نتفاخر دائما بكوننا حضارمة من أصل العرب أصحاب حضارة وتاريخ شهد لنا القريب والبعيد. نمتدح بكوننا غزونا الشرق والغرب والجنوب و أنشرنا ثقافتنا وديننا الإسلامي الحنيف بحسن معاملتنا وسيل مكارمنا فجعلنا العجم يدخلون في دين الله أفواجا. بني أجدادنا تجارة عظيمة وشركات عملاقة وجامعات ومراكز ثقافية وعلمية ودينية في كل بلد استقروا فيها وامتزجت دمائهم بدماء أهلها فأصبحوا من أعيانها وسياسيها وحكامها. لماذا أينما ذهب الحضرمي نجح وأبدع وأسس بينما في بلدة الأصل فشل وعجز عن النجاح والإبداع؟. لماذا أصبح حالنا اليوم يرثى له في وطننا؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهن كل محب لها الأرض الجرداء القاحلة حضرموت. ولكن هناك سؤال واحد ومهم جدا يجب أن نقف عنده.. لماذا دائما ينظر للحضرمي في الداخل والخارج بالإنسان المسالم المسكين وأحيانا الجبان؟ هل فعلا نحن كذلك؟ لكي نجيب على هذا السؤال علينا أن نتمعن في الحقائق التالية لعلنا نجد الإجابة عن هذه الأسئلة. لقد عاشت حضرموت ثلاث مراحل من الحكم في تاريخها الحديث ( السلطاني, الاشتراكي المدني, الوحدوي القبلي المتخلف) خلال تلك المراحل الثلاث لم يستطيع الحضرمي إيجاد نفسه واثبات حنكته السياسية. ففي الدولة الأولى ضحى بسلاطينه واتبع القوميين وفي الثانية تحول إلى حقل تجارب تطيق عليه القوانين قبل إعلانها وفرضت عليه وصايا متعددة حدت من ممارسته للتجارة والتي تعتبر أهم مقوماته الاقتصادية وطبق عليه وبشكل قوي قانون التأميم. وفي الدولة الثالثة شفطت ثرواته ولازالت تشفط من تحت إقدامه وقطعت أراضيه للوحدويين المشايخ والأفندية الشماليين. خلال تلك المراحل الثلاث لم يكن للحضرمي أية ردة فعل أو مقاومة فلم يعترض عن طرد السلاطين من عرض البخر ولم يعترض على كثير من الممارسات والقوانين التي فرضها النظام الاشتراكي في الجنوب, ولم يعترض اليوم ضد نهب الثروات وبشكل علني ليل نهار وتدمير ونهب الثروة السمكية التي تعتبر رأس مال ومصدر اقتصادي مهم للحضرمي في الساحل. ولم يعترض على المعاملة السيئة لأصحاب القرار في صنعاء ضد حضرموت. تحتل حضرموت سنويا مرتبة الشرف الأولى وبدون منافس عن بقية المحافظات الأخرى في الاتي: 1- تحويل كامل للإيرادات إلى المركز في صنعاء من جميع الدوائر والمؤسسات المحلية بما في ذلك الصناديق المحلية مثل صندوق النظافة وهو صندوق محلي ذات إيراد محلي ومع ذلك ترسل إيراداته إلى صنعاء. صندوق الأعمار خاص بحضرموت والمهرة وإيراداته تذهب إلى صنعاء أولا . 2- الالتزام بالدوام الرسمي اليومي ومحاسبة المتأخرين والغائبين بخصم من رواتبهم وهذه الخصميات تعود للمالية إلى صنعاء. 3- الالتزام بالحضور للدوام الرسمي بعد إجازات الأعياد حيث تسجل حضرموت أعلى نسبة حضور للموظفين. 4- الوفورات التي تحول من حضرموت إلى وزارة المالية في صنعاء هي الأعلى على مستوى المحافظات ومعظم المحافظات لا ترفع أي وفر. 5- تدعم المحافظة ميزانية الجمهورية بحوالي 70% من إجمالي الميزانية للدولة. 6- الحضارمة الوحيدين المتسابقين على شباك البريد لدفع فواتير الكهرباء. هذا غيض من فيض بما تقوم به المحافظة من التزامات تجاه المركز في صنعاء. وفي المقابل ماذا تحصل المحافظة من المركز بعد هذا الولاء والالتزام الحضرمي لصنعاء. فرص العمل في الشركات النفطية لأبناء الشمال, تخفيض ميزانية الجامعة سنويا وتقليص المنح الدراسية لكادر الجامعة, يحرم أبناء حضرموت من المنح الدراسية التي تقدمها الشركات النفطية والسفارات الأجنبية في صنعاء وتعطى لأبناء القبائل والمشايخ والقادة العسكريين الشماليين. إهمال الكهرباء وعدم بناء محطة كهربائية مستقلة والاعتماد على القطاع الخاص ثم تنكر وزير المالية من دفع مستحقاته وهناك إيرادات بستة مليار ريال شهريا من حضرموت. رفض وزير المالية