فرحة عارمة تجتاح جميع أفراد ألوية العمالقة    الحوثيون يتلقون صفعة قوية من موني جرام: اعتراف دولي جديد بشرعية عدن!    رسائل الرئيس الزبيدي وقرارات البنك المركزي    أبرز النقاط في المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك المركزي عدن    خبير اقتصادي: ردة فعل مركزي صنعاء تجاه بنوك عدن استعراض زائف    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    مع اقتراب عيد الأضحى..حيوانات مفترسة تهاجم قطيع أغنام في محافظة إب وتفترس العشرات    هل تُسقِط السعودية قرار مركزي عدن أم هي الحرب قادمة؟    "الحوثيون يبيعون صحة الشعب اليمني... من يوقف هذه الجريمة؟!"    "من يملك السويفت كود يملك السيطرة": صحفي يمني يُفسر مفتاح الصراع المالي في اليمن    تحت انظار بن سلمان..الهلال يُتوج بطل كأس خادم الحرمين بعد انتصار دراماتيكي على النصر في ركلات الترجيح!    الهلال بطلا لكأس خادم الحرمين الشريفين    تسجيل ثاني حالة وفاة إثر موجة الحر التي تعيشها عدن بالتزامن مع انقطاع الكهرباء    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    تعز تشهد مراسم العزاء للشهيد السناوي وشهادات تروي بطولته ورفاقه    مصادر دولية تفجر مفاجأة مدوية: مقتل عشرات الخبراء الإيرانيين في ضربة مباغتة باليمن    المبادرة الوطنية الفلسطينية ترحب باعتراف سلوفينيا بفلسطين مميز    شاب عشريني يغرق في ساحل الخوخة جنوبي الحديدة    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    عاجل: البنك المركزي الحوثي بصنعاء يعلن حظر التعامل مع هذه البنوك ردا على قرارات مركزي عدن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و284 منذ 7 أكتوبر    الحوثي يتسلح بصواريخ لها اعين تبحث عن هدفها لمسافة 2000 كيلومتر تصل البحر المتوسط    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    لكمات وشجار عنيف داخل طيران اليمنية.. وإنزال عدد من الركاب قبيل انطلاق الرحلة    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    حكم بالحبس على لاعب الأهلي المصري حسين الشحات    النائب العليمي يؤكد على دعم إجراءات البنك المركزي لمواجهة الصلف الحوثي وإنقاذ الاقتصاد    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    الإخوان في اليمن يسابقون جهود السلام لاستكمال تأسيس دُويلتهم في مأرب    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    جماهير اولمبياكوس تشعل الأجواء في أثينا بعد الفوز بلقب دوري المؤتمر    مليشيا الحوثي تنهب منزل مواطن في صعدة وتُطلق النار عشوائيًا    قيادي في تنظيم داعش يبشر بقيام مكون جنوبي جديد ضد المجلس الانتقالي    بسبب قرارات بنك عدن ويضعان السيناريو القادم    تقرير حقوقي يرصد نحو 6500 انتهاك حوثي في محافظة إب خلال العام 2023    لجنة من وزارة الشباب والرياضة تزور نادي الصمود ب "الحبيلين"    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    الامتحانات.. وبوابة العبور    رسميا.. فليك مدربا جديدا لبرشلونة خلفا للمقال تشافي    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    حكاية 3 فتيات يختطفهن الموت من أحضان سد في بني مطر    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    وزارة الأوقاف تدشن النظام الرقمي لبيانات الحجاج (يلملم)    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    اعرف تاريخك ايها اليمني!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    رسالة غامضة تكشف ماذا فعل الله مع الشيخ الزنداني بعد وفاته    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باتستوتا افضل مهاجمي جيله بعد مردونا
نشر في نبأ نيوز يوم 29 - 01 - 2006

لا يختلف اثنان انه اروع ابناء جيله . و قد قال البعض انه بعد اختفاء اسطورة مارادونا بدأت اسطورة باتيستوتا و قد يبدو الامر حقيقيا . فكما صنع مارادونا من نابولي فريقا ذا سمعة رائعة كذلك فعل باتيستوتا مع فيورينتينا . اذن لندخل الى بيت الصقر الارجنتيني جابرييل عمر باتيستوتا و لنعرف من هو..؟
جابرييل عمر باتيستوتا . كان و سيبقى و سيذكره التاريخ كاحد افضل المهاجمين في العالم ان لم يكن هو الافضل حتى الان بجانب روعته كلاعب فهو غني , وسيم , مشهور و محسود من كل الرجال و حلم لكل الحسناوات . لكنه كغيره . شاب و غير معروف بل و فقير جدا . و كان كاي منا له حين يواجه اوقات صعبه في حياته و يعاني كثيرا لاكتساب كرامته في عالم يطغى عليه الفقر .
جابرييل لم يستسلم قط . فكلما رأى شخصا غنيا يقول في قرارة نفسه ساصبح يوما مثله و لكن بجهدي . و لم يعلم ان قدماه ستجلبان له كل ما يتمناه و اكثر . و كل ما وصل اليه جابرييل الان بجهدة و عرقه و كفاحه .
باتي كان طفلا جميلا, مرحا كغيره من الاطفال . فهو قد دخل قلوب الجميع منذ ولادته في غرة فبراير من العام 1969 . و لم يعرف سكان افيلانيدا ان ابن حارتهم الذي ولد سيصبح اسطورة ارجنتينية في كرة القدم و افضل مهاجمي التسعينيات حتى الان . و من هذه القريه اكتسب باتي حب الكره و كان افضل ابناء الحي الا انه و بعد الانتقال الى ريجونكويستا فتحت له ابواب النجومية .
قضى باتي هذه اللحظات من طفولته تحت انظار نونو ميلشور و والده عمر . نونو و هو عميد عائلة باتيستوتا و كان حب باتي له شيئا لا يوصف . و الحب لم يكن مفقودا ابدا في حياة جابرييل . فبجانب والده و جده كان الحب الاكبر و الرعاية الاروع من والدته جلوريا التي كانت تجمعها بولدها جابرييل علاقة قوية جدا قويه رغم معاناة والديه القوية بسبب الانتكاسة الاقتصادية الشديدة التي عانى منها البلد انذاك .
الاستمتاع و حب الحياة كانا دائما هدفا لباتي رغم مواجهته لبعض المواقف الصعبه . فهو يعشق صيد السمك , اللعب بالكره او الغرق في احلام اليقظه طوال اليوم . و ما ان يستيقظ منها حتي يبتسم ابتسامة تنم عن استحالة تحقق احلامه . الا انه كان يحس ان شيئا سيحدث و يغير مجرى حياته . فكما قال فان حياته كانت ككتاب لم يكتب بعد بل كان ينتظر المستقبل ان يكتبه له .
بعد ولادته تمنى ابواه ان يمنحاه اخا . الا انهما رزقا بثلاث بنات (اليسا, اليخاندرا و جابرييلا) . باتي لم يشعر بالحقد من اخواته ابدا . نعم قد تكون غيرة و لكن ذلك حين كان عمره خمس سنوات فقط .
و في سن السادسة عشرة بدأ قلب باتي يخفق بظهور الحسناء ايرينا فرنانديز في حياته . و رغم ظهور العديد من الحسناوات الواتي يسعين لخطف قلبه الا ان ايرينا كانت هي قمر باتي الذي شعشع من وسط النجوم .
و لكن قلب باتي تحطم حين حضر عيد ميلاد ايرينا الخامس عشر . فباتي لم يكن اكثر الشبان جاذبية في تلك الحفل لانه لم يكن يهتم في مظهره بشكل جيد . ففي ذلك الحفل كان وجوده كعدمه حتى ان احدهم سال من رسم هذا على الحائط . و لم تعره ايرينا اية اهميه اذ كانت ترقص مع الجميع طويلا و لكنها مع باتي كانت ترقص لثوان فقط ثم تتركه ليترك بعدها باتي الحفل حزينا ... لكن باتي لم ينس حبه و سعى لنيله خصوصا انه لم يتعلم الاستسلام . و في 28 ديسمبر 1990 و في كنيسة القديس روخيه نطق باتي بالموافقه لتعلن ايرينا زوجة له . و كانت اهم موافقة في حياة باتي .
الخطوات الأولى
مباراته الاولى كانت على ملعب يسمى دودة الارض - نسبة لشكل الملعب الطويل و الضيق و المليء بالطين - و تلك المباراة كانت طريقة لبوابة بوكا جونيورز . غير ان طريقه كان ممتلئا بالصعوبات و العمل الشاق . و بعض الحظ . و بدونهم طبعا لا يمكن ان يصبح لاعبا في فريق مثل بوكا . و لكن الساعي للنجاح لا يجب ان يضع الحظ في باله بل يثبت نفسه للجميع وهو ما امن به باتي .
