كنت ولا زلت ضد الحجب الإلكتروني، الذي صار مثار نقاشات حادة في الأوساط المعلوماتية مؤخراً ما بين مؤيد ومعارض، إلا أنني اليوم فوجئت بصديق يتصل بي ليسألني ما إذا كان موقع "المؤتمر نت" التابع للحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) يعمل لدي أم لا، فجربت الدخول إليه ولم أفلح، فأجبته بالنفي، فما كان منه إلا أن أطلق تنهيدة طويلة، فسألته: خيراً، ما الذي يزعجك، فأخبرني القصة من أولها. والقصة كالآتي: لم يعمل موقع "المؤتمر نت" منذ عصر يوم الأربعاء 13 فبراير، واتصل بصديقي العاملون في الموقع باعتباره صاحب الشركة المصممة للموقع، فقام بتجربة الدخول ولم يفلح بذلك، فقام ببعض الفحوصات للموقع فوجد أنه يعمل على ما يرام خارج اليمن، إلا أنه لا يعمل داخل اليمن! وليطمئن قلبه قام بالاتصال بعدد من الأصدقاء في السعودية وسوريا وأمريكا، فأجابوه أن الموقع يعمل على ما يرام! وقام العاملون في الموقع بدورهم بالاتصال مع "يمن نت"، فأجابوهم بالجواب الجاهز دائماً: (المشكلة مع الشركة المصممة للموقع)!! وعندما أخبر القائمون على الموقع صديقي بهذا الرد، استغرب جداً واتصل بيمن نت، فغيروا جوابهم له إلى: (الموقع شغال عندنا)!! فأخبرهم صديقي أن الموقع لا يعمل لديه ولا عند إدارة الموقع علماً أنهم ليسوا في منطقة جغرافية واحدة، فأكدوا له أن الموقع يعمل بشكل طبيعي، وهذا كافٍ بالنسبة لهم لتفسير الموقف!! فما كان منه إلا أن اتصل بعدد من الأصدقاء داخل اليمن فأكدوا له جميعاً –ولاحظوا كلمة جميعاً- أن الموقع لا يعمل!! ولا أريد من الأخوة القراء إلا أن يحلوا لي هذا اللغز، هل أصدق صديقي أم أصدق يمن نت، هل كل العالم (يتآمرون) ضد يمن نت، هل كل الذين أكدوا عدم فتح الموقع متآمرون؟! هل يمن نت (شجرة مثمرة) ترمى بحجارة (الحاقدين)، فما بالك إذا كان الحاقدون هم الشعب كله! إذن ليس هناك من احتمال إلا أن الطرف الثاني– يمن نت- هم المتآمرون، والموقع –بالتالي- محجوب!! لأنه لو كان هنالك عطل لقال العاملون في يمن نت أن العطل هو السبب في توقف الموقع، لكن تأكيدهم على أن الموقع يعمل، معناه أنهم (يتسترون) على أمر ما. وبما أننا وصلنا إلى هذه الحقيقة عبر تحليل منطقي مرتب، فلماذا تقوم يمن نت بحجب موقع المؤتمر نت وهو أصلاً يتبع الحزب الحاكم؟! قد نفهم أن يحجبوا بعض المواقع مثل يمن بورتال، حضرموت نيوز، عدن برس، وغيرها الكثير –رغم إنكارهم الكامل بأنهم قد حجبوا هذه المواقع!!- لكن من غير المنطقي أن يتم حجب المؤتمر نت، وستقولون في أنفسكم، لا بد أن كاتب المقال قد أصابته أمراض الشيخوخة بالعته والخرف، لكن اصبروا فسنوات العمر قد تكسب الإنسان الخبرة إلى جانب الخرف. سأفسر لكم ما حدث وأعطي له دليلاً من الواقع، ما حدث أيها السادة الكرام أن موقع المؤتمر نت قد نشر في اليوم الذي سبق إيقافه تقريراً عن (التكفيريين)، لم يعجب الكثيرين ومنهم على ما يبدو القائمون على يمن نت!! ستقولون لي: لقد بلغ منك الخرف مبلغه يا أخي، وسأرد عليكم صبراً، هل تعرفون موقع (صوت الجنوب)، هو واحد من المواقع التي تعمل بشكل طبيعي من وجهة نظر يمن نت، ولا تعمل عند أكثر من عشرين مليون يمني، أي بعبارة أخرى (محجوب)، وهذا الموقع ظل محجوباً لفترة طويلة جداً، إلا أنه في يوم 30 نوفمبر الماضي (يوم الزحف المقدس) كما أطلق عليه القائمون على موقع (صوت الجنوب)، وهو اليوم الذي امتلأ فيه المنتدى بالشتم والسب (للدحابشة) أي اليوم الوحيد في السنة الذي كنت سأؤيد فيه فكرة حجب الموقع، كان الموقع مفتوحاً يستقبل كل الزوار!! تخيلوا معي!! هل من المنطق هذا؟! هل هي الصدفة؟ نفس الصدفة التي جعلت موقع المؤتمر نت يحجب بعد أقل من يوم من نشره تقريراً قوياً ضد (التكفيريين) أم أن هناك من القائمين على يمن نت من يعمل لحساب أفكاره وتوجهاته الخاصة؟! أنا من ناحيتي لا أؤمن كثيراً بهذه الصدف، فهل تؤمنون بها أنتم أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟!