أجمع مثقفون يمنيون على استشراء الفساد في مؤسسات الدولة، وغياب الحوار الجاد والمسئول بين الأحزاب، وعلى وجود مشاكل متفاقمة حملوا وزرها على ما تعاملت به الدولة من معالجات لها. وفيما أبدى رئيس تحرير مجلة "صوت اليمن" من لندن عبد العالم الشميري، والصحافي خالد الهروجي تمسكهما بالوحدة اليمنية، باعتبارها من الثوابت الوطنية، داعيان إلى حل المشاكل في إطارها، انفرد لطفي شطاره- رئيس تحرير "عدن نيوز"، رئيس منظمة "يهرو"- بالدعوة إلى (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)- في دعوة صريحة للانفصال. ونفى الشميري- في حلقة حوارية بثها تلفزيون الحوار من لندن مساء السبت- صحة ما ذكره شطارة بأن كل الموجودين بمعسكرات الجنوب هم من الشماليين، موضحاً بأن مشكلة المتعاقدين أخذت طريقها إلى الحل من قبل السلطة، وإن "هذه المشكلة كلفت اليمن مليارات، وجاءت على حساب المشاريع الخدمية والتنموية لأبناء اليمن"، مشيراً إلى أن "بعض رؤساء الجمعيات التقوا الرئيس علي عبد الله صالح مؤخرا وحلت الكثير من المشاكل، وأعيد الكثير من المتقاعدين، والحكومة تسعى الآن إلى معالجة جذرية وليست آنية للمشاكل"، داعياً إلى "الالتفاف والوقوف مع السلطة لحل مثل هذه المشاكل"، آملاً من " المعارضة ألا تسيس مثل هذه القضايا". وفيما عرض شطارة صوراً لناصر النوبة، وحسن باعوم وأبنائه وقال أنهم اعتقلتهم السلطات "لأنهم خرجوا يطالبون بحقوق الجنوبيين"، واصفاً النظام ب"انفصالي"، وأنه حول الفساد إلى مؤسسة، عقب الشميري بأن "المعتقلين هم يسوقون للانفصال في اليمن.. والوحدة ثوابت وطنية لا يمكن التخلي عنها"، مشيراً إلى أن "الفساد والمعاناة لا تعانيه المحافظات الجنوبية فقط بل كل اليمن، والرئيس دعا إلى محاربته أكثر من مرة"، مؤكداً إلى أن "الفساد أقوى من كل شيء في اليمن". من جهته خالد الهروجي- محرر بصحيفة الثورة- أكد أن: "الإشكالية موجودة في كل اليمن، والمعاناة في الشمال والجنوب، والحديث الذي نسمعه في الدعوة إلى الانفصال لا يعبر عن أبناء الجنوب بشكل كامل، والدعوة إلى ما قبل 22 مايو هناك أشخاص يدعون لهذا المشروع من قبل حرب 1994م وليس من الآن، لكن خلال الفترة أكثر من عشر سنوات هناك أطراف تعمل على تفعيله". وأكد الهروجي: إن "أبناء الجنوب مع الوحدة، ولا يمكن أن يفرطوا بالوحدة.. الوحدة ليست ملك علي عبد الله صالح، وليست ملك علي سالم البيض.. الوحدة ملك الشعب اليمني .. هناك معاناة وإشكالات ولكن يجب أن تحل في إطار الوحدة اليمنية، وليس هناك حل خارج إطار الوحدة اليمنية، لأنها قامت بعد معاناة وشتات وسنوات من القتال.. والآن الدعوة للانفصال ليست في صالح احد- لا قادة الشمال ولا قادة الجنوب، وليست في صالح من يدعو لهذا المشروع". وقال الهروجي: "الحوار مطلوب وهناك إجراءات يجب أن تتخذها الحكومة بشكل عاجل.. فالمعاناة الاقتصادية يجب أن توضع لها معالجات حقيقية، ووضع حل حقيقي لقضية الحوثي". وأشار إلى أن "المعارضة تتحمل أيضا جزء كبير من المسئولية لأنها تحرص على أن تحمّل السلطة كل شيء، وتحاول أن تنأى بنفسها ، وأنها يجب أن تضع حقائق وحلول، وتشارك في حل كثير من المعضلات والقضايا التي تواجه اليمن.."، منوهاً إلى أن التحرك الذي قامت به المعارضة جاء "في وقت غير مناسب". وحول وجود أطراف خارجية بالأحداث التي تدور في اليمن، قال: "أننا ضد أن نحمل مشاكلنا على أطراف خارجية. يجب أن تحل مشاكل اليمن في إطار اليمن، واليمن لديها القدرة على مواجهة كل هذه الإشكاليات"، داعياً إلى "أن يجتمع الجميع على طاولة حوارات يتخذوا فيها قرارات سليمة للصالح العام لليمن وليس مناورات سياسية"، مشيراً إلى أن "الكل يتكلم باسم المواطن اليمني، ولكن لا احد يعمل لأجل المواطن.. سواء الحزب الحاكم أو المعارضة". وقال: أن الرئيس علي عبد الله صالح "طرح مبادرة جدا جميلة.. فلماذا المعارضة ترفض هذه المبادرة؟ المعارضة تدعو إلى الكثير من القضايا التي تضمنتها المبادرة فلماذا ترفضها؟" وأوضح: أن "هناك معاناة يجب أن توضع لها حلول عادلة، ولكن ليس هناك حلول جذرية في الأفق"، منبهاً الى أن هناك من يسعى إلى جعل قضية المتقاعدين قضية جنوبية، "وهذا ليس لصالح أحد أن يحولها إلى قضية سياسية جنوبية". وفيما يتعلق بالحوار، قال الهروجي: "الحوار لم يكن جدي لا من الحزب الحاكم ولا من المعارضة للوصول إلى نتائج حقيقية.. كل واحد يمسك بطرف، وكل واحد يريد أن يحقق مكاسب على حساب الطرف الآخر.. وهذا لن يوصل الجميع إلى حلول". من جهته، قال الصحافي لطفي شطارة: أن "قضية الجنوب إذا لم تحل لا تحل قضايا اليمن"، وأشار إلى أن المبادرة التي تقدم بها الرئيس جاءت بعد أن رفض قادة المشترك اللقاء بعد أن فوجئوا بإعلام الحزب الحاكم بان هناك مبادرة سياسية.. معتبراً قضية الجنوب قضية أساسية، وداعياً إلى العودة إلى وثيقة العهد والاتفاق التي وقعت قبل حرب 1994م.. وفي تعقيبه على سؤال لمقدم البرنامج حول فيما إذا كان يدعو إلى الانفصال، قال شطارة: "الانفصال حق مشروع ..(إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).. كما اتهم اليمن باحتضان الارهابيين، وقال أن التجنيد إلى أفغانستان كان ينطلق من اليمن.. وأن جماعة الحوثي هم أعضاء في الحزب الحاكم يحيى الحوثي وأخوه.. منوهاً إلى أن "النظام كلما يختلف معك يستخدم القوة، ولا يعرف طريق الحوار".