لم يخطر ببالي وأنا ابحث عن الوقت لكتابة مقال عن نبأ نيوز أن الأخيرة قد بلغت من العمر سنتان. ويبدو أن كل سنة في عمر هذه الصحيفة الالكترونية تساوي عشر من السنين- من وجهة نظري- فانا من أولئك الذين لا يحفظون الأرقام مهما صغرت، وبالكاد أحفظ يوم ميلادي وذلك من كثرة كتابته في سفري، أما أرقام جوالي فانا حتى الآن أجد صعوبة في حفظه فهو عشرة أرقام طويلة.. لذا فانا فرح أن يكون رقم تلفون منزلي في سيئون من ستة أرقام قابلة للحفظ، ويبدو أن للسن حكمه. عودة على ذكر نبأ نيوز وبلوغها من العمر سنتين في يومنا هذا، فأنني في غاية السعادة أن تكون قد مرت على انطلاقة هذا الصرح الإعلامي الالكتروني فترة السنتين من العمر، وكأننا نراسل ونقرأ ونتابع هذه الصحيفة منذ بضع سنين ، وليست سنتان مثلما ذكرت الدكتورة آلاء الصفار، والتي تتحمل هي وزملائها عبئا كبيرا ومهما لإخراج هذه النافذة الإعلامية إلى حيز الوجود.. كل يوم بل كل ساعة وكل دقيقه في بعض الظروف التي تتطلب متابعة للأحداث المتلاحقة والمتعلقة باليمن. ورغم أن نبأ نيوز ليست هي الوحيدة في الساحة الالكترونية اليمنية، فقد سبقتها الصحوة والمؤتمرنت مثلما أشارت رئيسة التحرير، لكنها وبحق احتلت مكانه متميزة وواقعية وبارزة وشاملة في الشأن اليمني، وأظنها من وجهة نظري تحسد على هذا التميز من أطراف حكومية اكبر منها عدة وعددا. ووجهة نظري هذه نابعة من متابعتي لأبرز المصادر الإعلامية اليمنية داخل اليمن، ومدى جماهيرية هذه الصحيفة وتلك وهذا الموقع الإعلامي أو ذاك. ولا أنسى أن أشير وبصدق وبكل موضوعية على شفافية هذا الموقع، وحرية طرحه للآراء مهما اختلفت، ومهما كانت توجهاتها في ظل أو تحت ظل عدم المساس بالثوابت التي يتفق عليها كل عاقل في اليمن، ومرجعي في ذلك كتاباتي.. وأقولها وبكل صدق أن هذا الموقع قد نشر لي شخصيا مقالات عدة في الوقت الذي اعتذر مني الآخرون عن النشر والبعض لم يقدم حتى الاعتذار. وأنا بهذه المناسبة ابحث عن مواضع نقد وعتب أقدمه للقائمين على هذه التجربة الإعلامية الالكترونية أشير فيها إلى تلك المواضع أو النقاط التي نعتب على القائمين فيها حتى يمكنهم تلافيها إن أمكن، ولكنني لم أجد سوى عتبي الأخوي أنقله لهم في موضوع لا يتحملون تبعاته بالكامل، وهو تعليقات القراء وانحطاط مستوى بعض التعليقات في بعض الأحيان إلى مستوى لا يليق بهم كقراء.. ولن اطلب من الصحيفة والقائمين عليها اشتراط طلب كتابة الاسم الحقيقي لكتاب التعليقات، مثلما قرأته كقرار صادر من مسئول في الإعلام السوري في العام الماضي، فتلك ليست منطقيه وواقعية وهي تعتمد على ثقافة القارئ وارتفاع مستواه الفكري. وهي سمة من سمات كثير من مجتمعاتنا العربية. لذلك وبحق لم أجد ما أستطيع أن انقد في هذه التجربة، فما ذكرته هو من مسئولية القارئ نفسه. لذا فان استمرار هذه التجربة وبهذا النجاح المتميز هو الكفيل برفع مستوى ثقافة القراء، وهي احد الوسائل المهمة التي تساهم في تطور فكر وثقافة القارئ وتساهم في صناعة وتكوين الرأي العام في اليمن.. وأنا هنا لا ادري كيف سيكون الحال لو اخذ القائمون على نبأ نيوز في دراسة فكرة إصدار صحيفة مطبوعة وتلك الفكرة تستحق الدراسة مادامت البداية وخلال السنتين بهذا المستوى من النجاح والجماهيرية. وحيث أن هذه التجربة الإعلامية المتميزة تسخر الكثير من الجهد والأبواب لشريحة مهمة من المجتمع اليمني- وأعني هنا (المغتربين)- فإنها قد ساهمت ولازالت تساهم في إبراز قضاياهم وآرائهم ونشاطاتهم، وكأني أراها هنا تقوم بدور وزارة المغتربين أفضل مما تقوم به تلك الوزارة للمغتربين. والشئ بالشيء يذكر في هذه المناسبة الجميلة، وفي هذه الطلة البهية لهذا الموقع بعد مرور سنتان على انطلاقته في أجواء تجربة الإعلام الالكتروني اليمني، فإنني لابد أن اذكر موقف لن أنساه لهذه الصحيفة والقائمين عليها، وهو هدف جمع شمل المغتربين من شتى المناطق وفي شتى المهاجر. وتلك احد الأهداف التي تسعى وزارة المغتربين وعلى أساسها تم إنشاء تلك الوزارة، ولكنها لم تحققه حتى اليوم وتحقق بفضل نبأ نيوز. فلك أن تتصور أخي القارئ نحن المغتربون في بقاع الأرض الواسعة، وبحكم ارتباطنا الروحي والفكري بالوطن نتعرف على بعضنا البعض من خلال هذا المنبر الحر والحي والمتجدد. وكان أولى أن تقوم السفارات ووزارة المغتربين بهذه المهمة، ولكن نبأ نيوز قامت بهذا الدور وهي لا تدري. تعرفت أنا شخصيا على الأخ عبد القيوم من خلال كتاباته في نبأ نيوز، وتعرف علي هو وآخرون كذلك. وعندما قمت بزيارة عمل إلى مدينة حفر الباطن ولأول مره قام الأخوان مأمون الدعيس والأخ أكرم مسئول الجالية وآخرون بالواجب وكانت في الواجهة نبأ نيوز، وكأنها تقوم بدور جمع شمل المغتربين. وعند متابعتي لكتابات بعض القراء قمت بمبادرة لقاء الأخ قيس معمر في دولة البحرين الشقيقة. وعندما كنت في رحلة عمل في الصين وددت أن التقي بالإخوة هناك لكن الوقت لم يسعفني. تلك الأحداث والعلاقات التي تكونت ما كانت تتم لولا ما تقوم به نبأ نيوز من دور ريادي في نقل مرحلة اللقاءات من رسائل الايميل إلى اللقاءات الشخصية وهذا بفضل نبأ نيوز وتميزها. هذه تجربة مررت بها ومن المؤكد أن غيري قد مر بمثلها أو أفضل منها، فهي بحق- ومن وجهة نظري- قد تبادلت الأدوار وبايجابية من طرفها مع وزارة المغتربين وبجدارة تحسب لصالح القائمين عليها. لم ارغب أن اذكر تجربتي الشخصية هذه، ولكن وددت أن أشير إلى أحد أهم الأهداف التي تحققت للبعض من المغتربين بعد مرور سنتين على انطلاقتها.. فشكرا نبأ نيوز وكل عام وانتم في تميز. [email protected]