أشعلت الدكتورة أروى الدرام- المدير اللتنفيذي لمنظمة سول لتنمية المرأة والطفل- اليوم الأربعاء شرارة أوسع حملة وطنية لتوعية المرأة الحامل والمرضع بأضرار تعاطي القات والتي ستنطلق يوم غدٍ الخميس، عبر مختلف وسائل الإعلام الجماهيرية، والملصقات التوعوية المخصصة للنساء في المراكز الصحية، والفتيات في المدارس الثانوية في أمانة العاصمة صنعاء، بدعم من جمعية قطر الخيرية. وقالت الدكتورة الدرام- في كلمة لها في افتتاح اليوم الإعلامي الذي سبق انطلاق الحملة اليوم- "أن دخول بعض العادات الاستهلاكية الضارة في حياة المرأة اليمنية ونعني أساسا عادتي التدخين وتناول القات سيئتي الذكر؛ قد أصبح بالفعل مهددا لسلامة الأبناء وصحة الأمهات ومن ثم بات يشكل تهديدا حقيقيا لأجيال قادمة وحالية، لها حقها الأصيل في حياة هانئة بعيدة عن كل المنغصات". وأكدت: "لقد أصبح من الأهمية بمكان أن نثير اليوم النقاش العام في المجتمع حول تنامي ظاهرة تعاطي القات المقلقة والخطيرة في مجتمعنا حرصا – أولا وأخيرا – على سلامة النساء والأطفال جسديا ونفسيا واجتماعيا أيضا، وهذا في حد ذاته ما دفع منظمتنا إلى إشعال شرارة التوعية ودق ناقوس الخطر المحيق بصحة المرأة والأجنة والرضع من خلال حملة وطنية كبرى نسعى من خلالها إلى وصول رسائلنا إلى أكبر شريحة ممكنة في الريف قبل الحضر". وأشارت إلى أن الحملة ستشمل المدارس الثانوية للبنات في أمانة العاصمة صنعاء، تمهيدا لتطلع مستقبلي أن تشمل مدارس الجمهورية كلها في خطوة استباقية لتحصين الفتاة اليمنية من الوقوع في براثن هذه الظاهرة الخطيرة المهددة لسلامتها وسلامة عائلتها. وقالت الدكتورة الدرام: "لقد وجدنا خير سند لنا وشريك لدعم هذه الحملة ممثلا في جمعية قطر الخيرية التي أدركت من منظور ثاقب أهمية المشروع المقدم لها على صعيد تطوير المجتمع اليمني وتنميته على كافة الأصعدة"، ولفتت إلى أن هذه الحملة تعد التعاون الثاني من نوعه الذي تنفذه سول في اليمن بدعم من جمعية قطر الخيرية بعد المشروع الناجح "من طفل إلى طفل" الذي طبق في المدارس الأساسية في الفترة الماضية من السنة الحالية. وأعربت عن أمل منظمة "سول" أن تلقى هذه الحملة النجاح الذي يتوافق مع حجم الجهود الكبيرة التي بذلها فريق متجانس ومتفانٍ ومؤمن بقضيته، وأن تسهم في إيصال رسالة أساسية للمرأة اليمنية "المخزنة" بأن تتحرر من عادة تناول القات التي تجعلها حبيسة عادة ضارة جدا بها بل وبأعز الناس عليها- الأطفال فلذات الأكباد والأمانة التي حملنا إياها المولى عز وجل. وأعربت عن شكرها لكل من "أسهم كتابة وعملا ودعما وتشجيعا وتنفيذا في أن ترى هذه الحملة النور في موعدها المقرر لها مذ شرعت سول في التخطيط والإعداد لها قبل أشهر"، وكذلك إلى فريق الحملة الذي أظهر من الحماس الشئ الكبير، وشكرُ لا ينقطع لكل من شارك في إنتاج الرسائل وتدريب نوادي أنصار مكافحة أضرار القات في المدارس المستهدفة وغيرهم ممن يعجز المقام عن ذكرهم جميعا. من جهته دعا يونس هزاع الوكيل المساعد لوزارة الإعلام الإعلاميين إلى مساندة الحملة في وسائلهم الإعلامية والكتابة عنها ودعم جهود القائمين عليها. وقدم نشوان السميري- الخبير الإعلامي للحملة- نبذة مختصرة عن مراحل إعداد الحملة وأهدافها مستعرضا الرسائل المعدة للبث والتوزيع في صورتها النهائية، لافتا النظر إلى أن هذه الحملة سعت إلى الحديث العلني عن المخاطر التي قد تتعرض لها المرأة ويتعرض إليها الحنين والرضيع بسبب عادتا تعاطي القات والتدخين والتدخين السلبي. كما قدمت زهرات مدرسة رابعة العدوية مسرحية معبرة نالت رضا الحاضرين تعرضت فيه بالنقد للممارسات الخاطئة على صعيد الأسرة اليمنية فيما يتعلق بظاهرتي التدخين وتناول القات. وجاءت هذه الحملة حصيلة سبعة أشهر من العمل العلمي والمنهجي المتواصل قصد تحقيق أفضل النتائج للأهداف المرسومة لتوعية المرأة بالأضرار الخطيرة الناتجة عن تعاطي القات والتدخين على صحتها وصحة أطفالها. وكانت نتائج دراسة أجريت في مجال الصحة الإنجابية في البيئة اليمنية قد أشارت إلى نقص معدل وزن المواليد ( حديثي الولادة ) للأمهات اللواتي يلدن طفلا واحدا بعد فترة حمل كاملة يتناولن القات خلالها بانتظام مقارنة بمواليد الأمهات اللاتي لا يمضغن القات خلال الحمل. ولاحظت المنظمة أن دراسة أخرى تمت في أثيوبيا أيدت ما يحدثه القات من نقص في وزن المواليد، لذا يمكن اعتبار تناول القات من الأسباب الهامة لنقص وزن المواليد في اليمن. وفي السياق نفسه دلت الدراسات أن تأثير القات على تغذية الجنين يستمر بعد الولادة بواسطة الرضاعة الطبيعية، وقد اكتشفت مادة أكسيد الوافيدرين في بول المواليد الذين تتعاطى أمهاتهم القات، وإضافة إلى المكونات النشطة للقات فإنه قد يمنع إفراز الحليب مؤديا إلى انخفاض مقدار الحليب الطبيعي وإلى سوء التغذية. ويعمل التدخين والتدخين السلبي الذي يصاحب القات عادة على تغير مذاق حليب الأم مما يؤدي إلى رفض المولود للرضاعة وانخفاض معدل حليب الأم. وكانت دراسة علمية قد أعطت مؤشرات مقلقة عن مدى انتشار الظاهرة بين نساء اليمن، ورغم أن الدراسة مضى عليها قرابة العشر سنوات فإن المتابع للعادات المستجدة في المجتمع النسائي اليمني يلاحظ تزايد هذه الظاهرة بشكل مستمر. وبناء على ما سبق حرصت منظمة سول لتنمية المرأة والطفل - من منطلق اهتمامها بصحة المرأة والطفل اليمني باعتبارها هدفا رئيسا من أهدافها- على التصدي لظاهرة تعاطي النساء للقات في المجتمع اليمني والتوعية بأضراره البالغة عليهن كأفراد وأعضاء في المجتمع، وعلى الأبناء كأجنة ورضع. الجدير بالذكر أن هذا المشروع يعد ثمرة التعاون الثانية بعد مشروع " من طفل إلى طفل" بين منظمة سول لتنمية المرأة والطفل وبين جمعية قطر الخيرية التي تعمل في أكثر من (40) دولة في كل من أفريقيا وآسيا وأوروبا سواء من خلال مكاتبها الميدانية الموجودة في بعض الدول أو من خلال الشراكة والتعاون مع المنظمات غير الحكومية التنموية المحلية فضلاً عن عملها في دولة قطر . و( قطر الخيرية ) هي منظمة غير حكومية تأسست سنة 1980، وهي عضو في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (UNICEF) إضافة إلى كونها عضو استشاري في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (ECOSOC) منذ عام 1997 وعضو الهيئة التأسيسية للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة القاهرة منذ عام 1994 وعضو المؤتمر التأسيسي للشبكة العربية للمنظمات الأهلية منذ عام 1999.