أعرب رئيس جمعية كنعان لفلسطين عن شكره لمن اسماها ب(جمهورية البرازيل العربية)، ساخراً بذلك من الموقف العربي الذي عجز عن احتضان اللاجئين الفلسطينيين في الوقت الذي استقبلتهم البرازيل، مشيراً إلى أنها كانت "أكثر نخوة وشهامة وإنسانية". ودعا الأستاذ يحيى محمد صالح- في المهرجان الذي نظمته كنعان بمناسبة يوم التضامن العالمي مع فلسطين، الذي أقامته اليوم الأربعاء بصنعاء: إلى تأثيم كل من يلجا للسلاح من أجل حل الخلافات الفلسطينية، مشيداً بالخبرة النضالية للشعب الفلسطيني. واعتبر الأستاذ يحيى يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني هو بمثابة "اعترافاً من المجتمع الدولي بالظلم التاريخي الذي ألم بفلسطين وطنا وشعباًط، وأشار إلى أن جمعية كنعان والشعب اليمني كله "لا نقبل بكلمة التضامن هذه فكيف نتضامن مع أنفسنا.. مع ذاتنا..فنحن هنا لسنا مع الشعب الفلسطيني بل منه فعدونا واحد وجرحنا واحد وهدفنا واحد. وإذا كانت الأممالمتحدة حددت يوماً في السنة للتضامن مع شعبنا الفلسطيني فنحن هنا نؤكد بأن كل أيام السنة لفلسطين ولشعب فلسطين، ونعتبر أن تحررنا وحريتنا ناقصة ولن تكتمل إلا بتحرر الفلسطينيين على تراب فلسطين الحرة والمستقلة". واستذكر استشهاد القائد الفذ ياسر عرفات "أبو عمار" وقال أنه "ترك فينا تراثاً نضالياً مجيداً وروحاً وطنية ثابتة على الأهداف والمباديء وفية لآلام التضحيات وللشهداء الذين بذلوا أرواحهم من اجلنا". وحول التضامن العربي قال أنه "أصبح يخلو من مضامينه الحقيقية يوما بعد يوم فأي تضامن هذا وشعبنا الفلسطيني محاصر منذ ما يقارب العامين يمنع عنه الغذاء والدواء والكهرباء والماء أي تضامن ونحن نرى شعبنا الفلسطيني يحاصر ويسجن ونتركه وحيدا يواجه مصيره ليس معه سوى إيمانه بالله وبوطنه وإرادته من اجل العيش في وطن حر ومستقل". ووصف الصمت العربي إزاء جريمة القتل للفلسطينيين بأنه "سكوت متواطيء يجعل منا جميعا شركاء في هذه الجريمة وشهوداً عاجزين عليها"، متسائلاً بدهشة: "أي تضامن هذا ونحن صامتون عن جريمة مستمرة منذ ما يزيد عن أربعة أعوام تلاحق أشقائنا الفلسطينيين في العراق المطاردون من شبح الموت المتربص بهم في كل لحظة"، منوهاً إلى "أنهم يقتلون لأنهم فلسطينيون يقتلون بأيد عربية قلوبها آثمة باعت روحها للشيطان". وأشار إلى أن "المذنب الأول في هذه الجريمة هو الولاياتالمتحدةالأمريكية بصفتها دولة احتلال عليها حماية المدنيين فهي لم تحمهم فقط بل طاردتهم ولم تتخذ أي خطوات لحمايتهم على اقل تقدير". ومقابل العجز العربي، استحضر الأستاذ يحيى محمد صالح الصمت المريب الذي لم يستطع أن يستقبل خمسة عشر ألف فلسطيني على مساحة الوطن العربي التي تصل إلى خمسة عشر مليون كيلو متر مربع، وقال: "لقد ضاقت بهم الأرض العربية على اتساعها"، وسخر قائلاً: " ألا نخجل من أنفسنا حين تستقبل دولة البرازيل جزء من العالقين على الحدود العربية وتظل مشاعرنا متبلدة أمام هذه المأساة فشكرا لجمهورية البرازيل العربية التي أثبتت أنها أكثر نخوة وشهامة وإنسانية ولا عزاء لجامعة الدول العربية وللدول العربية لا عزاء لها إلا بتحرك جاد وفعال لحل هذه المشكلة المأساة وتامين الحماية والعيش الكريم والحقوق المدنية لأشقائنا الفلسطينيين في العراق والدول العربية". وعبر عن الأسى الذي يدمي القلوب ويكسر الأرواح جراء ط الانقسام الدامي الذي حصل في فلسطين، والذي ينذر بكارثة مدمرة لنضال شعبنا الفلسطيني. ونوه إلى أن هذا الانقسام نزل برداً وسلاماً على إسرائيل يساعدها على تنفيذ مخططاتها الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، ودعا إلى استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبارها "مهمة عاجلة لا تقبل التأجيل انطلاقا من ان الاحتلال الإسرائيلي هو العدو الأول والأخير للشعب الفلسطيني. مشيرا إلى أن الاختلافات ووجهات النظر المتباينة بين المكونات السياسية للشعب الفلسطيني مهما كبرت تظل خلافات ثانوية تحل بالنقاش والحوار بغية الوصول إلى قواسم مشتركة مأثمين كل من يلجا للسلاح من أجل حلها، مشيداً بالخبرة النضالية للشعب الفلسطيني. وتطرق إلى الدعم المقدم من قبل جمعية كنعان مشيرا إلى انه "مهما سنقدم فانه لا يساوي قطرة دم تسيل من طفل فلسطيني في سبيل الحرية والاستقلال". وقال أن الجمعية أنجزت بناء مدرسة بلقيس اليمن الثانوية للبنات في مدينة غزة بكلفة مقدارها مليون دولار، وأنه تم إنهاء كل الخطوات الضرورية من اجل بناء معهد الرئيس الصالح للعلوم الزراعية في جنين وبتكلفة مليون دولار وسيشرع في ذلك في الأشهر القادمة. وانه تم إرسال 38 طن من الأدوية لقطاع غزة و85 طناً من الأغذية للضفة الغربية.. كما قدمت الجمعية مساعدات مادية للطلاب الفلسطينيين في غزة بلغت 12 ألف دولار دفعت كمساهمة في الرسوم الجامعية لثلاثين طالباً ومع هذا العام الدراسي تشرف جمعية كنعان لفلسطين على منحة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية البالغة 50 منحة دراسية ، 40 منها جامعية و10 ماجستير ودكتوراه.. كما قدمت الجمعية مساعدات عينية من مواد غذائية بلغت قيمتها 25 ألف دولار لأبناء الجالية الفلسطينية المقيمين في اليمن وساهمت في تمويل فيلم وثائقي عن اللاجئين الفلسطينيين سيرى النور قريبا بمبلغ 25 ألف دولار. هذا وشهد الاحتفال الجماهيري التضامني بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني والذكرى الثالثة لشهيد فلسطين المناضل ياسر عرفات، إلقاء كلمات من قبل كلا من الممثل المقيم للأمم المتحدةبصنعاء، وسعادة السفير الفلسطينيبصنعاء والدكتور حسن مكي- مستشار رئيس الجمهورية اليمني، وكلمة طلاب منحة رئيس الجمهورية. هذا وقد غاصت قاعة الرئيس أبو عمار في كلية التجارة بجامعة صنعاء بالحضور الذين امتدت حشودهم الى خارج أبواب القاعة في تفاعل شديد مع القضية الفلسطينية.