غير ان باتيستوتا لم يفكر يوما ان يصبح نجم كرة قدم . على الاقل لم يفكر بجديه . حيث ان رياضته المفضله كانت كرة السله و التي حلم بالوصول معها للعالميه . و حتى في كرة السله كان هدافا . و الغريب ان باتيستوتا في ذلك الوقت تخلى عن فكرة ان يصبح غنيا و اكتفى بالاستمتاع بحياته و لم يدر في باله ان يستخدم الرياضة كوسيلة للثراء او الشهرة . فهو يريد الاستمتاع بعد حياة ملؤها الدموع و الاحزان والفرص الضائعه و طبعاالكثير الكثير من الاوقات الصعبه . و الصدفة وحدها هي التي جعلت من باتيستوتا نجم كرة قدم . ففي يناير 1987 جاءت سيارة سوداء و توقفت بجانب باتي . صاحب السيارة كان رئيس فريق نيويلز اولد بويز روزاريوز و طلب من باتي الصعود فرفض فاذا به يسحبه لسيارته ليرمي به في طريق المجد . و لم تكن تلك الحادثه مرحلة سهلة في حياة باتي غير ان والده عمر كان وراء ذلك كله . و حين وصل باتي لملعب روزاريو واجه لاعبي الفريق الذين تعالوا عليه كثيرا . حينها قال له رئيس النادي . لقد حان الوقت لتطلق لجناحيك العنان . فانطلق . و انطلق باتي و نال اعجاب المدرب انذاك السيد مارشيلو بيليسا مدرب منتخب الارجنتين في وقتنا الحاضر و الذي اعتمد على باتيستوتا تماما و استدعاه للانضمام للفريق الاول و استطاع باتي بطيبته و بشاشته تكوين الصداقات بين اعضاء الفريق .
و في 25 سبتمبر 1988 لعب باتي و الملقب في الارجنتين بري ليون او الاسد الملك مباراته الاولى و كانت ضد سان مارتين في توكومان . و قد خسر فريق باتي في تلك المباراة بهدف دون مقابل و لعب باتي نصف ساعة فقط . و لكن ما نستطيع ان نسميه البداية الحقيقية لباتي كانت بعد ثلاثة ايام من تلك المباراة حين عانى مهاجم الفريق الاول جابريتش من الاصابه و حينها ارتدى باتي القميص رقم تسعه و شارك في مباراة نصف النهائي لكاس ليبيرتادوراس ضد سان لورانزو ... باتي لم يسجل في تلك المباراة غير ان قلبه بقى في ارضية الملعب . و صحى باتي في اليوم التالي ليجد اسمه يتصدر عناوين الصحف . نجم جديد في طور الولاده اسمه باتيستوتا .
باتيستوتا لم يستطع كسب الجميع الى جانبه . فاوجه الانتقاد من اساطير الكرة الارجنتينية انذاك امثال باساريلا و سيفوري و الذين قالوا انه لا يستحق كل هذا الاهتمام . غير انهم مع الايام غيروا رايهم 180 درجه . و لكن باساريلا لم يشاء ان يظهر صغيرا او غير متمسك بكلامه فتغاضى عن باتيستوتا حين كان يلعب مع ريفر بليت و من ثم حين تولى باساريلا تدريب منتخب الارجنتين . و عانى باتي من تجاهل باساريلا لوقت طويل . سيفوري بدوره هاجم باتيستوتا بشدة دون اي سبب و كان يشن الهجوم عليه في كل لقاء صحفي بسبب او من دون سبب .
غير ان اخلاق باتيستوتا العاليه لم تحمل في قلبه اية ظغينة او حقد على هولاء و لم يرد من احدهم الاعتذار له . فباتي بقي هو باتي . اللاعب الذي يعرف ما يريده حين يلمس الكرة و الرجل الذي كتب قصة حياتة بطريقة لعبه و تفوق على اولئك الذين كانوا يصنفون في فئة الاساطير .
و بعد ايامه مع اولد بويز و ريفير بليت استطاع سيتيميو الويسيو رجل الاعمال و احد سماسرة الانتقالات من الباس باتيستوتا قميص فريق الاحلام . بوكا جونيورز الذي كان باتي في صغره يمر بجوار الاستاد و يقول في قرارة نفسه سالعب يوما هنا . و حين اصبح لاعبا قال سانهي حياتي الكروية هنا .
