الرقابة الحزبية العليا تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    بينها مطار صنعاء .. اتفاقية لتفويج الحجاج اليمنيين عبر 5 مطارات    الاحتلال يواصل توغله برفح وجباليا والمقاومة تكبده خسائر فادحة    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس صالح يفضح ديمقراطية المعارضة الشمولية والقبيلة المتكسبة
نشر في نبأ نيوز يوم 15 - 08 - 2007

قد يكون هذا اللقاء هو الأول لرئيس الجمهورية الذي تناول فيه مختلف القضايا بكل هذه الصراحة والشفافية وبالإضافة إلى مساحة الحرية التي وفرها لحديث مثل هذا دون أن يظهر تبرما أو حتى انفعالاً خفياً كانت ستفضحه قسمات وجهه أظنني مدين له بالشكر كونه وافق أيضا على طلبي بأن أقوم بتفريغ شريط تسجيل اللقاء وإعداده بنفسي وليس كما يحدث دائما بأن يقوم جهاز الرئيس الإعلامي بإعداد المقابلة وتسليمها جاهزة للصحفي.
واستجابته لهذا الطلب الذي شكك بإمكانية حدوثه من هم من محيطه قد حفظ لهذه المقابلة حيويتها وصدقها وحماها من نقيصة التكلف والدبلوماسية المفرطة التي لا تؤدي إلى حق مثلما لا تكشف باطلاً.
ويتوجب علي القول هنا أنني تمكنت من الحصول على لقاء برئيس الدولة ربما دون عناء يذكر بينما ظللت كثيرا ألاحق الأستاذ محمد اليدومي حينما كان أمينا عاما لحزب الإصلاح لإجراء حديث معه إلا أنه لم يقبل ومثل ذلك الأمين العام الحالي الأستاذ عبد الوهاب الآنسي الذي تخلص من طلبي بدبلوماسية.
في اللقاء التالي أترك الرئيس مع مواطنيه اختلفوا مع ما طرحه أو اتفقوا معه وما أستطيع تأكيده هو أنه لا صاحب هذا اللقاء أو حتى أيا من معاونيه قد اطلع عليه قبل النشر وهي وإن كانت تحمل دلالة ثقة إلا أنها في وجهها الآخر تعبر عن قناعة الرئيس في ما قال لكي تنزل إلى الناس دون رتوش وهذا ما يخص المقابلة أما الصور فقد كانت مساهمة من التوجيه المعنوي ممثلاً بالأستاذ علي الشاطر وإلى السؤال الأول..
حاوره / جمال عامر
* فخامة الرئيس.. كيف تنظر إلى ما جرى مؤخرا في المحافظات الجنوبية؟
- الرئيس: ما حدث في الضالع والحبيلين وعدن هي من صنع عناصر فاتها القطار وتحاول أن تذكر بنفسها بعد مرور 17 سنة على قيام الوحدة المباركة، فعندما غابت هذه العناصر من أذهان الناس أرادت أن تذكرهم بنفسها وتم استغلال قضية المتقاعدين والمنقطعين منذ حرب 94 استغلالا سيئا في هذا الظرف بعد أن فشلوا فشلا ذريعا في الانتخابات الرئاسية في ال20 من سبتمبر العام الماضي وفي الانتخابات المحلية فكل القوى المهزومة سواء في الداخل أو الخارج تريد أن تذكر بنفسها وبالذات أولئك الذين رحلوا إلى الخارج وغابوا عن الأنظار وكما قيل "من غاب عن الناظر غاب عن الخاطر".
لقد تم استغلال هذه استغلالا غير منطقي ومع ذلك الدولة تبنت معالجتها في إطار القانون والدستور وقد حدث تقاعد غير قانوني لحالات نادرة تم استغلالها وأما أولئك الذين بالغوا بالإثارة في بعض المحافظات الجنوبية فهم أشخاص لا يمثلون غير أنفسهم ولا يمثلون هذه المحافظات.
* واضح أنكم تفرقون بين مطالب المتقاعدين وبين استغلال ما حدث في المحافظات؟
- الرئيس: طبعا لأن الأحزاب السياسية استغلت مطالب المتقاعدين التي بعضها منطقي والبعض الآخر غير منطقي والدولة قد عالجت مثل هذا الأمر.
* في لقائك مع ممثلين عن المتقاعدين وشخصيات من المحافظات الجنوبية اعترفت بوجود خلل وإشكالية في هذه المسألة؟
- الرئيس: أنا قلت أن هناك بعض الجوانب السلبية وقد عملنا على معالجتها.
* إذا كيف تفسرون فخامة الرئيس استمرار مطالبة هؤلاء حتى اليوم بحقوقهم؟
- الرئيس: كل يوم سوف يخلقون بلبلة، أحيانا قضية المتقاعدين وأحيانا أخرى قضية الأراضي.
* وماذا عن هذه القضية؟
- الرئيس: لقد تم توزيع أراضٍ بعد إعلان الوحدة لبعض العسكريين والمدنيين في الحزب وحينما جاءت حرب صيف 94م كثير من هؤلاء فروا وجاءت قوى من نفس المحافظات أخذت هذه الأراضي التي تم توزيعها وقد وجهنا أن يتم تمليك من وقفوا في صف الوحدة وتعويض الإخوان الذين غرر بهم وكانوا مع الانفصال وفي الحقيقة هم ضحية من العسكريين الشجعان الأبرياء الطيبين.. وقعوا في أيادي عناصر قبضت الثمن وهي الآن تستثمر في لندن والشارقة ودبي وهذه هي عناصر سياسية باعت نفسها للشيطان.
* يطرح بأنكم تلجأون لصنع علاقات مع رموز في المحافظات الجنوبية بينما هي ليست مقبولة شعبيا بحيث تتجاوز المواطنين والناس الذين هم الأصل؟
- الرئيس: نحن نتعامل مع مؤسسات.. البلد بلد مؤسسي فهذه المحافظات تمثل بمجالس محلية وأعضاء مجالس نواب وشورى وكذلك منظمات المجتمع المدني وكلها تم انتخابها من الناس ونحن نتعامل مع هذه الرموز باعتبارها تمثل مؤسسات وليست عملا وجاهيا.. مسألة الوجاهات قد عفا عليها الزمن ومثلها ادعاء البعض للسلطوية على القبائل هذه أيضا انتهت.
* ولكن هناك شكاوى كثيرة من مواطنين ضد المسئولين إلا أنه لا يتم البت فيها من قبل السلطة؟
- الرئيس: صحيح أن هذه الشكاوى كانت من الأول ونحن أصدرنا توجيهات إلى اللجان المشكلة والجهات المعنية فحصل بطء منها مما دعا القوى السياسية لاستغلالها استغلالا سيئا وقد تجاوزنا هذا بتشكيل لجان فاعلة وأشركنا فيها عناصر من المتظلمين وحددنا لها سقفا زمنيا لا يزيد عن شهر لإغلاق مثل هذا الملف تماما.
* وماذا عن بقية القطاعات الشعبية التي تشكو من المرتبات أو غيرها؟
- الرئيس: لا لا توجد أي مشكلة في المرتبات.. المنقطعون وجهنا بعودتهم لمن هو صالح للخدمة ومن كان غير ذلك فمن الطبيعي أن يتقاعد.
* كنت سابقا في طرح مسألة انتخابات المحافظين ووقف ضدها بعض الأحزاب.. إلى أين وصل هذا الأمر؟
- الرئيس: أحزاب المعارضة كانت حتى ضد المجالس المحلية للأسف مع أنها من 93، 94 كانت تطالب بالسلطة المحلية والحكم المحلي ولكن حين جاء الجد تراجعت عن قيام المجالس المحلية وأصرينا على قيامها وأصبحت واقعا والآن صار لها أكثر من ست سنوات وحققت نتائج جيدة جدا ونحن الآن ندعو إلى انتخاب المحافظين انتخابا مباشرا وكذلك انتخاب مدراء المديريات.
المعارضة في حقيقة الأمر محرجة من هذا الطرح لأنها لا تريده بسبب نشأتها وتربيتها الشمولية غير الديمقراطية وأنت تلاحظ أن وجوه قيادات هذه الأحزاب هي نفس الوجوه التي تعودنا عليها، لأن انتخاباتها مبنية على نظام القائمة التي تنزل إلى القاعة فيتم انتخابها ونحن دعونا الأحزاب السياسية - باعتبارهم زملاءنا وإخواننا والوجه الآخر للسلطة- إلى تأسيس ديمقراطية داخل أحزابهم واعتبروا فقط أن الديمقراطية هي تشكيل تكتلات لمعارضة السلطة وهذا للأسف هو فهم المعارضة عندنا.. فأسألهم لماذا لا يؤسسون ديمقراطية داخل أنظمتهم السياسية؟
طيب هؤلاء يريدون أن يكتبوا عن السلطة وعن الحكومة ويتناولونها بكل ما لديهم من حق وباطل ولكن هم يغضبون بمجرد أن تقوم السلطة بالرد عليهم وفي صحفها الرسمية أو الحزبية فيقيمون الدنيا ولا يقعدونها، وهذه مشكلة في فهم الديمقراطية.. فهم يريدون أن يقولوا كل شيء بينما لا يسمحون أن نتناول سلبياتهم هذه هي الثقافة الحزبية الشمولية الأنانية القديمة.. المفروض أن يكونوا ديمقراطيين مثلما السلطة يتسع صدرها للنقد وللرأي والرأي الآخر ومن حقها أن تسمع وترد.
* ماذا بالنسبة لك فخامة الرئيس هل تغضب حين يتم تناولك شخصيا في الكتابة؟
- الرئيس: أنا لا أغضب "قد أنا وألف" لكن كل ما أريد هو أن تتناولني في إطار الأخلاق وثقافة الكلمة الملتزمة وليس للجرح وللأذى وبالكلام غير السوي أما غير ذلك فليس عندي مشكلة من النقد باعتباره رأيا آخر.
* ولكن كيف يمكن أن نفهم ما قلت في ظل ما يجري ضد الصحف والصحفيين؟
- الرئيس: هذا أسلوب ديمقراطي، فما أجمل أن يلجأ الرئيس الذي تم تناوله في أكثر من مكان إلى القضاء، هذه قمة الديمقراطية أن نلجأ إلى القضاء وليس إلى السجن أو التصفية.
* ولكن في الأخير فخامة الرئيس هذا القضاء هو في جانب رئيس الدولة على حساب الصحفي؟
- الرئيس: لا.. هناك دستور وقانون فهل الأفضل أن يسجن الصحفي أم يذهب إلى القضاء فماذا نصنع معكم؟! هل نأتي لكم بقضاة من الأمم المتحدة حتى تثقون به كصحفيين.
* فيما يخص علاقتكم بالأحزاب السياسية فقد تم إجراء أكثر من حوار إلا أنه فشل وأخيرا دعوت شخصيا لحوار إلا أنه ما زال يراوح مكانه؟
- الرئيس: علاقتي بالأحزاب جيدة ودائما اعتبرها الوجه الآخر للنظام والحكم وما أتمناه هو أن تمتلك ثقافة لكيفية المعارضة وليس معارضة لمجرد المعارضة فقط فادعاء المعرفة في كل شيء مصيبة كبيرة وثقافة قديمة، فهم يدعون المعرفة بالسياسة، بالاقتصاد وكله كلام مطاطي، فهم يتحدثون عن مشكلة المياه في تعز ويقولون سنعمل اعتصاما وتظاهرات وحين نسألهم لماذا؟ يردون: نريد من الدولة أن تعطينا مياه. الماء من عند أرحم الراحمين وليس من عند الرئيس أو رئيس الوزراء، الحفارات تحفر في المناطق وعندما تحصل على مياه سيتم إعطاؤهم.
أيضا الغاز تأخر لمسألة فنية نتيجة إصلاحات في محطة الغاز في مأرب فقامت الدنيا مع أن انقطاعه لم يتجاوز الأسبوع وكان هناك تمويل من الاحتياطي ومع ذلك يستخدمون مثل هذه القضايا استخداما غير بريء .. فعلاقتي بالأحزاب علاقة جيدة والتواصل موجود ودعم الأحزاب -على فكرة كلها وبالذات هذه التي تظاهر- هي من الخزينة العامة.
* هذا بحسب القانون سيادة الرئيس؟
- الرئيس: بحسب القانون وفوق القانون قليلاً.
