءه . فهناك من يتربص بكي ، ويرسم طريقاً تكاثرت بها الحفر للتتعثر قدماكي الطاهرة ، وتنجرح أظافرك الناعم ، قد تجهلينه ولا تعرفين ما يرموا إليه ، فأنا أصفه لكي ، كي تعرفي مدى حدت أنيابه المفترسه ، وسويدء قلبه المعتم ، الذي أختلط دمه بسموم سائله ، فهو لا يحسن سوى الكلام الخطير ، الذي ظاهره أروع الحديث ، وأجمل التعابير ، وباطنه وحل عفن ، يحيط بها الأشواك المسمومه ، فرأسه شبيه الأفعى ، وله لسان لاذغه ، فكم كانت هذه اللذغات قاتلة ، لمن كان قبلكي ، فصرن في جحيم زلة القدم ، فحينها لا ينفع الندم ، فلا تغتري بمن زيّن في أذنيكي عذب الكلام . وسحر عيناكي بحب لا أصل له ولا وجدود ، سوى حب زائف واماني كاذبه . فالطريقه متعرجه والحبلقصير ، والنهاية مؤلمة ، فأحذري . وتذكري إنكي : الجوهرة المصونة ، والذرة المكنونة ، واللؤلؤة الثمينة ، وأنتي دانة لا توجد إلى في أعماق البحار فلا تنال إلا بعناء شديد ، فلا تكوني ضحية ذئاب مفترسة ، قد بانت أنيابها .فلا يوجد حب على شبكات عنكبوتيه ، فقد وصفت خيوط العنكبوت بالوهن ، فسرعان ما تتمزق وتتشتت خيوطها ، فلا تغترين بها .وأعلمي أن يوم ولادتكي كنتي شمعة مضيئة ، وكنتي سببا في بهجةً وسرورا في أعين والديكي العظيمين ، فرعوكي أجمل رعاية ، واعتنوا بكي أتم أعتناء ، وكانوا يترقبون أيامك الجميلة وهم يضفئون كل عام شمعة ، ويترقبون العمريكبر وتقر أعينهم ، حتى وصلتي لهذا القدر العظيم ونلتي الحب الكبير المنبثق من قلب أبٍ منحكي قلبه ومن قلب أمٍ اهدتكي الحنان ،أيتها الجوهرة المصونة ، والذرة المكنونة ، والؤلؤة الثمينة ، ويا دانة جميلة ، لا تجعل عيوناً تبكيك طول العمري ، ولا تضعي رؤوساً في التراب كالنعامة ، ولا ترسلي سهامً لقلوبً أمتلأت حباً كبيراً لكي، فتجعليها سيلاً لا يتوقف ، فيضل ينزف وتراق دمائها ، بزلة قدم ، وتقديم العاطفة الغبية على العقل الراجح المنير، فكوني أكبر حجما من الثقة التي منحت لكي ، وحباً عظيماً أسدي لكي ، وكوني تاج وقارٍ وضع على رأسٍ أجمل من تاج الملكات والأميرات ، فتاج الملكات أقتني بأغلا الاثماني ، أما تاجكي أتقني بطُهركي ونظارت عفتكي ، ومحاسن اخلاقكي ، ومراقبتك لخالقك الذي بيده ملكوت كل شيء . فانتي الجوهرة والذرة واللؤلؤة والذانه فحفظي الله يحفظكي .