و الفضل كان الى الويسيو ايضا في انتقال باتيستوتا لفيورينتينا . فباتي سافر مع ايل ديبورتيفو للمشاركة في دورة كروية . و بعد تعادل اول مع ميلان اشرق باتي في المباراة و سجل ثلاثة اهداف في مرمى سكا سوفيا البلغاري ليتاهل ايل ديبورتيفو للنهائي و يصل لضربات الجزاء مع تورينو و هي المباراة التي اضاع فيها باتي احدى ضربات الجزاء ليتوج تورينو بطلا لتلك الدوره ليخيم الحزن على باتي حيث ان الهزيمة جائت حين كان باتي يحتفل بعيد ميلاده العشرين .
و في احدى ايام الاجاز قام مدرب الفريق باخذ اللاعبين لمشاهدة احدى مباريات الكالتشيو و كانت تجمع فيورينتينا و ميلان و صعق باتيستوتا بذلك الكم الهائل من الجماهير و ذلك الكم الهائل من الحب الذي يكنه الجمهور لفريقه و خصوصا جماهير فيورينتينا .
في ذلك اليوم لم يتخيل باتيستوتا مجرد تخيل ان كل ذلك الحب الحار سيكون من نصيبه يوما . و للابد .
مسيرته الاحترافية
كحال اي لاعب كرة قدم فبداية باتيستوتا لم تكن سهله فقد كان لاعبا عاديا مع اول بويز نيويلز في عام 1988 حينها وقع عقدا بقيمة 20 الف دولار سنويا ... و بعدها قام الفريق باعارته لفريق ايل ديبورتيفو ايتاليانو احد فرق بيونس ايريس ليصبح احد اعضاء الفريق الذي سافر لفياريجيو الايطاليه و شارك في الدورة الوديه التي خسرها في النهائي من تورينو في عيد ميلاده العشرين .. كان ذلك عام 1989 .
غير ان الشاحنة - وهو احد الالقاب التي اطلقت على باتي لقوته و سرعته - استطاع ابهار الجميع بامكانية التسديد من اصعب الزوايا و من انصاف الفرص ... و في يونيو من عام 1989 قام السيد سيتيميو الويسيو بشراء عقده و اعطى النصف لفريق ريفير بليت و الذي كان يدرب انذاك من قبل السيد رينالدو ميرلو .. و طبيعيا ان يبدأ باتيستوتا من الصفر نظرا لانه يلعب لفريق جديد ... باتي لعب انذاك سبع عشرة مباراة سجل خلالها اربعة اهداف ... و لكن بوصول باساريلا و معاونته لميرلو اصبحت حياة باتيستوتا مع ريفير بليت لا تطاق ... فباساريلا حرمه من لعب ولو مباراة واحده و كاد يتسبب في دفن مواهبه و طموحاته ... و كاد باتيستوتا يستسلم للمرة الاولى في حياته لولا انتشال بوكا جونيورز له .
و مع بوكا بدأ باتي بداية صعبه ... غير ان كل مباراة يغيب عنها باتي تبدوا اثار غيابه واضحه و يبداء الجمهور بالمطالبة باشراكه. و في يناير من العام 1991 وصل المدرب اوسكار تاباريز لبوكا حيث اعاد بناء الفريق و تمكن بذكائه من اخراج الافضل من كل لاعب و اشاع روح المحبة بين اعضاء الفريق و استطاع اخراج طاقات رجاله كاملة و حول بوكا لفريق لا يؤمن الا بالفوز .
قوة بوكا بقيادة تاباريز قادته لنهائي كاس ليبرتادورس التي خسرها ابطال بوكا في نهاية المطاف ... غير ان باتي استمر في التسجيل و اصبح هدفا للاندية الاوروبيه ووصلته عروض من اقوى الفرق في اوربا ... فيرونا , يوفينتوس , ريال مدريد و فيورينتينا
ولم يعرف باتي انه في ذلك العام كان السيد فيتوريو كاتشي جوري و الذي كان نائب رئيس فيورينتينا انذاك متواجدا في المدرجات يتابع باتي مع منتخب بلاده في بطولة كوبا اميركا التي فاز بها باتي و رفاقه حيث كان يسجل الملاحظات عن هذا الشاب الرائع المكافح الشغوف لتسجيل الاهداف ... و حين غاد كان باتي معه في الطائره نفسها المتجهه لفلورنسا
و كما هو الحال في ريفير بليت و بوكا فان الامور لم تكن سهلة ... في الحقيقه كانت اصعب ... فاختلاف اللغه و التقاليد و الثقافه و اختلاف اعضاء الفريق كلها امور اثرت على باتي في بداياته.