* كيف توفق بين ما قلت عن علاقتك الطيبة بالأحزاب وبين اتهامك لها بأنها تؤجج الفتن؟
- الرئيس: لا أنا لا أتهمها لأنه شيء واقع.. فهي تتضامن مع المتقاعدين ومع أن بعض المندسين رفعوا شعارات شطرية انفصالية لا تمثل بالتأكيد المحافظات الجنوبية فهي لا تقلقنا وكان لا بد من أن يتخذوا موقفا ضد الشعارات الانفصالية والمسيئة وفي الجانب الآخر أن يعلنوا موقفا مساندا لمطالبهم القانونية إلا أنه مع ذلك لم يصدر حتى بيان يدين مثل هذه الممارسات.. لقد تضامنوا مع الحوثي مع أنه متمرد وأصدروا بياناً أنهم متضامنون مع أصحاب مأرب الذين قتلوا السياح.
* أعتقد هذا لم يحدث؟
- الرئيس: لا .. حدث.
* لقد كانت هناك إدانة حزبية وشعبية واسعة ضد ما حدث في مأرب؟
- الرئيس: لا.. لا في تضامن وسوف ترى في البيان الذي سيصدر يوم الاعتصام في تعز باسم "التعزيون" إنهم يتضامنون مع صعدة ومع من قتلوا السياح الأسبان ونحن نتحداهم أن ينشروا أسماءهم.. هذه لعبة بائسة لأنها عبارة عن فعل ورد فعل.
* سيادة الرئيس وكأن البيان الذي سيصدر الأربعاء تمت صياغته في دار الرئاسة؟
- الرئيس: اكتفى بالضحك ثم أردف: لقد تم توزيعه.
* كيف تقيم المعارضة.. إلى أي مدى تخدم في معارضتها البلد؟
- الرئيس: والله لو راجعت أداءها ونقدت نفسها وتجاوزت الضجيج غير المسئول فإنها مقبولة وطبيعية في بلد تعددي ديمقراطي يشكل رقماً في العالم العربي ولكن إذا استمروا بالتمادي وإشعال الحرائق وإثارة الضجيج الذي لا يحل قضية فإن ذلك من شأنه أن يؤثر على عملية التنمية والاستثمار مما يجعل ما تعمله عملاً تخريبياً لا ديمقراطياً وبالذات في ظل إمكانية أن يقول أي كان رأيه في صحيفة أو ندة ولكن لا تصبوا الزيت على النار لا تثيروا الطائفية أو العنصرية أو المناطقية أو القبلية.. لا تمسوا النظام الجمهوري والوحدة الوطنية أو الحريات.
* هل التقى بكم المشترك وطرح قضايا الناس المعيشية بغية حلها؟
- الرئيس: لو سمعت كلمتي مع الاتحاد التعاوني الزراعي فقد قلت لهم: بدلاً من زيادة الاحتقانات والضجيج في سبيل كسب الشارع فأنا أقول لهم لا لأن السحر ينقلب على الساحر.. قادة المشترك يريدون أن يبرروا فشلهم في الانتخابات الرئاسية والمحلية ولذا فهم يحاولون تقمص دور المتكلم باسم الشارع في مسألة ارتفاع المواد الغذائية مع أن هذه أسعار دولية وليست أسعار علي مجور وقد قلنا للحكومة خاطبي الشارع والمواطنين وسوف يندم الذين يضججون في الشارع أما ارتفاع الأسعار فحقيقة دولية.
* ولكن الحكومة مقصرة؟
- الرئيس: كيف مقصرة؟
* على الأقل في إظهار الحقائق كما هي.
- الرئيس: لقد عاتبنا الحكومة وقلنا لهم أن يظهروا الحقائق وربما تتضح هذه الحقيقة.
* ننتقل قليلا من المربع المدني إلى مربع آخر بدأ يتشكل من خلال كيانات قبلية تدعي أنها ستقف ضد الفساد.. إلى أي مدى مثل هذه الكيانات تتفق أو تتقاطع مع دولة الأصل أنها مدنية؟
- الرئيس: هذه الكيانات غير الحضارية وغير المدنية تولد ميتة وهي مدفوع لها من الخارج وكل المواطنين صار لهم إطارات حزبية ومنظمات مجتمع مدني تأطروا من خلالها وحتى القبائل تأطرت في إطار حزبي سياسي ثقافي أما الكيانات هذه فهي تشكيلات قديمة غير مقبولة.
* ولكن الكيان الأخير تم تطعيمه بوجوه مدنية؟
- الرئيس: الوجوه المدنية إن وجدت فهي لغرض الكسب وإذا كان هناك مال فالناس سيدخلون جميعا ولكن السؤال إلى متى سيبقون فيها.
* هل تعتقد أن مثل هذا الكيان سينجح في ظل هذه الظروف؟
- الرئيس: من سينجح هي التعددية السياسية الحزبية الديمقراطية التي أطر الشعب فيها نفسه بدلا من المجتمعات القبلية التي يمثلها النكف، وما النكف الذي تريد إحياؤه مثل هذه التجمعات فالأطر الحزبية هي الأساليب الحضارية.
* هل تعتقد أن إحياء مثل هذه الكيانات هي محاولة لإعادة دور القبيلة في صنع الرؤساء؟ فقد كان لها علاقة من قبل في من يكون رئيساً لليمن؟
- الرئيس: أولا ليس هناك قبيلة صنعت رئيساً.
* ولكن تاريخيا القبيلة...
- الرئيس: (مقاطعا) أيام الإمامة هذا صحيح ولكن في النظام الجمهوري ترأس المشير السلال قيادة الثورة وجاءت حركة نوفمبر بالقاضي الإرياني الذي جاء من الشعب ولم يأت من القبيلة، وجاء إبراهيم الحمدي من الجيش بحركة 13 يونيو، أنا جئت إلى السلطة من مجلس الشعب التأسيسي ولم تصنعني القبيلة.
* ربما أنت مغاير في الوصول إلى الحكم؟
- الرئيس: لقد كانت القبائل واقفة ضد انتخابي ولكن مجلس الشعب التأسيسي هو الذي انتخبني وحتى الجيش لم يأت بي إلى السلطة.
* في مسألة القبيلة يطرح فخامة الرئيس أن لكم دورا في مسألة تخلفها بمعنى أن....
- الرئيس: (مقاطعا) أنا أولا أعمل على إزالة التخلف في القبيلة وغيري من يريد أن تبقى القبيلة متخلفة لكي يجعلها جاهزة للاستخدام في أي وقت .. أنا أوجدت الطريق والكهرباء والمدرسة والجامعة والمعهد الفني والمنح وهذه تبنيتها لإزالة التخلف والأمية داخل القبيلة، لأنه بإيجاد التربية والتعليم والصحة والجامعة سيتم إزالة التكتل القبلي.
* ولكن كيف سيتم تمدين القبيلة؟
- الرئيس: التعليم هو الأساس وبعده الخدمات ثم تأتي شراكة أبناء اليمن مع بعضهم البعض من خلال التوظيف وتشابك المصالح وأدوات الثقافة مثل الندوات والمؤتمرات وحتى الأحزاب ومنظمات المجتمع.. الانخراط في هذه كلها تزيل رواسب القبيلة.
* المشكلة أنه حينما يدخل قبيلي في حزب فإنه يقبيل الحزب بدلا من تمدين القبيلي؟
- الرئيس: (يضحك) دون تعليق.
* ولكن كيف تفسر عودة القبيلة والثارات إلى المحافظات الجنوبية بعد الوحدة؟
- الرئيس: عادت كردة فعل على النظام الشمولي الحزبي القسري الذي كان في المحافظات الجنوبية.. فكان رد الفعل القبلي ولكن الآن باختلاط الناس وتشابك مصالحهم تذوب القبلية شيئا فشيئا.
* بأمانة سيادة الرئيس هل تشعرون بخوف من احتقانات المحافظات الجنوبية؟
- الرئيس: ليس هناك قلق يراودنا لأن الوحدة راسخة ولأن من يثيرون المناطقية والانفصالية هم عناصر معدودة ومعروفون ولو كنا خائفين أو قلقين منهم لسجناهم ولطلبنا الذين في الخارج عبر الإنتربول فليس عندنا قلق.
* فيما يخص القيادات التي في الخارج كنتم أظهرتم تسامحا إزاءهم في السابق، إلا أن اللهجة الآن خلت من هذا التسامح هل هو تعبير عن عتب أو غضب؟
- الرئيس: الصفح موجود والعفو العام تم ولكن إذا استمروا في تجاوز الخطوط الحمراء وظلوا يلعبون بأذيالهم ضد الوحدة واختلاق مشاكل للبلد فإننا سنعرف كيف نتصرف معهم سواء في الداخل أو في الخارج.
* هل هناك معلومات وصلتكم عن قيام من هم في الخارج بأدوار ضد الوحدة؟
- الرئيس: نعم عندنا معلومات أنهم تجمعوا في أبو ظبي وفي دبي وأجروا اتصالات بما يسمى بالمتقاعدين ويرفعون صوت الجنوبية مع أنهم أصبحوا خارج الجاهزية.
* سيدي .. الفساد أنت تتحدث عنه وكذلك الحكومة ومجلس النواب وغيرها من الجهات ومع ذلك لم نسمع عن أي من الفاسدين الكبار تم تقديمه إلى المحاكمة؟
- الرئيس: نحن أنشأنا هيئة لمكافحة الفساد ومحاربته وأنجزنا قانونا رائعا وقد التقيت الهيئة وتحدثت مع أعضائها بأن يجروا تحريا حول قضايا الفساد وأن لا يرحموا أي فاسد سواء كان في قمة الهرم السلطوي أو تحته وقلت لهم: لا تبحثوا عن الصغار ابحثوا عمن يلعب وفي حقيقة الأمر ومن دراستي ومعرفتي أن الكثير من المفسدين ومن يتلاعبون بالمال ليس من هم في الهرم القيادي وإنما الأخطبوط تحت وعلى كل حال نحن لا نتمنى أن نرى أي أحد يحاكم أو يطرد، نريد الناس أن يكونوا صالحين وأن لا يلعبوا بالمال العام أو يفسدوا في الأرض ونحن لا نريد أن نشهر بالناس ولكن إذا لم يحترموا أنفسهم ويحترموا المال العام وإرادة الشعب فإن الهيئة العليا لمكافحة الفساد هي المسئولة الأولى عن وضع حد لمثل هذه العناصر بالإضافة إلى مجلس النواب.
* أخي الرئيس دعني استغل مساحة الحرية عندك لأقول لك إنك تعظ الفاسدين.. بينما المنتظر منك هو عقابهم لأن هذا ما يجعلهم يتمادون والسؤال ألا تكفي القصور الفارهة والشركات والأموال التي رحلت إلى الخارج لبعض من استوزروا وتولوا المسئولية كدليل.
- الرئيس: أولا أعطوني دليلا على وزير أو مسئول اشترى قصرا في لندن أو في باريس وأنا مستعد أن أحاسبه ولكن إذا كان من القطاع الخاص فهذا شيء يخصه لكن اعطني عنوانا لقصر في الخارج لرئيس الوزراء أو للرئيس أو ابن الرئيس أو ابن نائب الرئيس أو لوزير الدفاع أو لوزير الداخلية أو كان لهؤلاء شركات أعطني وسوف أحاسبه والناس يقولون حاكموا الكبار رئيس الدولة هو الكبير وأنا رئيس الدولة أقول يجب أن يحاكم ويحاصر الفساد.
* ألا تكفي قصور الداخل لنحكم؟
- الرئيس: هي بلبلة.. الجميع يقول الفساد ولكن اعطني فاسدا أفسد في قضية معينة والدولة لم تحاسبه وأعطيك مثالا برنامج الرئيس الانتخابي حدد اتجاهات معينة أنجز منها محطات رئيسية وهي من أهم المحطات، الهيئة العامة العليا لمكافحة الفساد -الهيئة العامة للمزايدات والمناقصات - استقلال القضاء هذه أهم تحولات استراتيجية وليس الكهرباء والجامعات والمدارس. وأهم لجنة في برنامج الرئيس هي اللجنة العليا للمزايدات والمناقصات لأن الجميع يحكي أن الفساد يكمن في المناقصات.. في الكهرباء.. في الطرقات والجسور.. في مباني الجامعات.. في الاتصالات في المنشآت الكبيرة هذه يحكي الناس حولها فإذا فعلت الثلاث المؤسسات لجنة المناقصات وهيئة مكافحة الفساد واستقلال مجلس القضاء في أن يمارس صلاحياته كاملة دون الخضوع لأحد.
