بقلم: محمد بالفخر بعد التسارع المريب لقبول المبادرة الخليجية والتوقيع عليها في عاصمة العرب (الرياض) وما نتج عنها من تشكيل ما سمي بحكومة الوفاق الوطني التي تقاسم فيها الفرقاء المتشاكسون المناصب الوزارية مناصفة . وان كان في حقيقة الأمر أغلبية مؤتمريه غلفت بمناصرة الثورة الشبابية إذا اعتبرنا المجموعة المؤتمرية المنظمة للثورة التي حصلت على المكافأة السريعة بحصولها على عدد كبير من المناصب الوزارية غلبت الأغلبية المؤتمرية من جديد . وبالتالي سيعتمد كل منهم على فريق عمل لإدارة وزارته لن يكون بطبيعة الحال من غير حزبه الذي كان ينتمي إليه ومرتبط به بعشرة سنين والعشرة ما تهون إلا على ابن الحرام كما يقول المثل . وعليه فان بوادر التغيير نحو الإصلاح ستشوبه الشوائب الكثيرة . ولن يتحقق على أيديهم أي أمل في القفز بوزاراتهم إلى التطور المنشود والمناط بهم لتحقيق ما كان الثوار في الساحات يطمحون إليه . ومن أسوأ البوادر الغير مريحة والتي أثارت غصة في النفوس ما حصل من حفلات تكريم هزلية صاحبتها شهادات شكر وتقدير وأوسمة لوزراء مغادرون وآخرون مثبتون تم تغيير مواقعهم فقط وكثير منهم قد تحدث عنهم الثوار أن أياديهم تلطخت بدماء الثوار الزكية التي سطر بها ثوار اليمن تاريخا جديدا أرادوا أن يكتبوه لعهد جديد لم يسبق أن تحقق على الأرض اليمنية منذ قرون مضت . فكان الإخراج المسرحي لتلك الحفلات سيئا ومشوها استنادا إلى نص سخيف أعده نفس المخرج وان خلا هذه المرة من أطباق بنت الصحن . ليحقق مراده في إظهار براءة ونزاهة من ذكرنا وفي نفس الوقت إضافة غصة وحسرة جديدة للثوار الحقيقيين لتثير في أنفسهم وأنفس مناصريهم موجة من الإحباط الشديد . يقول لهم أن ثورتكم قد فشلت وذهبت أهدافها مع دماء شهدائكم أدراج الرياح . فهاهم من مارسوا أصناف الظلم والإرهاب والاضطهاد ورعوا الفاسدين والفساد متربعين على كراسيهم هانئين مطمئنين بما كنزوه في مواسم الحصاد . غير عابئين بأصوات الثوار المجلجلة ولا متأسفين على الأرواح التي أزهقت ولا على الدماء التي أريقت ولا على الإعاقات التي لمن بقي على قيد الحياة شوهت ونكّدت . هذا هو الحال وهذا هو الواقع المرير الذي سببته المؤامرة الخليجية ((حسب تعبير المناضلة الجسورة فخر اليمنيين واليمنيات توكل كرمان )) على نفسيات التواقين للحرية وللفجر الجديد . فهل سيثبت شباب الثورة أنهم لم ولن يكونوا مجرد أدوات تلاعبت بها أياد مرتعشة لقيادات في أحزابهم قد هرمت منذ زمن بعيد كما هرم النظام المتهالك الذي عاصروا نشأته وشاركوه في معظم رقصات الزار والتراقص معه على رؤوس الثعابين ؟! قبل الطبع : شهداء وجرحى مسيرة الحياة مشاعل مضيئة على طريق الحرية ستثبت للطغاة والمتخاذلين أن عهدا جديدا قد اطل ليس لهم فيه حق التشبث والبقاء.