غير ان باتي قبل التحدي ... و في كل هدف يسجله تفتح له قلوب الجماهير و الفريق رويدا رويدا.
و في 26 فبراير 1992 و بهدفه الوحيد في مرمى اليوفينتوس (1-0) اعلن ولادة باتيجول ... فمنذ ذلك الهدف لم يتوقف باتيجول عن التسجيل ... هدفان في مرمى جنوه ... ثلاثة اهداف في مرمى فوجيا ... هدفان في مرمى روما و هلم في ازدياد ... غير ان اهداف باتي لم تكن كافيه و احتل فيورينتينا المركز الثاني عشر ... غير انه في الموسم التالي حدثت الفاجعه ... فرغم ان الفريق كان يبدو قويا بوجود لاعبين مثل لودروب و ايفنبيرغ الا ان فيورينتينا هبط للدرجة الثانيه ... في تلك الاثناء وصل كلاوديو رانيري لتدريب فيورينتينا لينال شرف ان يكون سادس مدرب ايطالي يدرب الصقر الارجنتيني مع لازاروني , راديك , اجروبي , ماليساني و اخيرا تراباتوني ... غير ان رانيري تميز بانه اول من قاد باتي لتحقيق اول بطولة له .
باتيستوتا تولى قيادة الفريق . و رغم هبوط الفريق للدرجة الثانيه الا انه بكل شجاعة قرر البقاء فيه رغم عرض اليوفينتوس السخي . عزيمته و حبه لفلورانسا جعلته يقود الفريق للدرجة الاولى من جديد . و الفضل يعود لعزيمة باتي و تفاهمه الرائع مع بايانو لتحقيق بطولة الدرجة الثانية .
و في الدرجة الاولى استمر باتي في التسجيل و حقق رقما قياسيا بالتسجيل في احد عشر اسبوعا متتاليا محطما رقما لم يصل اليه احد منذ ثلاثين عاما و مسجل باسم لاعب بولونيا باسكوتي .
ذلك العام كانت عام راية الزاويه و هي الطريقة التي ابتكرها باتي لتعبير عن فرحته بالتسجيل . و سبب شهرتها هي انها تكررت كثيرا . و في ذلك العام فاز باتي بلقب الهداف بتسجيله 26 هدفا ... كل ذلك كان كالمقدمات . ففي الموسم 95 /96 احتل فيورينتينا المركز الثالث و بذلك يحق له المشاركة في البطولة الاوروبيه . و في الثامن عشر من مايو في بيرغامو تغلب باتي و رفاقه على اطلانطا ليهدي جماهيره الوفيه كاس ايطاليا وهي البطولة الخامسة في تاريخ فيورينتينا . و بعد اربعة اشهر من هذا الحدث اشرق باتي في سان سيرو و اذهل العالم بما فعله بباريزي و مدافعي ميلان و سجل هدفين ورائعين توجتهم ابطال لكاس السوبر الايطاليه .
و في ذلك العام ايضا لعب باتي مباراته المئه . و مباراته الاولى بعد المئه توجها بالفوز على لاتزيو بهدفين دون مقابل سجلهما هو فما كان من الجماهير الا ان كافأته ببناء تمثال برونزي له بالحجم الطبيعي .
و بفضل الفوز بكاس ايطاليا دخل فيورينتينا سباق كاس الكؤوس الاوروبيه . في المباراة الاولى سجل باتي هدف في مرمى جلوريا بستريتا و انتهى اللقاء بالتعادل بهدف لمثله و من ثم تبعوه بفوز في الاياب بهدف دون مقابل و اتبعوه بالفوز على كل من سبارتا براغ و بينفيكا ليتاهل الفريق للدور قبل النهائي حيث يتوجب عليهم مقابلة برشلونه . و هنا بدأ صراع رونالدو و باتيستوتا .
الشاب البرازيلي فشل في التسجيل فيما تمكن باتي من تسجيل هدف التعادل ليسكت تسعين الف متفرج بحركته الشهيره و التي يقلده بها النجم الاسباني راؤول الان حين يسجل على برشلونه . غير ان الحكم انذره على تلك الحركه الامر الذي حرم باتي من المشاركة في لقاء الاياب و التي تمكن خلالها برشلونه من الصعود للنهائي .