* ولكن هل يسقط الفساد بالتقادم بمعنى أن نظل دائما نبدأ من جديد؟
- الرئيس: يجب أن يقارع الفساد ويحارب المفسدون حتى ولو مضى عليه ثلاثون سنة.
* ولكن ماذا عن تقارير جهاز الرقابة والمحاسبة؟
الرئيس: جهاز الرقابة والمحاسبة أخضعناه للهيئة وأصبح أحد أدواتها.
* في مسألة الإرهاب عادة ما يطرح عن علاقة للسلطة بالجهاديين وأنها طوعتهم ولكن أثبتت الأيام أن هؤلاء يصعب تطويعهم بدلالة الأحداث الأخيرة كيف تقيم هذه العلاقة؟
- الرئيس: نحن استطعنا أن نستقطب عددا من تنظيم القاعدة والجهاد وعملنا على إصلاحهم وتهدئتهم وتوعيتهم وإعادتهم إلى جادة الصواب وعقل الكثير منهم -أكثر من 280 عضواً- وخرج من بين هؤلاء أشخاص يصل عددهم من عشرة إلى خمسة عشر عادوا إلى العنف والدولة تطاردهم وتحاصرهم وتستمر في معاقبتهم فأيهما الأفضل أن يبقى 280 عنصراً يقلقون البلد أم إصلاح 95% منهم بحيث لا يبقى سوى العدد القليل منهم.
* هل تعتقد أن نشاط الجماعات القاعدية والجهادية الآن تحت السيطرة؟
- الرئيس:الإرهاب لا أب ولا أم له ولا يمكن لأي كان أن يدعي أنه سيطر عليه ولكن نحن في حالة استعداد ومتابعة، لأن هذه خلايا تنام أحيانا ثم تصحو ولكننا وجهنا أجهزتنا الأمنية أن تكون يقظة وأن لا تسترخي.
* أنت ترتبط بعلاقة جيدة مع الجماعات الإسلامية السلفية.. إلى أي مدى أنت قادر على ربطها بالدستور والقانون طالما وهي لا تؤمن بالحزبية والتعددية السياسية؟
- الرئيس: لنا علاقات جيدة بكل الجماعات الإسلامية وهذه العلاقة ليست لخدمة السلطة أو الرئيس ولكن لخدمة أمن واستقرار البلد وكلما كانت علاقتنا مع أي تنظيم أو تجمع سياسي جيدة كانت خدمة للوطن الذي لم يعد بحاجة إلى مزيد من المعاناة مثل غلاء المعيشة، شحة المياه، ارتفاع الأسعار، الانفجار السكاني الكبير الذي يلتهم أغلب الموارد والبلد ليس بحاجة إلى معاناة أخرى ونريد أن تكون هناك علاقة جيدة أيضاً مع كل التنظيمات السياسية لمصلحة البلد.
* كان الحديث عن الجماعات الإسلامية السلفية؟
- الرئيس: عن السلفية، عن الإخوان المسلمين، عن القوميين نسعى لأن تكون لهم علاقة جيدة بالنظام لأنهم الوجه الآخر له وفي هذا خدمة لليمن.
* ماذا عن المذهبية مثل الزيدية؟
- الرئيس: نحن ليس عندنا مذهبية، الشعب اليمني أعلن موقفه وأنهاها يوم 26 سبتمبر حينما أزال الحكم الإمامي الكهنوتي.
* ولكن ماذا عن ما حدث في صعدة؟
- الرئيس: هذه حركة رجعية للعودة إلى الإمامية وليس لها أي علاقة بالمذهبية والقول إنها مذهبية غير صحيح.
* إذا هل هي حركة فكرية؟
- الرئيس: وليست حركة فكرية هي قضية سياسية إمامية وأنت ارجع إلى صحيفتك وأعد نشر مقابلة بدر الدين الحوثي فستجد فيها الجواب الشافي والرد الواضح.
* أليس ما حدث في صعدة ضمن أجندة خارجية لها علاقة بما يجري في المنطقة؟
- الرئيس:هي كرغبة موجودة ولكنها وجدت من يدعمها.
* يعني أنت تعتقد بوجود أياد خارجية؟
- الرئيس: أكيد لأن بدر الدين الحوثي أفصح عن ذلك بما نشرته أنت في صحيفة الوسط.
* ولكن الآن الأمور تسير نحو التهدئة إلى أي مدى تجاوب الحوثيون؟
- الرئيس: هناك مماطلة.. رغم أننا شكلنا لجنة رئاسية من كل القوى السياسية بغرض حقن الدم اليمني وعدم إهدار الطاقات وإيقاف التنمية في المنطقة وألزمنا السلطة المحلية والسلطة العسكرية بالخضوع للجنة الرئاسية وتم فعلا ومع ذلك لم يجدوا أي تجاوب من الحوثي وجماعته بالالتزام بقرارات اللجنة لتسليم الجبال والمواقع لسلطة الدولة وإنهاء حالة التمرد والتمترس.
* أعتقد أن هناك تغايراً بين برنامجي اللجنة والحوثي؟
- الرئيس: ما قدمه الحوثي ليس أكثر من برنامج للتتويه والتسويف.
* طيب إلى أين يمكن أن تصل الأمور؟
- الرئيس: في نهاية المطاف إن احترم نفسه والتزم بقرارات اللجنة وإلا فإنه لن يكون سوى الحسم العسكري النهائي والفاصل.
* مر على الانتخابات ما يقارب العام ما الذي حققته من ضمن ما جاء في برنامجك الانتخابي؟
- الرئيس: قلت لك إن هناك أشياء تحققت أبرزها إخراج المؤسسات التي ذكرتها إلى النور.
* المؤسسات غائبة في اليمن بسبب ارتباط كل القضايا بشخص الرئيس علي عبد الله صالح، ما سبب غياب المؤسسات من وجهة نظرك وسبب إرجاع كل الأمور إليك وتصور حتى الشكاوى التي تصل إلى الصحيفة يصر أصحابها على رفعها إليك؟
- الرئيس: تحدث تجاوزات في صحيفة الوسط باسم الديمقراطية وهي زور وباطل ومع ذلك لجأت إلى القضاء أيضا لو واحد حصلت له قضية يصمم يحكي مع الرئيس وكل يرمي بصغار المشاكل وكبارها على الرئيس وهذا هو من صنع القوى السياسية لاستهداف شخص الرئيس وقد حدث من قبل في 92، 93، حين حدوث الأزمة، فكان الاستهداف موجهاً لشخص الرئيس وفيما هم أرادوا الانتقاص من شخصية الرئيس حصل العكس حيث تقوت شخصية الرئيس وهذه سياسة بليدة وللأسف أنهم لم يتعلموا السياسة، لأنه لا ترمى إلا الشجرة المثمرة.
* ولكن ربما للموروث علاقة في مسألة....
- الرئيس: (مقاطعا) لا .. لا... لأن مثل هذه المسألة لم تحدث إلا عندما تأزمت القوى السياسية وهذه الأزمة هي بسبب انعدام البرامج لدى هذه القوى وحين اختارت هذه القوى النظام التعددي وارتضت الاحتكام للأغلبية لاعتقادها أنها ستحصل عليها ولو علموا أننا سنحصل على الأغلبية أكثر من مرة لكانوا بقوا معنا مؤتلفين وشاركوا في الحكومة وما كنت لتسمع مثل هذه المشاكل ولكنهم الآن ليس لديهم عمل إلا الغلاء "الطماطم- البر- القمح- الكهرباء- درجة الحرارة".
* ولكن هذه قضايا معيشية؟
- الرئيس: نعم قضايا معيشية ولكنها تهم الشعب كله وليست هما للقوى السياسية.
* هم يتكلمون باسم الشعب؟
- الرئيس: إذا لماذا الشعب لم يمنحهم الثقة ولو كانوا محل ثقة لصوت الشعب لهم ولكنه يعرفهم.
* ماذا عن برنامج الإصلاح السياسي الذي تقدموا به.. لماذا رفضته رفضا باتا؟
- الرئيس: لا لم يرفض رفضا باتا ولكن هناك أجندة تنسجم مع أجندتنا وأخرى شطحت.
* سيادة الرئيس في إحدى مقابلاتكم التلفزيونية قلتم إن الإخوان كانوا مجرد ورقة استخدمت لمرحلة معينة.. ما الذي تغير؟
- الرئيس: لا .. لا ..
* قلت ذلك في مقابلة مع الجزيرة؟
- الرئيس: كانت مجرد مزحة سياسية ، فأنا لم استخدمهم ولم يكن كل يضحك على الآخر فلا نحن نضحك عليهم ولا هم يضحكون علينا، بمعنى أنهم لن يضحكوا علينا بحيث يقتربون من السلطة وقت ما يريدون ويخاصمون السلطة وقت ما يريدون وبالمثل لا نريد من السلطة أن تستخدمهم متى ما تريد وتتركهم متى ما تريد.
* كيف تقيم علاقتك بالإصلاح؟
- الرئيس: علاقتي بأغلب الإصلاحيين جيدة.
* تقصد علاقة شخصية؟
- الرئيس: نعم شخصية.
* وأنت توظف مثل هذه العلاقة الشخصية؟
- الرئيس: نعم وظفت في الانتخابات الرئاسية والمحلية بنسبة عالية وكانت أصوات الإصلاحيين مع الرئيس والسلطة المحلية لأن معظم الإصلاحيين تربية الرئيس وتستطيع أن تقول من أجندة الرئيس وعلاقتي بهم تمتد لثلاثين سنة ووقفنا معهم في خندق واحد ضد التخريب.. ضد الشيوعية.. ضد الإلحاد سابقا، الآن اختلف الوضع فقادتهم أصبحوا يتقربون من غرماء الأمس لأنهم أصبحوا يصلون وهي متغيرات واقعية.
* تقصد اللقاء المشترك؟
- الرئيس: أنا ساهمت في إيجاد اللقاء المشترك وكانت وجهة نظري أن تجمع الأحزاب لكي نتعامل مع كتلة واحدة لا مع أحزاب متعددة ولكن ما حدث أنهم ظلوا متناقضين بحيث تجمعهم أجندة واحدة بينما قلوبهم شتى.
* ماذا عن الحزب الاشتراكي الذي بدلا من أن تقف مع قيادته الوحدوية قمت بتخويل الآخرين لكي يقوموا بدور قيادته لإضعافها؟
- الرئيس: بالعكس أنا تبنيت الحزب الاشتراكي وكان يمكن أن يحل وهو يحتضر ولكنني أخذت بيده وقلت يجب أن يبقى الحزب الاشتراكي لإيجاد توازن سياسي في الساحة ولأن الحزب كان شريكاً معي في الوحدة وكان يضم عناصر وحدوية جيدة وأخرى انتهازية اتخذت الوحدة لفترة معينة ثم انقلبت عليها وسيظل هذا الحزب من القوى السياسية وندعم الوحدويين في الحزب الاشتراكي.
* ولكن كيف أخي الرئيس فيما كثير من قياداته التي أعدتها من الخارج لم تعد لها حقوقها وأملاكها؟
- الرئيس: بالعكس أنا أمرت بإعادة ممتلكاتهم ومنازلهم وحقوقهم وقد استلموها وهذا ليس أكثر من ضجيج إعلامي وكل واحد ساكن في بيته ولكن هناك البعض لديهم مشاكل مع القضاء فمثلا كانت هناك منازل تابعة للبريطانيين في خور مكسر وتقادم عليها الحزب الاشتراكي منذ الاستقلال.. والصراعات كانت تؤدي إلى أن المنتصر يستولي على البيت وهذه هي المشكلة.. اقتتال 13 يناير وفي حرب صيف 94م قلنا تعود المنازل بحسب العقود الشرعية، بحسب المرحلة وعادت إليهم البيوت والآخرون يعوضون دون استثناء لمن وقفوا مع الوحدة أو ضدها.
* ربما السبب في الآلية وفي من توجه إليهم الأوامر؟
- الرئيس: لقد استلموا ولم يبق سوى الضجيج الإعلامي، على الأقل 80% استلموا وكل ما يقال كذب.
