دعا الدكتور أبو بكر القربي- وزير الخارجية – إلى أن "لا يخضع تطبيق مبادىء القانون الدولي الإنساني للازدواجية أو المزاجية، أو التوظيف السياسي"! في الوقت الذي استعرض وزير التربية والتعليم الدكتور عبد السلام الجوفي صوراً ماساوية للحروب والخروقات للاتفاقيات والبروتوكولات الدولية. وأضاف: "إن القانون الدولي الإنساني قد وضع قواعداً مفصلة في سعيه إلى الحد من المنازعات التي تؤدي إلى انتهاك الكرامة الإنسانية، كما حضيت معاهداته الرئيسية بالقبول من جميع دول العالم تقريباً.. لكن هذه القواعد ليست إلا خطوة واحدة على بداية الطريق فثمة جهود يجب أن تبذل من أجلب تنفيذ هذه القواعد وتحويلها إلى واقع فعلي ملموس". ودعا الدكتور القربي- في كلمة على هامش افتتاح فعاليات الملتقى الإقليمي الخامس للتعريف بالقانون الدولي الإنساني، الذي افتتح أعماله اليوم الأحد ويستمر للفترة 18- 21 نوفمبر الجاري: " اللجنة الدولية الاستعانة بخبراء في القانون الدولي الإنساني يمثلون مختلف الأقاليم الجغرافية كما ان عليها تشجيع تبادل المعلومات بشأن نشر وتنفيذ القانون الدولي الإنساني على الصعيدين الإقليمي والعالمي والترويج لها من خلال طرق عديدة أهمها تعريف السكان المدنيين بثقافة احترام الإنسان وحقوقه وحياته وإعداد البرامج والمواد التعليمية المخصصة وأخيرا وهذا هو المهم تنظيم حلقات نقاش دراسية لإرهاف حس ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والدولية بصورة اكبر بالقضايا المرتبطة بالقانون الدولي الإنساني". وذكّر القربي من وصفهم ب"المترددين في الانضمام أو المصادقة على اتفاقية القانون الدولي الإنساني"- بأن "القانون الدولي الإنساني كما يعرض علينا اليوم هو من صميم تعاليم ديننا الحنيف يجسده قوله تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)، و(إن جنحوا للسلم فاجنح لها)"، مضيفا: "تلك بضاعتنا ردت إلينا وبالتالي تكون مسؤوليتنا في اليمن كمسلمين أن نكون أول المبادرين للالتزام بها والدعوة إليها لأنها جزء من التراث الإسلامي". وأشار وزير الخارجية إلى تجربة وزارة التربية الخاصة بالاهتمام بالقانون الدولي الإنساني وتعريف الشباب به عبر المؤسسة التعليمية من خلال تطبيقه في العام الدراسي 2002- 2003م في عدد من المدارس الحكومية والأهلية وبواقع 48مدرسة في 16 محافظة ، واصفا تلك التجربة بالمتواضعة. وفي كلمة لوزير التربية والتعليم، أوضح الدكتور عبد السلام الجوفي: أن هدف الملتقى هو: "استكشاف القانون الدولي الإنساني – خمس سنوات على تجربة التطبيق- حيث سيتم استعراض تجارب الدول وطرح خطة عمل حديثة للسنوات القادمة وذلك للمزيد من المعرفة وتبادل الخبرات والتجارب". وقال: " لقد أصبح العالم اليوم أكثر حاجة مما مضى إلى تطبيق واحترام كل المباديء والأهداف التي اقرها العالم من أجل كرامة الإنسان والحفاظ على أرضه وعرضه وممتلكاته وتراثه"، مشيراً إلى أننا "نشاهد الاحتقانات والاختراقات الصارخة لجميع البروتوكولات والاتفاقات، فنجد أن الصاروخ يضرب المسجد والمعبد والكنيسة.. نجد أن الحرب تقتل الطفل والشيخ والأم الحامل .. نجد أن متطوعي الهلال والصليب الأحمر يقتلون ويجرحون وهم يؤدون واجبهم الإنساني لإنقاذ أو تخفيف معاناة الناس الأبرياء التي تصيبهم الحرب التي تجري بدون رحمة أو هوادة". وأكد الجوفي احترام اليمن للاتفاقيات والبروتوكولات الدولية وأنها اتخذت جميع التدابير والإجراءات اللازمة لتنفيذ الاتفاقيات والمعاهدات المتعلقة بالقانون الدولي الإنساني والحركة الدولية للهلال والصليب الأحمر، وأنها نفذت العديد من الدورات والندوات بهذا الصدد. كما ألقى سعادة السفير علي محسن حميد – مدير إدارة التعليم والبحث العلمي- كلمة باسم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.