بدأت في ساعة مبكرة من مساء أمس الجمعة عدد من المحافظات الجنوبية عملية تفويج المشاركين بما يسمى (ملتقى التصالح والتسامح) الذي تنظمه قيادات داعية للانفصال بمشاركة أحزاب اللقاء المشترك، متزامناً مع ذكرى مجزرة 13 يناير 1986م التي شاركت فيها نفس القيادات، وحصدت خلالها أرواح أكثر من عشرة آلاف مواطن يمني في غضون أقل من عشرة أيام. وأكدت مصادر "نبأ نيوز" في عدن رفض المنظمين للملتقى دعوة السلطات المحلية بأخذ تصريح رسمي لإقامة الملتقى- طبقاً لأحكام الدستور اليمني- مشيرة إلى أن مسئول أمني حذر القادمين من خارج عدن "من أي ممارسات قد تستهدف إقلاق الأمن والسكينة العامة". وفي إطار تحضيراتها للمشاركة، فإن محافظات "جنوبية" أخرى شهدت تشكيل لجان لترحيل المشاركين إلى عدن في وقت مبكر تحسباً لأي إجراءات أمنية متشددة. ففي محافظة الضالع أشرف عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي أمين صالح محمد على إعداد الشعارات واللافتات، فيما اتفق اللقاء المشترك وجمعيات المتقاعدين، وما كان يسمى بتيار إصلاح مسار الوحدة سابقاً- ملتقى التصالح والتسامح حالياً- على أن يقوم كل طرف بترحيل أتباعه إلى عدن. وأفادت المصادر أن عبد الباسط اليافعي الملقب ب(الوالي) سيتولى استقبال الوافدين في عدن، فيما فتحت جمعيات المتقاعدين وأحزاب اللقاء المشترك مقراتها لتسكين المشاركين، فيما يتولى حسن باعوم زعامة أعمال الملتقى. وبحسب مصادر "نبأ نيوز" في محافظة أبين فإن لجان "ثلاثية" مماثلة تم تشكيلها لتنظيم دخول المشاركين إلى عدن في ساعة مبكرة من فجر اليوم السبت، وحرص المنظمون على التشديد على ضرورة بقاء المشاركين من أبين في تجمع واحد مميز، وعدم التشتت- فيما بدا أنه حذر من حسابات ما زالت في النفوس. وفيما كانت تنظيمات في الحزب الاشتراكي اليمني أعلنت أمس الجمعة عدم مشاركتها في الملتقى، على خلفية اتهامها له بأنه امتداد للمعارضة الانفصالية في الخارج (تاج)، أصرت أحزاب اللقاء المشترك على المشاركة، بعد معارضة شديدة من قبل جمعيات المتقاعدين التي اتخذت مؤخراً طابعاً انفصالياً مناوئاً للوحدة. وكان الحزب الحاكم شن أمس الأول هجوماً خطابياً على الملتقى، واعتباره محاولة لنبش ملفات الماضي السوداء وتأجيج الفنن، والابتزاز السياسي.