* هل استلمت القيادات؟
- الرئيس: نعم كل القيادات الوسطية والعليا استلموا عدا بعض العسكريين الذين تختص مشكلتهم في الأراضي وهذه التي ضجوا منها وقد حليناها.
* ماذا عن أموال الحزب الاشتراكي المصادرة؟
- الرئيس: لا توجد .. أموال الحزب استولى عليها علي سالم البيض وصالح السيلي وهربا بها إلى الخارج بالإضافة إلى حيدر العطاس رأس الأفعى الذي سماه الشيخ عبد الله مهندس الانفصال وأنا أزكي ما قاله الشيخ عبدالله ولكن مهندس الانفصال للمال.
* يطرح أن الرئيس يجيد صناعة المتناقضات واللعب عليها سواء داخل حزب الإصلاح والقوى السياسية أو في إدارة البلد.. إلى أي مدى هذا أفاد الدولة؟
- الرئيس: أنا أعتقد أنه إذا وجدت عبقرية بهذا الشكل فهو أمر جيد إذا كان لخدمة الوطن ولكن هذا كلام مقايل أنت تتأثر بهم وتجتمع بهم وأنا أعرف العناصر التي هي مسيطرة على ثقافتك وصحيفتك.
* من هم هؤلاء سيدي كي أكون على بينة؟
- الرئيس: (ضاحكا) أنت تعرفهم.
* الآن هل نأمل من الرئيس دعوة للم الشمل؟
- الرئيس: أنا أدعو كل القوى السياسية الجلوس إلى طاولة الحوار مع المؤتمر الشعبي العام حزب الأغلبية في البرلمان وفي السلطات المحلية وسيظل كذلك حزب الأغلبية في الانتخابات البرلمانية القادمة، لأن هؤلاء ضججوا الشارع وضايقوه والشعب ثقافته عظيمة سوف يدرك أين تكمن مصلحته هل في هؤلاء المزوبعين أو في من يقدم خدمة له ويثبت أمنه واستقراره ويحافظ على ممتلكاته أم من يمشون في مواكب سيارات في الشارع يخوفون المواطنين ويرهبونهم ويقلقون أمنهم وأمن المستثمرين.. الشعب اليمني هو المرجعية.
* لماذا الدولة قوية إزاء الأحزاب.. ضعيفة أمام القبيلة؟
- الرئيس: القبيلة متعاونة مع الدولة.
* أكلمك عن مشائخ وقفوا ضدها؟
- الرئيس: هم أشخاص لا يمثلون القبيلة مواطن (متعنتر) مثل واحد حزبي (متعنتر).
* ولكن الحزبي يمكن أن يضرب بينما القبيلي لا؟
- الرئيس: لا نحن لا نضرب أحداً أبداً.. الديمقراطية هي المرجعية.
* شرعيتك سيادة الرئيس في الانتخابات الأخيرة كان طابعها مدنياً بعد أن وقفت رموز حاشد ضدك؟
- الرئيس: هذا قولك.. حاشد لم تقف ضدي.
* أنا قلت الرموز ولم أقل كل حاشد.
- الرئيس: حاشد وقفت مع الثورة والجمهورية.. وقفت ضد التخريب في المناطق الوسطى ووقفت ضد عناصر الردة والانفصال ووقفت حاشد معي ضد الحوثي.. حاشد هي جيش من جيوش الثورة.
* لماذا انقلب عليك بعض رموزها؟
- الرئيس:هم أشخاص ومن حقهم...
* أقصد أولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر؟
- الرئيس: أي شخص هذا مزاج وكيف.. فقد يكون متأطراً حزبيا أو له مصلحة.. فمن حقه وهذا لا يفسد للود قضية.
* هل تفسر هذا نوعاً من الطموح؟
- الرئيس: الطموح مشروع.
* لماذا عادة ما تثار قضية التوريث رغم أنه ما زال هناك ست سنوات على حكمك الشرعي؟
- الرئيس: أرد السؤال على السائل.. إذ ما زال لدي ست سنوات، بعد ذلك لكل حادث حديث ومع ذلك أنا لم أشرع ولم أقل ولم أخطب بأني سوف أورث أحد أبنائي بل إني عادة ما أقول وفي أكثر من مرة من أن أياً من أبنائي كمواطنين يمنيين، حقه لا يختلف عن حقوق غيره وهو مؤطر في مؤسسة عسكرية والدستور لم يقل بالتوريث لكن ابن الرئيس إذا أراد أن يرشح نفسه فمن حقه كمواطن.
* ولكن ابنك هو في إطار مؤسسة عسكرية وليس في إطار مدني.
- الرئيس: إذا قام بانقلاب فهذا غير مقبول.
* هل يمكن أن يترشح وهو داخل المؤسسة العسكرية؟
- الرئيس: غير مقبول وهناك دستور محدد وقانون للانتخابات وأنا أستغرب مثل هذه الأحاديث من القوى الحزبية التي لا تدل إلا على فراغ سياسي ولعدم وجود قضايا لديها يتم طرح مثل هذه الترهات.. نقول لهم لدينا دستور واضح ولكنهم لا يريدون أن يسمعوا.
* لقد كان هناك أيضا في سوريا دستور واضح؟
- الرئيس: لا هناك دستور حزبي ودستورنا قائم على التعددية الحزبية والانتخاب الحزبي، عندنا يمكن أن ترشح أحزاب رئيساً مستقلاً أو يرشح أي شخص نفسه.
* أحمد هل هو منتم للمؤتمر الشعبي العام؟
- الرئيس: لا هو الآن غير حزبي وطالما هو في السلك العسكري هو في حزب الوطن الكبير.
* في إحدى المقابلات حينما سئلت عن سبب تعيين أبناء أخيك في المؤسسات الأمنية قلت إنهم أكثر حماية للمال العام؟
- الرئيس: لا .. لم أقل هكذا وربما فهم قولي خطأ، هم مواطنون أولا ومختلف الناس موجودون في المؤسسة العسكرية وهم ليسوا الأساس بل كسائر المواطنين هم عسكريون بكفاءتهم وبدراستهم وبقدراتهم وأي مواطن صالح يمكن أن يحل محلهم، ليس عندنا مشكلة.
* يعني لو لم يكن عمهم رئيساً هل كان يمكن أن يكونوا في هذا الموقع؟
- الرئيس: نعم يمكن فكم عددهم أبناء أخي اثنان ثلاثة.. كم هم مقارنة بالموجودين من قيادات مختلفة داخل الجيش.. ما يثار هو من قبل أطراف سياسية ليس لديها بدائل أو حلول للمشاكل التي يشكو منها الناس، فيبدأون بالهرب إلى التوريث -أولاد الرئيس- القبيلة- العشيرة- السنحانة -الحاشدية- الشافعية - الزيدية هذا فراغ فكري وفراغ سياسي سخيف بكل ما للكلمة من معنى أريد أن أقول لهؤلاء: ما الذي لديهم من حلول للوضع الاقتصادي فليأتوا وسأكون شريكاً لهم.. ما الذي لديهم من حلول لقضايا الناس للتعليم العالي، الفني، الاستثمارات، هل لديهم حلول.. لم لا يقدمونها بدلا من الخوض في التوريث والرئيس وأولاد الرئيس.. مثل هذا الكلام أصبح ممجوجا وسئمه الناس.
* من المنتظر أن تشهد محافظة تعز اليوم -بالتزامن مع صدور العدد الأربعاء- مسيرة واعتصاماً.. تعتقد ما السبب في انتقالها إلى تعز؟
- الرئيس: هذا من إعداد أحزاب اللقاء المشترك وهم يريدون أن يجربوا أنفسهم بالمنافسة والضغط والدستور كفل لهم هذا الشيء فإذا كانوا سيظاهرون بطرق سلمية ويطلبون الترخيص ويضمنون عدم إلحاق أضرار بالممتلكات العامة والممتلكات الخاصة فيمكن لأي كان أن يعبر عن رأيه وهذا عمل ديمقراطي.
* يطرح أن محافظ تعز هدد بمنع المظاهرة؟
- الرئيس: هذا كذب فمن حقهم أن يتظاهروا بأسلوب حضاري ويلتزموا بالدستور والقانون.
* ما يخص الخارج اليمن ظلت شريكة للولايات المتحدة الأمريكية في مسألة الإرهاب وقدمت ربما ما لم تقدمه بقية الأنظمة في المنطقة إلا أن اليمن مع ذلك تحصل على مساعدات اقتصادية هي الأقل ؟
- الرئيس: محاربة الإرهاب تمليه علينا مصالحنا وضميرنا وأمننا واستقرارنا وفي هذا الإطار نحن مع الأسرة الدولية شركاء لها في مكافحة الإرهاب ولكن نحن لسنا مأجورين لأمريكا ولا للاتحاد الأوروبي.. فقط لأننا شركاء في مكافحة الإرهاب يجب أن نستلم مقابلا؟! مع أن بلدنا بحاجة إلى التنمية وإلى الدعم.. بحاجة إلى خبز. ومشاريع وشيء طيب أن تأخذ الدول الغنية بأيدي الدول الفقيرة ولكن نحن لن نقايض مواقفنا الوطنية والإنسانية بأننا نقارع الإرهاب أو أننا سنتحول إلى إرهابيين هذا ليس وارداً.
* ولكن هي علاقة مصالح في الأخير؟
- الرئيس: لا.. المسألة لها علاقة بالضمير وما يمليه علينا أمننا واستقرارنا القومي في مكافحة الإرهاب لأن الإرهاب يضر بمصالحنا قبل أن يضر بمصالح الآخرين ولأن التنمية والاستثمار والسياحة ستضرب إذا تفشى الإرهاب في اليمن.
* ولكن هل من ذلك السماح لطائرة أمريكية بضرب مواطن يمني؟
- الرئيس: نحن لم نسمح ولكن هي دخلت وضربت لأن عندهم رصد بواسطة أجهزتهم الخاصة.
* لا ندري سيادة الرئيس لماذا حرص اليمن على استخدام كل إمكانياته من أجل الدخول في مجلس التعاون الخليجي مع أن هذا المجلس نفسه لم يحقق شيئاً لدوله؟
- الرئيس: هذا بحكم الجوار والإخاء الذي يوجب أن نكون شركاء في السراء والضراء مع إخواننا في مجلس التعاون الخليجي وليس لأن دخولنا في المجلس سوف يحل المشكلة الاقتصادية ولكن بحكم تواجدنا في المنطقة فإن المصالح تتشابك ومنها فتح الأسواق للمنتجات الزراعية، هذا جزء من الشراكة وهم مستفيدون منا أكثر مما نحن مستفيدون منهم فالاسواق اليمنية مغرقة بالمنتجات السعودية والخليجية، في المقام الأول أبو ظبي والمرتبة الثانية السعودية ونحن جزء من هذا النسيج ولم يقل أحد بأن مشكلتنا ستحل.
* كيف هي العلاقة مع السعودية؟
- الرئيس: علاقة طيبة والسعودية تدعم مجالات التنمية بشكل جيد وقدمت رقما كبيرا من خلال مؤتمر الدول المانحة في لندن.
* ولكن على الواقع لا يوجد شيء؟
- الرئيس: ربما بسبب الدراسات وهذا الملف يتابعه نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي.
* ألا يعد هذا لي ذراع؟
- الرئيس: من قبل من؟
* السعودية لأنها لم تقدم المبالغ حتى اليوم؟
- الرئيس: السعودية تقدم دعماً لليمن أفضل من أي دولة أخرى في مجالات التنمية.
* وهل هذه الأفضلية تنعكس على كل السياسات؟
- الرئيس: السعودية تحتل المرتبة الأولى في دعم اليمن في مجالات التنمية.
* ودعم المشائخ أيضا؟
- الرئيس: هذا جانب شخصي .. مرتبات شخصية لا نتدخل فيه.
* إذا لماذا تتحسس اليمن إذا ما صرفت مبالغ من دول أخرى مثل ليبيا ولا يقابله نفس التحسس من المملكة؟
- الرئيس: السعودية تقدم مثل هذه المبالغ والمرتبات من أول قيام الثورة والناس قد ألفوا عليها، ثم إنها لا تمثل مشكلة لنا بينما ليبيا لها غرض سياسي هو تصفية حسابات وخلافات مع السعودية وليس لله .. ونحن لا نريد أحداً أن يصرف في بلادنا من أجل أن يصفي حساباته مع الطرف الآخر وعلى كل حال كل من يستلم من دولة أخرى يندرج في إطار الحرام والانتقاص من الولاء الوطني.