و افتتح باتيستوتا موسم 97 /98 بتسجيله ثلاثة اهداف في مرمى اودينيزي و هو اليوم الذي لن ينساه ماليساني ابدا و تبعها بتسجيل هدفين في مرمى باري . باتي بدأ الدوري بتسجيل خمسة اهداف في مباراتين كما سيشهد هذا الموسم ايضا تسجيله للهدف المئه في الكالتشيو . و سحر باتي لم يقتصر بتسجيل الاهداف فقط بل صنعه الاهداف لزملائه . فيورينتينا يظهر في البطولات الاوروبية من جديد هذا الموسم .
في الموسم التالي جاء للفريق مدرب سبقته سمعته و بطولاته و هو اكثر مدربي ايطاليا فوزا بالبطولات . جيوفاني تراباتوني و الذي بفضله تمسك باتي بقراره البقاء مع فيورينتينا بعد ان وعده انه سيصنع فريقا منافسا على بطولة الاسكوديتو و هو فعلا ماحدث فعلا. ففي الموسم 98 /99 تصدر فيورينتينا الترتيب العام لاكثر من نصف الدوري بفضل اهداف باتي و رغبته الفوز بالبطوله و مبتكر حركة جديده هي المدفع الرشاش احتفالا باهدافه . غير انه في 7 فبراير و اثناء اللعب ضد ميلان عانى باتي من اسوأ اصابة و التي ابعدته عن الملاعب لاكثر من شهر .
باتي شفي في وقت قياسي غير ان غيابه اثر على فريقه الذي تخلى عن الصدارة لمصلحة لاتزيو . و انهى فيورينتينا الموسم في المركز الثالث و ضمن موقع في مسابقة كاس اوربا لابطال الدوري . و اصبح هدف باتيستوتا بعدها شيئان . الفوز بالبطولة الاوربيه و الفوز بالدوري في الموسم الرائع 1999/ 2000 . هذه المره يسانده مهاجمان دوليان ممتازان . اليوغسلافي مياتوفيتش و الايطالي كييزا زائد بالباو الذي يصبح بديل لباتي وقت الحاجه غير انهم فشلوا في ابهار العالم هذه المره و خرجوا من الموسم دون اي لقب بل و قرر باتي الانتقال لروما .
عهد روما
منذ البداية قال باتيستوتا ان الامر سيكون صعبا عليه لانه ترك فريقا احتل مكانة كبيرة في قلبه و شخصيته و ذهب لفريق يوازي طموحه لتحقيق اللقب الذي طالما حلم به .
باتي وجد نفسه في أحد فرق الاحلام سابقاً ... توتي , مونتيلا , كافو , صامويل , ديلفيكيو , توماسي و توليفة كبيرة يقودها المحنك فابيو كابيلو اجبرت الجميع ان يحسب لروما الف حساب بعد ان كان فريقا شبه عادي ... و اثبت باتي ان طموحه و حلمه اكبر من اي عوائق فها هو يشارك فريقه و هو يعاني من اصابة في ركبته و لكنه قال في قرارة نفسه ... إما ألان و إلا فلا ... و فعلا باصرارة المعهود لم يستسلم و حلق بأي و فرض كلمته على الجميع و توج جهوده بلقب غاب عن خزائن روما ثمانية عشر عاما ... و نجح الفتى صاحب الرقم ثمانية عشر في رسم البسمة على شفاه محبي روما و عشاق باتي اختلاف ميولهم .
و يصف باتي حياته في روما قائلا ... سنوات طويله قضيتها في ايطاليا كانت جميعها رائعة الا ان موسم واحدا مع روما كان الأروع ... نعم انا حزين لاني لم احققه مع فيورينتينا لكني سعيد انني حققته مع روما ... كان يمكن أن نحققه في فيورينتينا لو تمت الاستجابة لمطالبي بتقوية الفريق لكن لا حياة لمن تنادي ... موقفين بكت فيهم عيني طوال الموسم حزنا ... الاولى حين سجلت هدفا على فريقي السابق فيورينتينا في الملعب الاولمبي ... يومها أدمعت عيني بغزاة و اعترف اني تعمدت ان لا أسجل في كثير من الفرص لأني حين سجلت الهدف شعرت برصاصة تخترق قلبي لذلك لم ارد ان اعيش الالم من جديد ... المرة الثانية كانت في ملعب فيورينتينا حين استقبلني الجمهور بحرارة و حزن ... لن أنسى فيورينتينا ابدآ و سابقى محتفظا ببيتي هناك كي أعود و أعيش فيه بعد اعتزالي كرة القدم نهائيا
إعداد - محمد ناصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.