قبل بضع ساعات فقط من انطلاق ملتقى التصالح والتسامح بعدن، خلصت التحضيرات النهائية إلى مليشيات مدنية مسلحة على الطرق، وأنباء عن مقاطعات للمشاركة، ورهان على من يحشد أكثر للفوز بالمنصة، فيما تحولت صور القيادات التاريخية للحزب الاشتراكي إلى بطاقة التعريف الأولى بهوية الحشود المشاركة ومناطقهم وانتماءاتهم. مصادر "نبأ نيوز" في مسرح الأحداث، أكدت: أن الكيانات المشاركة انقسمت إلى ثلاثة اتجاهات بشان صور القيادات التي سترفعها؛ فالمشاركون من محافظتي أبينوشبوة سينفردون برفع صور علي ناصر محمد فقط.. أما أبناء محافظتي الضالع ولحج وجمعيات المتقاعدين فقد قرروا رفع صور علي ناصر محمد وعلي سالم البيض.. فيما أحزاب اللقاء المشترك قررت اللعب بكل الأوراق برفع صور (عبد الفتاح، وعنتر، ومصلح، وشايع، والبيض، والعطاس)، واستثنت صور علي ناصر محمد – في تأكيد منها على تحميله مسئولية مجازر الثالث عشر من يناير 1986م، رغم أن الملتقى يرفع شعار التصالح والتسامح. وتشير المصادر إلى أن فرض اللقاء المشترك لنفسه على الملتقى تسبب بإغضاب ناصر النوبة- رئيس جمعيات المتقاعدين العسكريين- ومغادرته عدن في ساعة مبكرة من صباح يوم أمس السبت متوجها إلى منطقة مسقط رأسه في شبوة، مؤكدة إن مقاطعة النوبة لفعاليات الملتقى سيصاحبها أيضاً مقاطعة حسن باعوم، وأن الاثنين لن يشاركا اليوم الأحد في ملتقى عدن. وتفيد المصادر أن سباقاً يجري بين ثلاث جهات هي: اللقاء المشترك، والجمعيات، وملتقى التسامح – المعروف سابقاً بتيار تصحيح مسار الوحدة- على الذي سيحشد العدد الأكبر ليسيطر على الفعالية ويدير شئون منصتها الخطابية، معللة على ذلك الأساس قيام المشترك بطبع صور جميع القيادات الاشتراكية– باستثناء عل يناصر- في محاولة للحفاظ على وجوده في مختلف المحافظات الجنوبية. ونوهت إلى أن هناك تيار من بين الداعين لتنظيم للملتقى طالب المشاركين بالاعتذار أولاً لعدن وأبنائها عما بدر منهم من مشاكل ومذابح أساءت إليهم.. فيما تيار آخر يقول إن الملتقى لغرض التصالح والتسامح بين شخصيات بارزة، استخدمت عدن وأبناء المناطق الجنوبية كغطاء لأهداف هذه الشخصيات. أما على صعيد ما يجري في الشارع، فتؤكد مصادر "نبا نيوز" في عدن: أن الجهات الأمنية المنتشرة في جميع منافذ المدينة ومخارجها اكتفت بتفتيش البطاقات الشخصية، ومنع دخول السلاح إلى عدن.. كما خصصت منطقة "الرباط الغربية" من دار سعد منطقة لتجميع الحافلات التي وصل بها المشاركون من محافظات أخرى، وقامت بنشر عدد الحواجز الأمنية، التي ينبغي على الوافدين المرور عبرها. وتؤكد المصادر أيضاً قيام أحزاب اللقاء المشترك وبقية التكوينات المشاركة بنشر مليشيات مدنية مسلحة في "حدير ريده" وردفان بالقرب من الطريق العام المؤدي إلى عدن، معللة ذلك بأنه "تحسباً لأي ردود فعل من قبل الدولة"، ليقودوا بدورهم أعمال تقطع للطرق، وخطف، وغيرها– أو ربما مواجهة مسلحة مع أجهزة الدولة اليمنية. هذا وكانت جمعيات المتقاعدين، وأحزاب اللقاء المشترك أعلنت منذ مساء أمس الأول الجمعة عن فتح مقراتها في عدن لتسكين الوافدين إليها من خارجها، في الوقت الذي تكفل كل تكوين منهم بنفقات ترحيل المشاركين من أنصاره من أبناء المحافظات الأخرى.