* اليمن عادة ما تقدم مبادرات دون أن تملك قوة إسناد لحمايتها أو إمكانية رعايتها؟
- الرئيس: نحن نطرح مبادرات بحسب ما يمليه علينا ضميرنا ولم نعمل أجندة شرطة في الجامعة العربية أو في أي مكان من أجل أن نحمي هذه المبادرة ونحن نتصرف بحسب ما يمليه علينا الواجب، ليس كسلطة ولكن كشعب وأمة.. فمثلا نحن نقف إلى جانب القضية الفلسطينية ونعمل على رأب الصدع بين الأشقاء وقدمنا مبادرة .. إن قبلوا أهلا وسهلا فنحن مستعدون أن نساعدهم وإن لم يقبلوا هم أحرار ونحن لن نتحول إلى شرطي بحيث نحاسب من لم يقبل بها باعتبار أن ذلك واجب قومي وإنساني.
* وهل ستستمر مثل هذه المبادرات؟
- الرئيس: طبعا ومع السلامة.
* فخامة الرئيس.. كيف تنظر إلى ما جرى مؤخرا في المحافظات الجنوبية؟
- الرئيس: ما حدث في الضالع والحبيلين وعدن هي من صنع عناصر فاتها القطار وتحاول أن تذكر بنفسها بعد مرور 17 سنة على قيام الوحدة المباركة، فعندما غابت هذه العناصر من أذهان الناس أرادت أن تذكرهم بنفسها وتم استغلال قضية المتقاعدين والمنقطعين منذ حرب 94 استغلالا سيئا في هذا الظرف بعد أن فشلوا فشلا ذريعا في الانتخابات الرئاسية في ال20 من سبتمبر العام الماضي وفي الانتخابات المحلية فكل القوى المهزومة سواء في الداخل أو الخارج تريد أن تذكر بنفسها وبالذات أولئك الذين رحلوا إلى الخارج وغابوا عن الأنظار وكما قيل "من غاب عن الناظر غاب عن الخاطر".
لقد تم استغلال هذه استغلالا غير منطقي ومع ذلك الدولة تبنت معالجتها في إطار القانون والدستور وقد حدث تقاعد غير قانوني لحالات نادرة تم استغلالها وأما أولئك الذين بالغوا بالإثارة في بعض المحافظات الجنوبية فهم أشخاص لا يمثلون غير أنفسهم ولا يمثلون هذه المحافظات.
* واضح أنكم تفرقون بين مطالب المتقاعدين وبين استغلال ما حدث في المحافظات؟
- الرئيس: طبعا لأن الأحزاب السياسية استغلت مطالب المتقاعدين التي بعضها منطقي والبعض الآخر غير منطقي والدولة قد عالجت مثل هذا الأمر.
* في لقائك مع ممثلين عن المتقاعدين وشخصيات من المحافظات الجنوبية اعترفت بوجود خلل وإشكالية في هذه المسألة؟
- الرئيس: أنا قلت أن هناك بعض الجوانب السلبية وقد عملنا على معالجتها.
* إذا كيف تفسرون فخامة الرئيس استمرار مطالبة هؤلاء حتى اليوم بحقوقهم؟
- الرئيس: كل يوم سوف يخلقون بلبلة، أحيانا قضية المتقاعدين وأحيانا أخرى قضية الأراضي.
* وماذا عن هذه القضية؟
- الرئيس: لقد تم توزيع أراضٍ بعد إعلان الوحدة لبعض العسكريين والمدنيين في الحزب وحينما جاءت حرب صيف 94م كثير من هؤلاء فروا وجاءت قوى من نفس المحافظات أخذت هذه الأراضي التي تم توزيعها وقد وجهنا أن يتم تمليك من وقفوا في صف الوحدة وتعويض الإخوان الذين غرر بهم وكانوا مع الانفصال وفي الحقيقة هم ضحية من العسكريين الشجعان الأبرياء الطيبين.. وقعوا في أيادي عناصر قبضت الثمن وهي الآن تستثمر في لندن والشارقة ودبي وهذه هي عناصر سياسية باعت نفسها للشيطان.
* يطرح بأنكم تلجأون لصنع علاقات مع رموز في المحافظات الجنوبية بينما هي ليست مقبولة شعبيا بحيث تتجاوز المواطنين والناس الذين هم الأصل؟
- الرئيس: نحن نتعامل مع مؤسسات.. البلد بلد مؤسسي فهذه المحافظات تمثل بمجالس محلية وأعضاء مجالس نواب وشورى وكذلك منظمات المجتمع المدني وكلها تم انتخابها من الناس ونحن نتعامل مع هذه الرموز باعتبارها تمثل مؤسسات وليست عملا وجاهيا.. مسألة الوجاهات قد عفا عليها الزمن ومثلها ادعاء البعض للسلطوية على القبائل هذه أيضا انتهت.
* ولكن هناك شكاوى كثيرة من مواطنين ضد المسئولين إلا أنه لا يتم البت فيها من قبل السلطة؟
- الرئيس: صحيح أن هذه الشكاوى كانت من الأول ونحن أصدرنا توجيهات إلى اللجان المشكلة والجهات المعنية فحصل بطء منها مما دعا القوى السياسية لاستغلالها استغلالا سيئا وقد تجاوزنا هذا بتشكيل لجان فاعلة وأشركنا فيها عناصر من المتظلمين وحددنا لها سقفا زمنيا لا يزيد عن شهر لإغلاق مثل هذا الملف تماما.
* وماذا عن بقية القطاعات الشعبية التي تشكو من المرتبات أو غيرها؟
- الرئيس: لا لا توجد أي مشكلة في المرتبات.. المنقطعون وجهنا بعودتهم لمن هو صالح للخدمة ومن كان غير ذلك فمن الطبيعي أن يتقاعد.
* كنت سابقا في طرح مسألة انتخابات المحافظين ووقف ضدها بعض الأحزاب.. إلى أين وصل هذا الأمر؟
- الرئيس: أحزاب المعارضة كانت حتى ضد المجالس المحلية للأسف مع أنها من 93، 94 كانت تطالب بالسلطة المحلية والحكم المحلي ولكن حين جاء الجد تراجعت عن قيام المجالس المحلية وأصرينا على قيامها وأصبحت واقعا والآن صار لها أكثر من ست سنوات وحققت نتائج جيدة جدا ونحن الآن ندعو إلى انتخاب المحافظين انتخابا مباشرا وكذلك انتخاب مدراء المديريات.
المعارضة في حقيقة الأمر محرجة من هذا الطرح لانها لا تريده بسبب نشأتها وتربيتها الشمولية غير الديمقراطية وأنت تلاحظ أن وجوه قيادات هذه الأحزاب هي نفس الوجوه التي تعودنا عليها، لأن انتخاباتها مبنية على نظام القائمة التي تنزل إلى القاعة فيتم انتخابها ونحن دعونا الأحزاب السياسية -باعتبارهم زملاءنا وإخواننا والوجه الآخر للسلطة- إلى تأسيس ديمقراطية داخل أحزابهم واعتبروا فقط أن الديمقراطية هي تشكيل تكتلات لمعارضة السلطة وهذا للأسف هو فهم المعارضة عندنا.. فأسألهم لماذا لا يؤسسون ديمقراطية داخل أنظمتهم السياسية؟
طيب هؤلاء يريدون أن يكتبوا عن السلطة وعن الحكومة ويتناولونها بكل ما لديهم من حق وباطل ولكن هم يغضبون بمجرد أن تقوم السلطة بالرد عليهم وفي صحفها الرسمية أو الحزبية فيقيمون الدنيا ولا يقعدونها، وهذه مشكلة في فهم الديمقراطية.. فهم يريدون أن يقولوا كل شيء بينما لا يسمحون أن نتناول سلبياتهم هذه هي الثقافة الحزبية الشمولية الأنانية القديمة.. المفروض أن يكونوا ديمقراطيين مثلما السلطة يتسع صدرها للنقد وللرأي والرأي الآخر ومن حقها أن تسمع وترد.
* ماذا بالنسبة لك فخامة الرئيس هل تغضب حين يتم تناولك شخصيا في الكتابة؟
- الرئيس: أنا لا أغضب "قد انا والف" لكن كل ما أريد هو أن تتناولني في إطار الأخلاق وثقافة الكلمة الملتزمة وليس للجرح وللأذى وبالكلام غير السوي أما غير ذلك فليس عندي مشكلة من النقد باعتباره رأيا آخر.
* ولكن كيف يمكن أن نفهم ما قلت في ظل ما يجري ضد الصحف والصحفيين؟
- الرئيس: هذا أسلوب ديمقراطي، فما أجمل أن يلجأ الرئيس الذي تم تناوله في أكثر من مكان إلى القضاء، هذه قمة الديمقراطية أن نلجأ إلى القضاء وليس إلى السجن او التصفية.
* ولكن في الأخير فخامة الرئيس هذا القضاء هو في جانب رئيس الدولة على حساب الصحفي؟
- الرئيس: لا.. هناك دستور وقانون فهل الأفضل أن يسجن الصحفي أم يذهب إلى القضاء فماذا نصنع معكم؟! هل نأتي لكم بقضاة من الأمم المتحدة حتى تثقون به كصحفيين.
* فيما يخص علاقتكم بالأحزاب السياسية فقد تم إجراء أكثر من حوار إلا أنه فشل وأخيرا دعوت شخصيا لحوار إلا أنه ما زال يراوح مكانه؟
- الرئيس: علاقتي بالأحزاب جيدة ودائما اعتبرها الوجه الآخر للنظام والحكم وما أتمناه هو أن تمتلك ثقافة لكيفية المعارضة وليس معارضة لمجرد المعارضة فقط فادعاء المعرفة في كل شيء مصيبة كبيرة وثقافة قديمة، فهم يدعون المعرفة بالسياسة، بالاقتصاد وكله كلام مطاطي، فهم يتحدثون عن مشكلة المياه في تعز ويقولون سنعمل اعتصاما وتظاهرات وحين نسألهم لماذا؟ يردون: نريد من الدولة أن تعطينا مياه. الماء من عند أرحم الراحمين وليس من عند الرئيس أو رئيس الوزراء، الحفارات تحفر في المناطق وعندما تحصل على مياه سيتم إعطاؤهم.
أيضا الغاز تأخر لمسألة فنية نتيجة إصلاحات في محطة الغاز في مارب فقامت الدنيا مع أن انقطاعه لم يتجاوز الأسبوع وكان هناك تمويل من الاحتياطي ومع ذلك يستخدمون مثل هذه القضايا استخداما غير بريء .. فعلاقتي بالأحزاب علاقة جيدة والتواصل موجود ودعم الأحزاب -على فكرة كلها وبالذات هذه التي تظاهر- هي من الخزينة العامة.
* هذا بحسب القانون سيادة الرئيس؟
- الرئيس: بحسب القانون وفوق القانون قليلاً.
* كيف توفق بين ما قلت عن علاقتك الطيبة بالأحزاب وبين اتهامك لها بأنها تؤجج الفتن؟
- الرئيس: لا أنا لا أتهمها لأنه شيء واقع.. فهي تتضامن مع المتقاعدين ومع أن بعض المندسين رفعوا شعارات شطرية انفصالية لا تمثل بالتأكيد المحافظات الجنوبية فهي لا تقلقنا وكان لا بد من أن يتخذوا موقفا ضد الشعارات الانفصالية والمسيئة وفي الجانب الآخر أن يعلنوا موقفا مساندا لمطالبهم القانونية إلا أنه مع ذلك لم يصدر حتى بيان يدين مثل هذه الممارسات.. لقد تضامنوا مع الحوثي مع أنه متمرد وأصدروا بياناً أنهم متضامنون مع أصحاب مارب الذين قتلوا السياح.
* أعتقد هذا لم يحدث؟
- الرئيس: لا .. حدث.
