أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أنها صادرت ما يقرب من 23 ألف سلاح ناري غير شرعي في العاصمة والمحافظات منذ بدء تنفيذ حملة منع حمل الأسلحة في 23 آب (أغسطس) الماضي. وقالت وزارة الداخلية اليمنية إن ضبط الأسلحة تم عبر نقاط الحزام الأمني المنتشرة على المنافذ الرئيسية في المحافظات، مشيرة إلى أن الحملة التي تنفذها أجهزة الأمن حققت نتائج إيجابية كبيرة عكست جدية تنفيذ قرار حظر التجول بالسلاح في مراكز المدن من قبل المواطنين. وقال اللواء محمد القوسي وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن أن خطة القضاء على ظاهرة حمل السلاح تمتد لثلاث مراحل تستغرق المرحلتان الأخيرتان حتى أيلول (سبتمبر) 2008 . وألغت وزارة الداخلية اليمنية كافة التصاريح الصادرة عنها أو عن أي جهات أخرى بحمل السلاح بما في ذلك الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى ومحافظي المحافظات ومديري المديريات والوجهاء الذين يصطحبون حراسات. ونفت الوزارة أن تكون قد خفضت أعداد الفرق الأمنية الخاصة بتنفيذ حملة منع حمل الأسلحة أو أن تكون قد صدرت توجيهات بعدم ملاحقة من يحاولون الفرار من أمام النقاط الأمنية والعسكرية المكلفة بالتفتيش. يأتي تنفيذ هذه الحملة التي تعد أقوى حملة أمنية لدحر المظاهر المسلحة في العاصمة صنعاء والمدن الرئيسية كمرحلة أولى، تليها المدن الثانوية إثر الخسائر الكبيرة التي تتكبدها اليمن نتيجة استخدام السلاح والتي قدرتها دراسة حديثة ب 18مليار دولار خلال العشرين عاما الماضية ، وكذا إثر تزايد معدل الجريمة المسجلة خلال العام الماضي 2006 في اليمن ، إذ كشفت بيانات وزارة الداخلية عن تنامي معدلات الجريمة، فيما يرى اختصاصيون وخبراء أن التطور في الجريمة لم يتواكب مع تطوير في آليات مكافحتها. وطبقا لإحصاءات وزارة الداخلية اليمنية فقد ارتفع عدد الجرائم المسجلة لدى أقسام الشرطة في محافظات البلاد خلال عام 2006 إلى 35 ألفاً و24 جريمة مقابل 34 ألفا و650 جريمة سجلت في عموم محافظات الجمهورية العام قبل الماضي بزيادة قدرها 2900 جريمة عن العام السابق له.وتصدرت جرائم القتل العمد والشروع فيه والقتل الخطأ والإيذاء الجسيم وجرائم الحرابة وسرقة السيارات والممتلكات الخاصة والعامة وتعاطي وتجارة المخدرات والسلاح إلى جرائم الاغتصاب وهتك العرض والاعتداء الجسماني والنشل والاختلاس والتسلل والإقامة غير المشروعة قائمة الجرائم المسجلة فضلا عن الحروب القبلية والأسرية ومشكلات الثأر القبلي والاشتباكات والعمليات الإرهابية والصدامات المسلحة وغير المسلحة بين الجيش والمواطنين. وحسب تقارير رسمية ينتشر السلاح باليمن بصورة كبيرة، يوجد نحو 60 مليون قطعة سلاح في البلد ، ويمتلك كل مواطن ثلاث قطع من السلاح ويبلغ عدد سكان اليمن 20 مليون نسمة . ويجمع المراقبون والمتابعون للشأن اليمني أن اليمن من أكبر مصادر تهريب السلاح. وقالت الدراسة إنه تم تسجيل أكثر من 77 ألف حادث وجريمة تمت باستخدام السلاح خلال ثلاث سنوات منها 25 في المائة بسبب سوء استخدام الأسلحة وإطلاق الأعيرة النارية في المناسبات بشكل عشوائي خصوصا في الأعراس والمناسبات المختلفة كالأعياد وغيرها. وكانت إحصائية رسمية قد كشفت عن وقوع ما يقارب 45 ألف جريمة خلال أربع سنوات سبقت عام 2006م الماضي 50 في المائة منها بسبب سوء استخدام السلاح. الاقتصادية