منذ الطفولة تعلمّنا ولازلنا نتعلم في المدارس بكافة مراحلها (الأساسية – الثانوية – الجامعية ) مصطلح (حب الوطن) والتضحية لأجل الوطن وذلك عن طريق ترديد النشيد الوطني أو تقديم اللوحات الاحتفالية التي جاء تزامنها مع إحدى المناسبات الوطنية لنضحي بوقتنا ونبذل جهدنا, كل ذلك لأجل أن يرى الأشقاء صورة مشرفة للوطن واستقبال يليق بهم (على حسابنا) …الخ. مازالت أتذكر جيداً في الطابور الصباحي بعد الانتهاء من النشيد الوطني ترديدنا هاتفين قائلين : الله .. الوطن…الوحدة … تحيا الجمهورية اليمنية , فأتت محبة الوطن بعد محبة الله عزوجل ويالها من مرتبة نالتها واستحسنت في قلوبنا. فتخلد في خلدي طيلة السنوات التي درست مصطلح حب الوطن, فكان هناك سؤال طالما راودني وعجزت عن الإجابة عنه, (متى الوطن سيشاطرني محبتي ؟). فما هي إلا أيام معدودة لتبدأ رحلة الامتحانات النهائية سواء كانت الجامعية أو الامتحانات الوزارية للانتهاء من المرحلة الثانوية والتعليم الأساسي والضيف الثقيل الكهرباء مازال في ضيافتنا, أعتقد إنها اللحظة التي كنت انتظرها من الوطن لكي يشاركني محبته من دون تفكير أو تمحيص وذلك عن طريق استقرار الكهرباء للأبناء, (أقل ما يقدمه) وإراحتنا من مسلسل طفّي لصّي التي أنهكتنا ونالت من ممتلكاتنا, كل ذلك ليس طلباً لراحتنا وإنما ليقبل الطلاب على الدراسة والمراجعة في نفسية مريحة لهم , فالكل يعلم إن هذا الصيف بدأ مثمر بسخونة درجاته التي جعلت الجميع يتضايق في حالات انطفاء الكهرباء لشدة الحرارة , فكيف يقبل الطلاب على الدراسة في هذا الوضع الصعب المرير؟ صحيح إن على الطالب بذل جهد أكثر وأكثر في هذه الحالة , لكن نفسية الطالب تختلف عن الأخر. مازلت أتذكر جيداً ما قاله الدكتور/ عبد القادر على باعيسى , في عموده الوتر الحساس بصحيفة شبام , عن الدورات الاحترافية والبروفات التي يقوم بها الطلاب قبل الامتحان لهدف الغش , فمن منظوري أرى إن من الأسباب التي تجعل الطلاب وتحفزهم على الغش هو الانقطاع الدائم أو اليومي للكهرباء التي تجعل الطلاب يميلوا كل الميل عن الدراسة متعذرين بحالات الطفّي وإنهم غير قادرين على المراجعة في هذه الحالة , ولمعرفتهم إن المراقب سيتغاضى عنهم من ناحيتين . إحداهما قد تكون المعرفة الشخصية بالمراقب التي تفتح مجالاً للغش أو أن المراقب سيتفهم إن حالات الطفّي لم تمكن الطلاب من أخد وقتهم الكافي في المراجعة مما يتيح لهم مجالاً في ذلك. فمن المسئول عن هذا الجيل الصاعد ؟ ومن يتحمل نشأتهم على هذه النشأة ؟. * نشر في صحيفة شبام