بقلم: أبوبكر باخطيب قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم ( يأيها النفس المطمئنة أرجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى في عبادى وادخلى جنتى ) صدالله العظيم . بقلوب يملؤها الحزن نتقدم بعزانا إلى أهل شهيد مدينة الشحر ( سعيد حاج باضريس العويثانى ) ونسأل الله عزوجل أن يتغميد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذوية الصبر والسلوان . للأسف أن حضرموت هذه الأيام تمر بمراحل تكتنفها الأحزان من فقدانها لبعض أبنائها الذين يتساقطون على تربتها ليس بقضاء المولى وأنما برصاص من فقدت في دواخلهم الرحمة واحتلت مكانها صفات الغدر والأظتهاد معدومين الضمائر , كما أنها تمر بمنعطف سياسى لاحدود له ولا رادع من أهلها أو مجالسها التى هى تكملة للواجهة السياسية العشوائية التى ظهرت في الأزمة السياسية التى تعصف باليمن مما تناثرت شظايا هذه الآزمة على الساحة الحضرمية . فمنذ بداية الآزمة ظهرت مجالس أهلية على أرض حضرموت فأستبشرنا بها خيراً وأيقنا أن هذه المجالس سوف تكون الرادع والحصن الحصين لحضرموت وتنوعت هذه المجالس منها ماهو سياسى ومنها ماهو ثورى ولكن للأسف مع مرور الايام أتضحت لنا سياسة هذه المجالس واتضحت معالم نشاطها السياسى فهى مجرد ديكورات تجميلية لسياسة حضرمية عشوائية وتضم بشتى أنواع الأنماط البشرية التى تنافست في وضع الهيكلة الأدارية العشوائية وأنفرد كل مجلس في صياغة سياستة وأستراتجيتة وتسابق القوم في الانتساب لهذه المجالس كلاً يحمل أفكار الحزب المنتمى اليه فاصبحت هذه المجالس تعج بأفكار حزبية مختلفة الأيدولوجيات مما جعل أهل حضرموت في أنقسام وأنشاق واتفقت هذه المجالس على أن لاتتفق على رؤية وعمل أستراتيجى توافقى وموحد لها في هذه الظروف الراهنة فيما بينها . فبألامس الغير البعيد سقط شهداء في مدينة المكلا فلم نجد صوتاً معارضاً لهذه المجالس على هذه الأحداث الدامية أو مطالبة القصاص لمرتكبى هذه الجرائم وتحويلهم للعدالة وقبل يومين سقط في مدينة الشحر الشهيد سعيد حاج باضريس العوبثانى وغداً لانعرف من علية الدور في أستشهاده . كل هذه الاحداث المتفاقمة التى تصاب بها حضرموت وماجد على أهلها ومجالسنا المعمرة بأصحاب الافكار المختلفة في محلك سر تدور في دائرة مغلقة . حتى الوقفات الاحتجاجية لم تتوحد فيها الشعارات والأعلام فقد طغت الشعارات الجنوبية على الساحة الحضرمية متناسين مشاكل حضرموت ومصائبها التى تتوالى عليها من ثروات منهوبة وشهداءها يتساقطون الآخر تلو الآخر . ومجالسنا لم تكلف نفسها في معرفة أسباب هذا القتل المتعمد ولم تعترض على هذا العمل الاجرامى . أن حضرموت ياسادة ياكرام أصبحت في أشد غليانها فهى فوق صفيح ساخن ومجالسنا وحركاتها الثورية تتشدق بشعارات ومصطلحات غير توافقية في أجتماعاتهم وأصدار البيانات العشوائية , لهذا لابد من تحرك جماعى في انتفاضة كبرى موحدة في الشعارات والمطالب دون رفع الأعلام وكأننا في عهد عمر بن العاص حينما أشار على معاوية برفع المصاحف فوق الرماح . أن حضرموت لم تذق طعم الحرية منذ أستقلالها من الوصاية والحماية البريطانية وضمها إلى الدولة الماركسية الجنوبية التى أذلت الشرفاء والنبلاء وسحلت الشيوخ والعلماء من أبناء حضرموت فقد جعلت هذه الأرض مملوكة مستعبدة وجعلت أهلها عبيداً تابعين لهم وماهى إلا مدة من الزمن حتى تم تسليم أرض حضرموت إلى دولة الوحدة التى فتحت الأبواب على مصرعيها لكل من هب ودب أن يعبث في أرضها وينهب ما يحلوا له من نفطها وأراضيها بقوة السلاح علماً أن حضرموت هى المصدر الحقيقى في الأيرادات المالية لدولة الوحدة واصبحت هذه الايرادات توزع بنسب متفاوتة بين الحاكم وابنائه وبين المنتعفين والبطانة الطالحة وخزينة الدولة أما حضرموت فيكفيها سفلتت شارع أو شارعين من هذه الايرادات التى في الأصل هى ملك لأبناء حضرموت . ومن شدة حرص الحكومة على هذا المصدر المالى وضعت على أماكن النفط حراسة مشددة من قبل حراس معدومين الضمير حتى لاتنتشر روائح الفساد ولا تنكشف أمور النهب من هذه الآبار النفطية التى تشحن في أنصاص الليالى إلى أماكن غير معروفة . كل هذه الاعمال الاجرامية ظاهرة للانظار والشعب الحضرمى قابع في ملكوتة مستغرقاً في غفوتة التى لم يستيقظ منها إلى يومنا هذا راضياً بحياة الذل والمهانة وظهر بين شبابها الانشقاق والانقسام واتفقوا فيمابينهم على عدم الاتفاق والالتفاف حول حضرموت وتنصلوا من حمايتها ورعايتها فكل طرف من هذه الاطراف المنشقة والمنقسمة له روافد فكرية وحزبية تسير عليها وتتخذها منهجاً ومذهباً تعتنقة وتركوا الأرض التى أكلوا من خيراتها فريسة يفترسها ذئاب بشرية دخيلة علىيها دون رحمة أو شفقة . لهذا يجب على مجالسنا التحرك السريع في حماية حضرموت وأهلها وشبابها من رصاص الغدر الذى يستلقط شباب حضرموت الذى يكافح من أجل رزقة ورزق أولاده المتناثر ببحر حضرموت يجب عليهم حشد طاقاتهم بمساهمة شباب حضرموت وأهلها إلى أنتفاضة حقيقية كبرى يطالبون بالقصاص لمرتكبى هذه الجرائم من قتل ونهب الثروات إذا كانوا فعلاً يسعون إلى مصلحة حضرموت أو الأجدر بهم غلأى أغلاق أبواب مجالسهم وأن يصرحوا لأهل حضرموت بعتزالهم العمل السياسى وعدم مقدرتهم في الدفاع عن حضرموت وأهلها أو يتم تحويل مقراتهم إلى مجالس لتخزين القات أو قاعات لاقامة الأفراح بها على الأقل سيكون لهم مردود مالى ينتفعون من خلاله . والله حرام مايحدث في حضرموت ومايحدث من أنشقاق وأنقسام بين أهلها وشبابها أتقوا الله في حضرموت وفى أهلها المغلوبين على أمرهم , فقسماً بالذى رفع السماء بغير عمد وبسط الارض بغير وتد أنكم سوف تحاسبون في الموعد المشهود أمام ملك الملك الواحد القهار وسوف تلعنكم الأجيال القادمة الذين يصبحون لأجئين في أرض الله يشحتون وطناً أضعتموه بأفكاركم السياسية والحزبية وعقولكم الخاوية .