لقد فقدت غيل باوزير في خلال أشهر قليلة نجوما كانت تضئ غيل باوزير بالعلم والمعرفة والثقافة ومختلف العلوم ، نجوم تأفل وتغيب في عز النهار ، فهل عرفتم من هؤلاء النجوم ؟ ففي يوم الثلاثاء تاريخ 6 / 2 / 1434ه الموافق 8 / 1 / 2013م توفي القاضي الشيخ العلامة سعيد بن محمد برعية ( رحمه الله ) ويعتبر القاضي العلامة سعيد محمد برعية من مشايخ محافظة حضرموت ، ومن خريجي رباط غيل باوزير، وعمل قاضيا ومحاميا في حضرموت عامة وغيل باوزير خاصة ، وحياته عامرة بالعلم وتدريس الفقه والمواريث والأصول ، وكان له دور بارز في إصلاح ذات البين وفصل المنازعات بين الناس . وفي ظهر يوم الإثنين غرة ربيع الأول 1434ه الموافق 11 / فبراير 2013م توفي السيد القاضي مصطفى بن محسن بن جعفر ( رحمه الله ) ، فقد مكث في سلك القضاء تسعا وثلاتين سنة تقريبا . وفي ظهر يوم الأحد في صنعاء ، تاريخ 26 / 5 / 1434ه الموافق 7 / أبريل / 2013 م توفي العلامة المجاهد والمربي الشيخ عوض بن محمد بانجار ( رحمه الله ) بعد معاناة مع المرض ، ويعتبر العلامة الشيخ من الدعاة البارزين المعروفين في اليمن , وكذا بالمساجد من دروس ومواعظ ومحاضرات وندوات وخطب جمعة في مساجد الجمهورية عامة و في مساجد حضرموت خاصة ولازال صارخاً بالدعوة إلى أن توفاه الله . وبحشود غفيرة غير مسبوقة في مسقط رأسه غيل باوزير ، ودعت حضرموت العلامة عوض بانجار ، وحضر تشجيع جنازته ( رحمه الله ) عشرات الآلاف بمختلف مكوناتهم وتوجهاتهم ، فقد توحدت الأطياف السياسية والاجتماعية والعلمية على تشجيع جنازة الشيخ ، فقد كان مثالا للإصلاح وجمع الكلمة والدعوة بالحكمة ولا يخاف في الله لومة لائم . العلماء ورثة الأنبياء ، وهم كالنجوم في السماء فمتى ما فقدوا بموت أو سجن ، أضاع الناس صحيح دربهم وطريقهم . فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم، يُهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة » رواه أحمد . و العلماء هم مصابيح الهداية للناس جميعاً ، وما مثلهم في الأرض إلا كمثل النجوم في السماء، فهم في الأرض يهدون الناس في ظلمات الجهل إلى الحق والخير وإلى ما ينفعهم في معاشهم ومعادهم، والنجوم في السماء تهدي المسافرين في ظلمات البر والبحر إلى طريق السلامة وإلى بر الأمان . ورفع الله منزلتهم عن سائر الناس إذ يقول – سبحانه وتعالى – " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله خبير بما تعملون " . فنسأل الله يعوضنا خيرا عن غيابهم ، ويصبرنا على فقدهم ، ويحفظ علماءنا ، وييسر أمرنا . * نقلا عن صحيفة 30 نوفمبر