* لقد كانت هناك إدانة حزبية وشعبية واسعة ضد ما حدث في مارب؟
- الرئيس: لا.. لا في تضامن وسوف ترى في البيان الذي سيصدر يوم الاعتصام في تعز باسم "التعزيون" إنهم يتضامنون مع صعدة ومع من قتلوا السياح الأسبان ونحن نتحداهم أن ينشروا أسماءهم.. هذه لعبة بائسة لأنها عبارة عن فعل ورد فعل.
* سيادة الرئيس وكأن البيان الذي سيصدر الأربعاء تمت صياغته في دار الرئاسة؟
- الرئيس: اكتفى بالضحك ثم أردف: لقد تم توزيعه.
* كيف تقيم المعارضة.. إلى أي مدى تخدم في معارضتها البلد؟
- الرئيس: والله لو راجعت أداءها ونقدت نفسها وتجاوزت الضجيج غير المسئول فإنها مقبولة وطبيعية في بلد تعددي ديمقراطي يشكل رقماً في العالم العربي ولكن إذا استمروا بالتمادي وإشعال الحرائق وإثارة الضجيج الذي لا يحل قضية فإن ذلك من شأنه أن يؤثر على عملية التنمية والاستثمار مما يجعل ما تعمله عملاً تخريبياً لا ديمقراطياً وبالذات في ظل إمكانية أن يقول أي كان رأيه في صحيفة أو ندة ولكن لا تصبوا الزيت على النار لا تثيروا الطائفية أو العنصرية أو المناطقية أو القبلية.. لا تمسوا النظام الجمهوري والوحدة الوطنية أو الحريات.
* هل التقى بكم المشترك وطرح قضايا الناس المعيشية بغية حلها؟
- الرئيس: لو سمعت كلمتي مع الاتحاد التعاوني الزراعي فقد قلت لهم: بدلاً من زيادة الاحتقانات والضجيج في سبيل كسب الشارع فأنا أقول لهم لا لأن السحر ينقلب على الساحر.. قادة المشترك يريدون أن يبرروا فشلهم في الانتخابات الرئاسية والمحلية ولذا فهم يحاولون تقمص دور المتكلم باسم الشارع في مسألة ارتفاع المواد الغذائية مع أن هذه أسعار دولية وليست أسعار علي مجور وقد قلنا للحكومة خاطبي الشارع والمواطنين وسوف يندم الذين يضججون في الشارع أما ارتفاع الأسعار فحقيقة دولية.
* ولكن الحكومة مقصرة؟
- الرئيس:كيف مقصرة؟
* على الأقل في إظهار الحقائق كما هي.
- الرئيس:لقد عاتبنا الحكومة وقلنا لهم أن يظهروا الحقائق وربما تتضح هذه الحقيقة.
* ننتقل قليلا من المربع المدني إلى مربع آخر بدأ يتشكل من خلال كيانات قبلية تدعي أنها ستقف ضد الفساد.. إلى أي مدى مثل هذه الكيانات تتفق أو تتقاطع مع دولة الأصل أنها مدنية؟
- الرئيس: هذه الكيانات غير الحضارية وغير المدنية تولد ميتة وهي مدفوع لها من الخارج وكل المواطنين صار لهم إطارات حزبية ومنظمات مجتمع مدني تأطروا من خلالها وحتى القبائل تأطرت في إطار حزبي سياسي ثقافي أما الكيانات هذه فهي تشكيلات قديمة غير مقبولة.
* ولكن الكيان الأخير تم تطعيمه بوجوه مدنية؟
- الرئيس: الوجوه المدنية إن وجدت فهي لغرض الكسب وإذا كان هناك مال فالناس سيدخلون جميعا ولكن السؤال إلى متى سيبقون فيها.
* هل تعتقد أن مثل هذا الكيان سينجح في ظل هذه الظروف؟
- الرئيس: من سينجح هي التعددية السياسية الحزبية الديمقراطية التي أطر الشعب فيها نفسه بدلا من المجتمعات القبلية التي يمثلها النكف، وما النكف الذي تريد إحياؤه مثل هذه التجمعات فالأطر الحزبية هي الأساليب الحضارية.
* هل تعتقد أن إحياء مثل هذه الكيانات هي محاولة لإعادة دور القبيلة في صنع الرؤساء؟ فقد كان لها علاقة من قبل في من يكون رئيساً لليمن؟
- أولا ليس هناك قبيلة صنعت رئيساً.
* ولكن تاريخيا القبيلة...
-الرئيس: (مقاطعا) أيام الإمامة هذا صحيح ولكن في النظام الجمهوري ترأس المشير السلال قيادة الثورة وجاءت حركة نوفمبر بالقاضي الإرياني الذي جاء من الشعب ولم يأت من القبيلة، وجاء إبراهيم الحمدي من الجيش بحركة 13 يونيو، أنا جئت إلى السلطة من مجلس الشعب التأسيسي ولم تصنعني القبيلة.
* ربما أنت مغاير في الوصول إلى الحكم؟
- الرئيس: لقد كانت القبائل واقفة ضد انتخابي ولكن مجلس الشعب التأسيسي هو الذي انتخبني وحتى الجيش لم يأت بي إلى السلطة.
* في مسألة القبيلة يطرح فخامة الرئيس أن لكم دورا في مسألة تخلفها بمعنى أن....
- الرئيس: (مقاطعا) أنا أولا أعمل على إزالة التخلف في القبيلة وغيري من يريد أن تبقى القبيلة متخلفة لكي يجعلها جاهزة للاستخدام في أي وقت .. أنا أوجدت الطريق والكهرباء والمدرسة والجامعة والمعهد الفني والمنح وهذه تبنيتها لإزالة التخلف والأمية داخل القبيلة، لأنه بإيجاد التربية والتعليم والصحة والجامعة سيتم إزالة التكتل القبلي.
* ولكن كيف سيتم تمدين القبيلة؟
- الرئيس: التعليم هو الأساس وبعده الخدمات ثم تأتي شراكة أبناء اليمن مع بعضهم البعض من خلال التوظيف وتشابك المصالح وأدوات الثقافة مثل الندوات والمؤتمرات وحتى الأحزاب ومنظمات المجتمع.. الانخراط في هذه كلها تزيل رواسب القبيلة.
* المشكلة أنه حينما يدخل قبيلي في حزب فإنه يقبيل الحزب بدلا من تمدين القبيلي؟
- الرئيس: (يضحك) دون تعليق.
* ولكن كيف تفسر عودة القبيلة والثارات إلى المحافظات الجنوبية بعد الوحدة؟
- الرئيس: عادت كردة فعل على النظام الشمولي الحزبي القسري الذي كان في المحافظات الجنوبية.. فكان رد الفعل القبلي ولكن الآن باختلاط الناس وتشابك مصالحهم تذوب القبلية شيئا فشيئا.
* بأمانة سيادة الرئيس هل تشعرون بخوف من احتقانات المحافظات الجنوبية؟
- الرئيس: ليس هناك قلق يراودنا لأن الوحدة راسخة ولأن من يثيرون المناطقية والانفصالية هم عناصر معدودة ومعروفون ولو كنا خائفين أو قلقين منهم لسجناهم ولطلبنا الذين في الخارج عبر الإنتربول فليس عندنا قلق.
* فيما يخص القيادات التي في الخارج كنتم أظهرتم تسامحا إزاءهم في السابق، إلا أن اللهجة الآن خلت من هذا التسامح هل هو تعبير عن عتب أو غضب؟
- الرئيس: الصفح موجود والعفو العام تم ولكن إذا استمروا في تجاوز الخطوط الحمراء وظلوا يلعبون بأذيالهم ضد الوحدة واختلاق مشاكل للبلد فإننا سنعرف كيف نتصرف معهم سواء في الداخل أو في الخارج.
* هل هناك معلومات وصلتكم عن قيام من هم في الخارج بأدوار ضد الوحدة؟
- الرئيس: نعم عندنا معلومات أنهم تجمعوا في أبو ظبي وفي دبي وأجروا اتصالات بما يسمى بالمتقاعدين ويرفعون صوت الجنوبية مع أنهم أصبحوا خارج الجاهزية.
* سيدي .. الفساد أنت تتحدث عنه وكذلك الحكومة ومجلس النواب وغيرها من الجهات ومع ذلك لم نسمع عن أي من الفاسدين الكبار تم تقديمه إلى المحاكمة؟
- الرئيس: نحن أنشأنا هيئة لمكافحة الفساد ومحاربته وأنجزنا قانونا رائعا وقد التقيت الهيئة وتحدثت مع أعضائها بأن يجروا تحريا حول قضايا الفساد وأن لا يرحموا أي فاسد سواء كان في قمة الهرم السلطوي أو تحته وقلت لهم: لا تبحثوا عن الصغار ابحثوا عمن يلعب وفي حقيقة الأمر ومن دراستي ومعرفتي أن الكثير من المفسدين ومن يتلاعبون بالمال ليس من هم في الهرم القيادي وإنما الأخطبوط تحت وعلى كل حال نحن لا نتمنى أن نرى أي أحد يحاكم أو يطرد، نريد الناس أن يكونوا صالحين وأن لا يلعبوا بالمال العام أو يفسدوا في الأرض ونحن لا نريد أن نشهر بالناس ولكن إذا لم يحترموا أنفسهم ويحترموا المال العام وإرادة الشعب فإن الهيئة العليا لمكافحة الفساد هي المسئولة الأولى عن وضع حد لمثل هذه العناصر بالإضافة إلى مجلس النواب.
* أخي الرئيس دعني استغل مساحة الحرية عندك لأقول لك إنك تعظ الفاسدين.. بينما المنتظر منك هو عقابهم لأن هذا ما يجعلهم يتمادون والسؤال ألا تكفي القصور الفارهة والشركات والأموال التي رحلت إلى الخارج لبعض من استوزروا وتولوا المسئولية كدليل.
- الرئيس: أولا أعطوني دليلا على وزير أو مسئول اشترى قصرا في لندن أو في باريس وأنا مستعد أن أحاسبه ولكن إذا كان من القطاع الخاص فهذا شيء يخصه لكن اعطني عنوانا لقصر في الخارج لرئيس الوزراء أو للرئيس أو ابن الرئيس أو ابن نائب الرئيس أو لوزير الدفاع أو لوزير الداخلية أو كان لهؤلاء شركات أعطني وسوف أحاسبه والناس يقولون حاكموا الكبار رئيس الدولة هو الكبير وأنا رئيس الدولة أقول يجب أن يحاكم ويحاصر الفساد.
* ألا تكفي قصور الداخل لنحكم؟
- الرئيس: هي بلبلة.. الجميع يقول الفساد ولكن اعطني فاسدا أفسد في قضية معينة والدولة لم تحاسبه وأعطيك مثالا برنامج الرئيس الانتخابي حدد اتجاهات معينة أنجز منها محطات رئيسية وهي من أهم المحطات، الهيئة العامة العليا لمكافحة الفساد -الهيئة العامة للمزايدات والمناقصات - استقلال القضاء هذه أهم تحولات استراتيجية وليس الكهرباء والجامعات والمدارس. وأهم لجنة في برنامج الرئيس هي اللجنة العليا للمزايدات والمناقصات لأن الجميع يحكي أن الفساد يكمن في المناقصات.. في الكهرباء.. في الطرقات والجسور.. في مباني الجامعات.. في الاتصالات في المنشآت الكبيرة هذه يحكي الناس حولها فإذا فعلت الثلاث المؤسسات لجنة المناقصات وهيئة مكافحة الفساد واستقلال مجلس القضاء في أن يمارس صلاحياته كاملة دون الخضوع لأحد.
* ولكن هل يسقط الفساد بالتقادم بمعنى أن نظل دائما نبدأ من جديد؟
- الرئيس: يجب أن يقارع الفساد ويحارب المفسدون حتى ولو مضى عليه ثلاثون سنة.
* ولكن ماذا عن تقارير جهاز الرقابة والمحاسبة؟
الرئيس: جهاز الرقابة والمحاسبة أخضعناه للهيئة وأصبح أحد أدواتها.
* في مسألة الإرهاب عادة ما يطرح عن علاقة للسلطة بالجهاديين وأنها طوعتهم ولكن أثبتت الأيام أن هؤلاء يصعب تطويعهم بدلالة الأحداث الأخيرة كيف تقيم هذه العلاقة؟
- الرئيس: نحن استطعنا أن نستقطب عددا من تنظيم القاعدة والجهاد وعملنا على إصلاحهم وتهدئتهم وتوعيتهم وإعادتهم إلى جادة الصواب وعقل الكثير منهم -أكثر من 280 عضواً- وخرج من بين هؤلاء أشخاص يصل عددهم من عشرة إلى خمسة عشر عادوا إلى العنف والدولة تطاردهم وتحاصرهم وتستمر في معاقبتهم فأيهما الأفضل أن يبقى 280 عنصراً يقلقون البلد أم إصلاح 95% منهم بحيث لا يبقى سوى العدد القليل منهم.