دفع مستحقات المؤسسة المحلية للمياه بساحل حضرموت وهي مئات الملايين من الريالات, رفض وزير المالية اعتماد مستحقات موظفي جامعة حضرموت أسوة ببقية الجامعات اليمنية التي دفعت لهم مستحقاتهم وحرمت على موظفي جامعتي حضرموت وعدن, رفض وزير المالية توجيهات رئيس الجمهورية عبد ربة بمساواة ميزانية جامعة حضرموت بالجامعات اليمنية الأخرى حيث تعتبر ميزانية جامعة حضرموت هي الأقل بين الجامعات الأخرى. وزير التخطيط مخاطبا رئيس جامعة حضرموت قائلا سنعتمد لكم بناء كلية واحدة فقط في موازنة الدولة وهذا أيضا يعتمد على استمرار الأنبوب في الضخ, علما بأنه منذ تأسيس الجامعة لم تبنى كلية واحدة من ميزانية الدولة إلى يومنا هذا بينما في جامعات أخرى مثل تعز واب وذمار استكملت بناء كلياتها ومن ميزانية الدولة. هذا كله وحضرموت ترفد ميزانية الدولة بنسبة 70%, فكيف سيكون التعامل مع حضرموت فيما لو كانت محافظة فقيرة معدمة, ضيف إلى ذلك فنحن لسنا من قطاع الطرق ولا مفجري أنابيب النفط ولا مخربي أعمدة الكهرباء ولا خطاف السياح والأجانب. أبناء حضرموت كانوا ومازالوا موجودين في مراكز حساسة ومهمة في الدولة ولكن للأسف وجودهم مثل عدمه. من رئاسة الوزراء إلى وزارة التعليم العالي ثم وزارة النفط والثروة السمكية والاتصالات وغيرها ماذا قدموا هؤلاء لحضرموت. لماذا يعاني أبناء المناطق القريبة من شركات النفط عدم التوظيف في هذه الشركات وأهلها يعانون التلوث الناتج منها الذي قضى على زرعهم و ماشيتهم وسيقضي عليهم لا سمح الله, إذا لماذا هم صامتون لماذا لا يغيروا من طباعهم من سلوكهم من تعاملهم مع هذه الشركات كيف اسمح لأنبوب النفط أن يمر بجانب بيتي وعلى سطح الأرض وليس مدفون تحتها و إنا أعاني من عدم وجود الكهرباء والماء والتلفون والخدمات الصحية البسيطة والأولية. علينا أن نعي ونفهم إذا لم نغير من طباعنا وسلوكنا سنظل هكذا مغنم لكل مغتصب علينا أن نترك جانبا مقولة الحضارمة أهل الصدق والكرم والثقافة والتاريخ هذه الجمل التي أصبحت أنزعج من سماعها في مدحي كحضرمي اشعر بخبث قائلها واستخفافه بالحضرمي, لان الصادق لا يسمح بأن يكذب عليه والكريم لا يسمح بالمذلة والمثقف لا يجهل التأمر والتاريخ هو ألأساس القوي. علينا أن لا نكون كالحمل وسط قطيع من الأسود, أننا نواجه تحد قوي من جميع الجهات فإذا بقينا نتغنى بالصدق والكرم والثقافة والتاريخ سوف ندوس بالجزم البالية وسوف نظل ملطشه لكل ذاهب واتي. بعد هذا كله فمن نحن؟؟ هل أناس مسالمين أو مساكين أم جبنا حتى نسمح بأن يتعامل معنا بهذه الطريقة وهذا الأسلوب ونحن لدينا القوة, قوة الثروة والتعليم والكادر والمساحة لا اعتقد ذلك فنخن يا سادة يا حضارمة وببساطة قوم سذج. الخلاصة: الجيل الصاعد من أبناءنا هم سيكونون أبناء حضرموت الجدد المواكبين للوضع الراهن والمتعاملون معه بمنطقه, منطق لا يفل الحديد إلا الحديد هم أمل المستقبل بعد الله سبحانه وتعالى في انقاد حضرموت وانتشالها من حالة السذاجة إلى حالة الند. قد اختلف مع الكثيرين ولكن هذه رؤيتي الخاصة لما يجب أن نكون عليه لانتزاع حقوقنا والحفاظ على ثرواتنا من النهب. أن لا نتوارى خلف السلمية والقانونية في كل الأحوال وان لا نظل نتشدق بأن هذا خطأ وهذا لا يجوز وكيف هذا؟ لو كان كذا وكذ وكذا, هذه الأقاويل لا تتناسب مع هذا الوضع ألردي والقتل اليومي وفي وضوح النهار وفي وسط المدن. ما يتعامل به أبناء المكلا مع قوات الاحتلال وأعوانهم من المستوطنين ومع التلاعب بموضوع الكهرباء والماء وغير ها من الأمور المستفزة اليوم هو التعامل الأصح والذي يجب على كل أبناء حضرموت أن يتخذوه أسلوب لردع المعتدين, هذا هو ألأسلوب الحقيقي والمطلوب اليوم وهذه هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع المتغطرسين والمستخفين بسذاجة الناس الآمنين.