شمعة ثالثة من عمر صحيفة "نبأ نيوز" الإلكترونية تضيء سماء الإعلام اليمني، وخاصة "الإلكتروني".. إذ شقت هذه الصحيفة طريقها عكس التيار السائد تماماً، لكونها لم تخضع لل"تأميم" الحزبي، بقدر ما وهبت نفسها لليمن الواحد. "نبأ نيوز" أخذت على عاتقها الدفاع عن حقوق الإنسان اليمني، والدخول إلى دهاليز السياسة اليمنية، والكشف عن مكامن الفساد فيها، ولم تتجاهل مهمتها في نشر الثقافة الإيجابية، والتعريف بالحضارة اليمنية- التي لم تستطع الصحافة اليمنية إيصالها إلى القارئ العربي بالطريقة التي يجب أن تكون عليه. ولا أخفيكم، أني عندما التقيت الأستاذ نزار العبادي في صنعاء في ديسمبر من العام 2005، وكان في ذلك الوقت فترة البث التجريبي لهذه الصحيفة، لم أكن متفائلا بصدور هذه الصحيفة لأني – وأنا الفقير إلى الله- كنت يائساً من الصحافة الإلكترونية اليمنية التي لم تضف أي جديد إلى عالم الصحافة. سألت العبادي عن الجديد الذي يمكن أن تضيفه "نبأ نيوز"، فأجابني بكل ثقة، أخبرني ما الموجود سأخبرك ما الذي سنضيفه؟ قلت له: لا شيء يذكر سوى الصراعات الحزبية التي تنشرها هذه الصحف والتي "لا تسمن ولا تغني من جوع". قال لي: "نحن سنأتي بالحقيقة كما هي وليس كما يريدها الآخرون". بعد عودتي إلى بريطانيا بأشهر قليلة اتصلت بالسيدة آلاء الصفار- رئيسة التحرير- لأبارك لها الجهود الجبارة التي تقوم بها في خدمة الصحافة وإبراز معاناة الإنسان اليمني "كما هي وليس كما يريدها الآخرون". ولم تنته جهود العاملين في "نبأ نيوز" عند ذلك، بل تعدت الحدود اليمنية لتصلَ المغتربين بوطنهم وتكون نقطة التقاء مغتربو اليمن ببعضهم البعض لمناقشة قضاياهم وإسماع ذوي الشأن أخبار المغتربين وهمومهم. ومشاركة المغتربين احتفالاتهم وأنشطتهم بنشرها، لتكون "نبأ نيوز" مصدراً رئيسياً لأخبار المغتربين اليمنيين أينما وجدوا. ربما نحن بحاجة إلى تأمل هذه التجربة الرائدة، واستلهام مفهوم مهم لنجاح أي إعلام وطني، وهو أن احتياج القاريء لا يمكن اختزاله بأخبار السياسة وحسب- كما تفعل المواقع الالكترونية اليمنية- بل هو متعدد الأوجه، والأذواق.. ومتنوع المشاعر والانفعالات.. فكانت "نبأ نيوز" السباقة إلى التعامل مع إنسانيته: كسياسي، ومثقف، وناشط، ورب أسرة، وموضوع كل الحراك اليومي للمجتمع.. "نبأ نيوز" لم تقدم نفسها للرأي العام، بل قدمت اليمن بكل تجلياتها، وثقافتها، وواقعها، ومعاناتها، وتقاليد شعبها، ومغتربيها، ونسائها- فأصبحت نموذجاً مصغراً لوطن كبير.. ختاماً، انتهز الفرصة لأهنئ السيدة آلاء الصفار- رئيسة التحرير، وجميع العاملين في "نبأ نيوز" بهذا النجاح الرائع، ونشكرهم على جهودهم العظيمة، ونتمنى لهم المزيد من النجاحات والتقدم.. * رئيس تحرير مجلة (صوت اليمن) الصادرة من بريطانيا