نجم البلدة ينتظره الحضارمة بلهفة وشوق من السنة للسنة لارتباطه بظاهرة برودة مياه البحر التي تنخفض خلاله الحرارة إلى درجات متدنية ما يساعد في تلطيف الأجواء في مدن ساحل حضرموت سيما المكلا خلال الفترة من منتصف شهر يوليو وحتى أوائل أغسطس من كل عام. وأرتبط نجم البلدة لدى سكان حضرموت بالعديد من العادات والتقاليد والطقوس السنوية والمعتقدات حيث يبادر معظم الناس الى الاغتسال في مياه البحر الباردة متخيرين الأوقات التي تشتد فيها البرودة وذلك من بعد صلاة الفجر كون الناس توارثت عبر الاجيال أن الاغتسال في مياه البحر تكسب القائم به مناعة تجنبه شر المرض لما تبقى من العام وصاغوا حول ذلك العديد من الأمثال الشعبية مثل (غسلة في البلدة ترد العجوز ولدة) . وتشاء الاقدار هذا العام وفي أول أيام شهر رمضان المبارك ان تجنح الناقلة شامبيون على شواطئ المكلا وتبدأ بلفظ ما في جوفها من مازوت سام في أوائل أيام نجم البلدة عندما شمر سكان المكلا عن سواعدهم وبدأوا بتدشين موسم الاغتسال السنوي فإذا بالبحر قد تغير لونه ورائحته وتصاعدت التحذيرات من الجهات المعنية بالبيئة بضرورة تجنب النزول الى البحر خوفا من الاصابة من الأمراض الجلدية المتنوعة وما لا يحمد عقباه. والسؤال هنا من المسئول عن تلوث مياه بحر المكلا بالمازوت ومن الذي سيعوض حضرموت عن الإضرار البيئية والاقتصادية التي لحقت بالمنطقة والتي قد تستمر آثارها لعشرات السنين .. الناقلة ظلت جانحة لأسبوع كامل قبل أن تبدأ بنشر بقع الموت الأسود .. فأين المسئولون في الدولة ؟ أين وزير النقل الذي لم يكلف نفسه بزيارة مكان الناقلة وأكتفى بكتابة منشور على صفحته على الفيس ينأى بوزارته عن منح الترخيص للناقلة ويحملها جهات أخرى.. أين وزير النفط والمعادن أم أن الناقلة كانت تحمل قمحا أستراليا؟! يجب ان تنصب كافة الجهود حاليا نحو احتواء اثار الكارثة البيئية التي تسببت بها الناقلة وتضافر جهود كافة اطياف المجتمع من سلطة محلية ومنظمات بيئية وصحية ومجتمع مدني إضافة الى الشخصيات الاجتماعية وعلماء الدين من أجل رص الصفوف حماية لمستقبل الاجيال القادمة ونترفع عن كيل التهم للأخرين خدمة لمصلحة المحافظة على مقدراتها, دون أن نغفل جانب السعي الحثيث لمحاسبة المتسببين في حدوث هذه الكارثة التي لم تشهد لها حضرموت مثيلا حتى الان لدى كافة الجهات القضائية المحلية والدولية.ِ