* هل تعتقد أن نشاط الجماعات القاعدية والجهادية الآن تحت السيطرة؟
- الرئيس:الإرهاب لا أب ولا أم له ولا يمكن لأي كان أن يدعي أنه سيطر عليه ولكن نحن في حالة استعداد ومتابعة، لأن هذه خلايا تنام أحيانا ثم تصحو ولكننا وجهنا أجهزتنا الأمنية أن تكون يقظة وأن لا تسترخي.
* أنت ترتبط بعلاقة جيدة مع الجماعات الإسلامية السلفية.. إلى أي مدى أنت قادر على ربطها بالدستور والقانون طالما وهي لا تؤمن بالحزبية والتعددية السياسية؟
- الرئيس: لنا علاقات جيدة بكل الجماعات الإسلامية وهذه العلاقة ليست لخدمة السلطة أو الرئيس ولكن لخدمة أمن واستقرار البلد وكلما كانت علاقتنا مع أي تنظيم أو تجمع سياسي جيدة كانت خدمة للوطن الذي لم يعد بحاجة إلى مزيد من المعاناة مثل غلاء المعيشة، شحة المياه، ارتفاع الأسعار، الانفجار السكاني الكبير الذي يلتهم أغلب الموارد والبلد ليس بحاجة إلى معاناة أخرى ونريد أن تكون هناك علاقة جيدة أيضاً مع كل التنظيمات السياسية لمصلحة البلد.
* كان الحديث عن الجماعات الإسلامية السلفية؟
- الرئيس: عن السلفية، عن الإخوان المسلمين، عن القوميين نسعى لأن تكون لهم علاقة جيدة بالنظام لأنهم الوجه الآخر له وفي هذا خدمة لليمن.
* ماذا عن المذهبية مثل الزيدية؟
- الرئيس: نحن ليس عندنا مذهبية، الشعب اليمني أعلن موقفه وأنهاها يوم 26 سبتمبر حينما أزال الحكم الإمامي الكهنوتي.
* ولكن ماذا عن ما حدث في صعدة؟
- الرئيس: هذه حركة رجعية للعودة إلى الإمامية وليس لها أي علاقة بالمذهبية والقول إنها مذهبية غير صحيح.
* إذا هل هي حركة فكرية؟
- الرئيس: وليست حركة فكرية هي قضية سياسية إمامية وأنت ارجع إلى صحيفتك وأعد نشر مقابلة بدر الدين الحوثي فستجد فيها الجواب الشافي والرد الواضح.
* أليس ما حدث في صعدة ضمن أجندة خارجية لها علاقة بما يجري في المنطقة؟
- الرئيس:هي كرغبة موجودة ولكنها وجدت من يدعمها.
* يعني أنت تعتقد بوجود أياد خارجية؟
- الرئيس: أكيد لأن بدر الدين الحوثي أفصح عن ذلك بما نشرته أنت في صحيفة الوسط.
* ولكن الآن الأمور تسير نحو التهدئة إلى أي مدى تجاوب الحوثيون؟
- الرئيس: هناك مماطلة.. رغم أننا شكلنا لجنة رئاسية من كل القوى السياسية بغرض حقن الدم اليمني وعدم إهدار الطاقات وإيقاف التنمية في المنطقة وألزمنا السلطة المحلية والسلطة العسكرية بالخضوع للجنة الرئاسية وتم فعلا ومع ذلك لم يجدوا أي تجاوب من الحوثي وجماعته بالالتزام بقرارات اللجنة لتسليم الجبال والمواقع لسلطة الدولة وإنهاء حالة التمرد والتمترس.
* أعتقد أن هناك تغايراً بين برنامجي اللجنة والحوثي؟
- الرئيس: ما قدمه الحوثي ليس أكثر من برنامج للتتويه والتسويف.
* طيب إلى أين يمكن أن تصل الأمور؟
- الرئيس: في نهاية المطاف إن احترم نفسه والتزم بقرارات اللجنة وإلا فإنه لن يكون سوى الحسم العسكري النهائي والفاصل.
* مر على الانتخابات ما يقارب العام ما الذي حققته من ضمن ما جاء في برنامجك الانتخابي؟
- الرئيس: قلت لك إن هناك أشياء تحققت أبرزها إخراج المؤسسات التي ذكرتها إلى النور.
* المؤسسات غائبة في اليمن بسبب ارتباط كل القضايا بشخص الرئيس علي عبد الله صالح، ما سبب غياب المؤسسات من وجهة نظرك وسبب إرجاع كل الأمور إليك وتصور حتى الشكاوى التي تصل إلى الصحيفة يصر أصحابها على رفعها إليك؟
- الرئيس: تحدث تجاوزات في صحيفة الوسط باسم الديمقراطية وهي زور وباطل ومع ذلك لجأت إلى القضاء أيضا لو واحد حصلت له قضية يصمم يحكي مع الرئيس وكل يرمي بصغار المشاكل وكبارها على الرئيس وهذا هو من صنع القوى السياسية لاستهداف شخص الرئيس وقد حدث من قبل في 92، 93، حين حدوث الأزمة، فكان الاستهداف موجهاً لشخص الرئيس وفيما هم أرادوا الانتقاص من شخصية الرئيس حصل العكس حيث تقوت شخصية الرئيس وهذه سياسة بليدة وللأسف أنهم لم يتعلموا السياسة، لأنه لا ترمى إلا الشجرة المثمرة.
* ولكن ربما للموروث علاقة في مسألة....
- الرئيس: (مقاطعا) لا .. لا... لأن مثل هذه المسألة لم تحدث إلا عندما تأزمت القوى السياسية وهذه الأزمة هي بسبب انعدام البرامج لدى هذه القوى وحين اختارت هذه القوى النظام التعددي وارتضت الاحتكام للأغلبية لاعتقادها أنها ستحصل عليها ولو علموا أننا سنحصل على الأغلبية أكثر من مرة لكانوا بقوا معنا مؤتلفين وشاركوا في الحكومة وما كنت لتسمع مثل هذه المشاكل ولكنهم الآن ليس لديهم عمل إلا الغلاء "الطماطم- البر- القمح- الكهرباء- درجة الحرارة".
* ولكن هذه قضايا معيشية؟
- الرئيس: نعم قضايا معيشية ولكنها تهم الشعب كله وليست هما للقوى السياسية.
* هم يتكلمون باسم الشعب؟
- الرئيس: إذا لماذا الشعب لم يمنحهم الثقة ولو كانوا محل ثقة لصوت الشعب لهم ولكنه يعرفهم.
* ماذا عن برنامج الإصلاح السياسي الذي تقدموا به.. لماذا رفضته رفضا باتا؟
- الرئيس: لا لم يرفض رفضا باتا ولكن هناك أجندة تنسجم مع أجندتنا وأخرى شطحت.
* سيادة الرئيس في إحدى مقابلاتكم التلفزيونية قلتم إن الإخوان كانوا مجرد ورقة استخدمت لمرحلة معينة.. ما الذي تغير؟
- الرئيس: لا .. لا ..
* قلت ذلك في مقابلة مع الجزيرة؟
- الرئيس: كانت مجرد مزحة سياسية ، فأنا لم استخدمهم ولم يكن كل يضحك على الآخر فلا نحن نضحك عليهم ولا هم يضحكون علينا، بمعنى أنهم لن يضحكوا علينا بحيث يقتربون من السلطة وقت ما يريدون ويخاصمون السلطة وقت ما يريدون وبالمثل لا نريد من السلطة أن تستخدمهم متى ما تريد وتتركهم متى ما تريد.
* كيف تقيم علاقتك بالإصلاح؟
- الرئيس: علاقتي بأغلب الإصلاحيين جيدة.
* تقصد علاقة شخصية؟
- الرئيس: نعم شخصية.
* وأنت توظف مثل هذه العلاقة الشخصية؟
- الرئيس: نعم وظفت في الانتخابات الرئاسية والمحلية بنسبة عالية وكانت أصوات الإصلاحيين مع الرئيس والسلطة المحلية لأن معظم الإصلاحيين تربية الرئيس وتستطيع أن تقول من أجندة الرئيس وعلاقتي بهم تمتد لثلاثين سنة ووقفنا معهم في خندق واحد ضد التخريب.. ضد الشيوعية.. ضد الإلحاد سابقا، الآن اختلف الوضع فقادتهم أصبحوا يتقربون من غرماء الأمس لأنهم أصبحوا يصلون وهي متغيرات واقعية.
* تقصد اللقاء المشترك؟
- الرئيس: أنا ساهمت في إيجاد اللقاء المشترك وكانت وجهة نظري أن تجمع الأحزاب لكي نتعامل مع كتلة واحدة لا مع أحزاب متعددة ولكن ما حدث أنهم ظلوا متناقضين بحيث تجمعهم أجندة واحدة بينما قلوبهم شتى.
* ماذا عن الحزب الاشتراكي الذي بدلا من أن تقف مع قيادته الوحدوية قمت بتخويل الآخرين لكي يقوموا بدور قيادته لإضعافها؟
- الرئيس: بالعكس أنا تبنيت الحزب الاشتراكي وكان يمكن أن يحل وهو يحتضر ولكنني أخذت بيده وقلت يجب أن يبقى الحزب الاشتراكي لإيجاد توازن سياسي في الساحة ولأن الحزب كان شريكاً معي في الوحدة وكان يضم عناصر وحدوية جيدة وأخرى انتهازية اتخذت الوحدة لفترة معينة ثم انقلبت عليها وسيظل هذا الحزب من القوى السياسية وندعم الوحدويين في الحزب الاشتراكي.
* ولكن كيف أخي الرئيس فيما كثير من قياداته التي أعدتها من الخارج لم تعد لها حقوقها وأملاكها؟
- الرئيس: بالعكس أنا أمرت بإعادة ممتلكاتهم ومنازلهم وحقوقهم وقد استلموها وهذا ليس أكثر من ضجيج إعلامي وكل واحد ساكن في بيته ولكن هناك البعض لديهم مشاكل مع القضاء فمثلا كانت هناك منازل تابعة للبريطانيين في خور مكسر وتقادم عليها الحزب الاشتراكي منذ الاستقلال.. والصراعات كانت تؤدي إلى أن المنتصر يستولي على البيت وهذه هي المشكلة.. اقتتال 13 يناير وفي حرب صيف 94م قلنا تعود المنازل بحسب العقود الشرعية، بحسب المرحلة وعادت إليهم البيوت والآخرون يعوضون دون استثناء لمن وقفوا مع الوحدة أو ضدها.
* ربما السبب في الآلية وفي من توجه إليهم الأوامر؟
- لقد استلموا ولم يبق سوى الضجيج الإعلامي، على الأقل 80% استلموا وكل ما يقال كذب.
* هل استلمت القيادات؟
- الرئيس: نعم كل القيادات الوسطية والعليا استلموا عدا بعض العسكريين الذين تختص مشكلتهم في الأراضي وهذه التي ضجوا منها وقد حليناها.
* ماذا عن أموال الحزب الاشتراكي المصادرة؟
- الرئيس: لا توجد .. أموال الحزب استولى عليها علي سالم البيض وصالح السيلي وهربا بها إلى الخارج بالإضافة إلى حيدر العطاس رأس الأفعى الذي سماه الشيخ عبد الله مهندس الانفصال وأنا أزكي ما قاله الشيخ عبد الله ولكن مهندس الانفصال للمال.
* يطرح أن الرئيس يجيد صناعة المتناقضات واللعب عليها سواء داخل حزب الإصلاح والقوى السياسية أو في إدارة البلد.. إلى أي مدى هذا أفاد الدولة؟
- الرئيس: أنا أعتقد أنه إذا وجدت عبقرية بهذا الشكل فهو أمر جيد إذا كان لخدمة الوطن ولكن هذا كلام مقايل أنت تتأثر بهم وتجتمع بهم وأنا أعرف العناصر التي هي مسيطرة على ثقافتك وصحيفتك.
* من هم هؤلاء سيدي كي أكون على بينة؟
- الرئيس: (ضاحكا) أنت تعرفهم.
* الآن هل نأمل من الرئيس دعوة للم الشمل؟
- الرئيس: أنا أدعو كل القوى السياسية الجلوس إلى طاولة الحوار مع المؤتمر الشعبي العام حزب الأغلبية في البرلمان وفي السلطات المحلية وسيظل كذلك حزب الأغلبية في الانتخابات البرلمانية القادمة، لأن هؤلاء ضججوا الشارع وضايقوه والشعب ثقافته عظيمة سوف يدرك أين تكمن مصلحته هل في هؤلاء المزوبعين أو في من يقدم خدمة له ويثبت أمنه واستقراره ويحافظ على ممتلكاته أم من يمشون في مواكب سيارات في الشارع يخوفون المواطنين ويرهبونهم ويقلقون أمنهم وأمن المستثمرين.. الشعب اليمني هو المرجعية.
* لماذا الدولة قوية إزاء الأحزاب.. ضعيفة أمام القبيلة؟
- الرئيس: القبيلة متعاونة مع الدولة.
* أكلمك عن مشائخ وقفوا ضدها؟
- الرئيس: هم أشخاص لا يمثلون القبيلة مواطن (متعنتر) مثل واحد حزبي (متعنتر).
* ولكن الحزبي يمكن أن يضرب بينما القبيلي لا؟
- الرئيس: لا نحن لا نضرب أحداً أبداً.. الديمقراطية هي المرجعية.
* شرعيتك سيادة الرئيس في الانتخابات الأخيرة كان طابعها مدنياً بعد أن وقفت رموز حاشد ضدك؟
- الرئيس: هذا قولك.. حاشد لم تقف ضدي.
* أنا قلت الرموز ولم أقل كل حاشد.
- الرئيس: حاشد وقفت مع الثورة والجمهورية.. وقفت ضد التخريب في المناطق الوسطى ووقفت ضد عناصر الردة والانفصال ووقفت حاشد معي ضد الحوثي.. حاشد هي جيش من جيوش الثورة.
* لماذا انقلب عليك بعض رموزها؟
- الرئيس:هم أشخاص ومن حقهم...
* أقصد أولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر؟
- الرئيس: أي شخص هذا مزاج وكيف.. فقد يكون متأطراً حزبيا أو له مصلحة.. فمن حقه وهذا لا يفسد للود قضية.
* هل تفسر هذا نوعاً من الطموح؟
- الرئيس: الطموح مشروع.
* لماذا عادة ما تثار قضية التوريث رغم أنه ما زال هناك ست سنوات على حكمك الشرعي؟
- الرئيس: أرد السؤال على السائل.. إذ ما زال لدي ست سنوات، بعد ذلك لكل حادث حديث ومع ذلك أنا لم أشرع ولم أقل ولم أخطب بأني سوف أورث أحد أبنائي بل إني عادة ما أقول وفي أكثر من مرة من أن أياً من أبنائي كمواطنين يمنيين، حقه لا يختلف عن حقوق غيره وهو مؤطر في مؤسسة عسكرية والدستور لم يقل بالتوريث لكن ابن الرئيس إذا أراد أن يرشح نفسه فمن حقه كمواطن.
* ولكن ابنك هو في إطار مؤسسة عسكرية وليس في إطار مدني.
- الرئيس: إذا قام بانقلاب فهذا غير مقبول.
* هل يمكن أن يترشح وهو داخل المؤسسة العسكرية؟
- الرئيس: غير مقبول وهناك دستور محدد وقانون للانتخابات وأنا أستغرب مثل هذه الأحاديث من القوى الحزبية التي لا تدل إلا على فراغ سياسي ولعدم وجود قضايا لديها يتم طرح مثل هذه الترهات.. نقول لهم لدينا دستور واضح ولكنهم لا يريدون أن يسمعوا.
* لقد كان هناك أيضا في سوريا دستور واضح؟
- الرئيس: لا هناك دستور حزبي ودستورنا قائم على التعددية الحزبية والانتخاب الحزبي، عندنا يمكن أن ترشح أحزاب رئيساً مستقلاً أو يرشح أي شخص نفسه.
* أحمد هل هو منتم للمؤتمر الشعبي العام؟
- الرئيس: لا هو الآن غير حزبي وطالما هو في السلك العسكري هو في حزب الوطن الكبير.
* في إحدى المقابلات حينما سئلت عن سبب تعيين أبناء أخيك في المؤسسات الأمنية قلت إنهم أكثر حماية للمال العام؟
- الرئيس: لا .. لم أقل هكذا وربما فهم قولي خطأ، هم مواطنون أولا ومختلف الناس موجودون في المؤسسة العسكرية وهم ليسوا الأساس بل كسائر المواطنين هم عسكريون بكفاءتهم وبدراستهم وبقدراتهم وأي مواطن صالح يمكن أن يحل محلهم، ليس عندنا مشكلة.
* يعني لو لم يكن عمهم رئيساً هل كان يمكن أن يكونوا في هذا الموقع؟
- الرئيس: نعم يمكن فكم عددهم أبناء أخي اثنان ثلاثة.. كم هم مقارنة بالموجودين من قيادات مختلفة داخل الجيش.. ما يثار هو من قبل أطراف سياسية ليس لديها بدائل أو حلول للمشاكل التي يشكو منها الناس، فيبدأون بالهرب إلى التوريث -أولاد الرئيس- القبيلة- العشيرة- السنحانة -الحاشدية- الشافعية - الزيدية هذا فراغ فكري وفراغ سياسي سخيف بكل ما للكلمة من معنى أريد أن أقول لهؤلاء: ما الذي لديهم من حلول للوضع الاقتصادي فليأتوا وسأكون شريكاً لهم.. ما الذي لديهم من حلول لقضايا الناس للتعليم العالي، الفني، الاستثمارات، هل لديهم حلول.. لم لا يقدمونها بدلا من الخوض في التوريث والرئيس وأولاد الرئيس.. مثل هذا الكلام أصبح ممجوجا وسئمه الناس.
* من المنتظر أن تشهد محافظة تعز اليوم -بالتزامن مع صدور العدد الأربعاء- مسيرة واعتصاماً.. تعتقد ما السبب في انتقالها إلى تعز؟
- الرئيس: هذا من إعداد أحزاب اللقاء المشترك وهم يريدون أن يجربوا أنفسهم بالمنافسة والضغط والدستور كفل لهم هذا الشيء فإذا كانوا سيظاهرون بطرق سلمية ويطلبون الترخيص ويضمنون عدم إلحاق أضرار بالممتلكات العامة والممتلكات الخاصة فيمكن لأي كان أن يعبر عن رأيه وهذا عمل ديمقراطي.
* يطرح أن محافظ تعز هدد بمنع المظاهرة؟
- الرئيس: هذا كذب فمن حقهم أن يتظاهروا بأسلوب حضاري ويلتزموا بالدستور والقانون.
* ما يخص الخارج اليمن ظلت شريكة للولايات المتحدة الأمريكية في مسألة الإرهاب وقدمت ربما ما لم تقدمه بقية الأنظمة في المنطقة إلا أن اليمن مع ذلك تحصل على مساعدات اقتصادية هي الأقل ؟
- الرئيس: محاربة الإرهاب تمليه علينا مصالحنا وضميرنا وأمننا واستقرارنا وفي هذا الإطار نحن مع الأسرة الدولية شركاء لها في مكافحة الإرهاب ولكن نحن لسنا مأجورين لأمريكا ولا للاتحاد الأوروبي.. فقط لأننا شركاء في مكافحة الإرهاب يجب أن نستلم مقابلا؟! مع أن بلدنا بحاجة إلى التنمية وإلى الدعم.. بحاجة إلى خبز. ومشاريع وشيء طيب أن تأخذ الدول الغنية بأيدي الدول الفقيرة ولكن نحن لن نقايض مواقفنا الوطنية والإنسانية بأننا نقارع الإرهاب أو أننا سنتحول إلى إرهابيين هذا ليس وارداً.
* ولكن هي علاقة مصالح في الأخير؟
- الرئيس: لا.. المسألة لها علاقة بالضمير وما يمليه علينا أمننا واستقرارنا القومي في مكافحة الإرهاب لأن الإرهاب يضر بمصالحنا قبل أن يضر بمصالح الآخرين ولأن التنمية والاستثمار والسياحة ستضرب إذا تفشى الإرهاب في اليمن.
* ولكن هل من ذلك السماح لطائرة أمريكية بضرب مواطن يمني؟
- الرئيس: نحن لم نسمح ولكن هي دخلت وضربت لأن عندهم رصد بواسطة أجهزتهم الخاصة.
* لا ندري سيادة الرئيس لماذا حرص اليمن على استخدام كل إمكانياته من أجل الدخول في مجلس التعاون الخليجي مع أن هذا المجلس نفسه لم يحقق شيئاً لدوله؟
- الرئيس: هذا بحكم الجوار والإخاء الذي يوجب أن نكون شركاء في السراء والضراء مع إخواننا في مجلس التعاون الخليجي وليس لأن دخولنا في المجلس سوف يحل المشكلة الاقتصادية ولكن بحكم تواجدنا في المنطقة فإن المصالح تتشابك ومنها فتح الأسواق للمنتجات الزراعية، هذا جزء من الشراكة وهم مستفيدون منا أكثر مما نحن مستفيدون منهم فالاسواق اليمنية مغرقة بالمنتجات السعودية والخليجية، في المقام الأول أبو ظبي والمرتبة الثانية السعودية ونحن جزء من هذا النسيج ولم يقل أحد بأن مشكلتنا ستحل.
* كيف هي العلاقة مع السعودية؟
- الرئيس: علاقة طيبة والسعودية تدعم مجالات التنمية بشكل جيد وقدمت رقما كبيرا من خلال مؤتمر الدول المانحة في لندن.
* ولكن على الواقع لا يوجد شيء؟
- الرئيس: ربما بسبب الدراسات وهذا الملف يتابعه نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي.
* ألا يعد هذا لي ذراع؟
- الرئيس: من قبل من؟
* السعودية لأنها لم تقدم المبالغ حتى اليوم؟
- الرئيس: السعودية تقدم دعماً لليمن أفضل من أي دولة أخرى في مجالات التنمية.
* وهل هذه الأفضلية تنعكس على كل السياسات؟
- الرئيس: السعودية تحتل المرتبة الأولى في دعم اليمن في مجالات التنمية.
* ودعم المشائخ أيضا؟
- الرئيس: هذا جانب شخصي .. مرتبات شخصية لا نتدخل فيه.
* إذا لماذا تتحسس اليمن إذا ما صرفت مبالغ من دول أخرى مثل ليبيا ولا يقابله نفس التحسس من المملكة؟
- الرئيس: السعودية تقدم مثل هذه المبالغ والمرتبات من أول قيام الثورة والناس قد ألفوا عليها، ثم إنها لا تمثل مشكلة لنا بينما ليبيا لها غرض سياسي هو تصفية حسابات وخلافات مع السعودية وليس لله .. ونحن لا نريد أحداً أن يصرف في بلادنا من أجل أن يصفي حساباته مع الطرف الآخر وعلى كل حال كل من يستلم من دولة أخرى يندرج في إطار الحرام والانتقاص من الولاء الوطني.
* اليمن عادة ما تقدم مبادرات دون أن تملك قوة إسناد لحمايتها أو إمكانية رعايتها؟
- الرئيس: نحن نطرح مبادرات بحسب ما يمليه علينا ضميرنا ولم نعمل أجندة شرطة في الجامعة العربية أو في أي مكان من أجل أن نحمي هذه المبادرة ونحن نتصرف بحسب ما يمليه علينا الواجب، ليس كسلطة ولكن كشعب وأمة.. فمثلا نحن نقف إلى جانب القضية الفلسطينية ونعمل على رأب الصدع بين الأشقاء وقدمنا مبادرة .. إن قبلوا أهلا وسهلا فنحن مستعدون أن نساعدهم وإن لم يقبلوا هم أحرار ونحن لن نتحول إلى شرطي بحيث نحاسب من لم يقبل بها باعتبار أن ذلك واجب قومي وإنساني.
* وهل ستستمر مثل هذه المبادرات؟
- الرئيس: طبعا ومع السلامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.