في واحدة من أسوء حقب تدهور الرعاية الصحية، إنضم اليوم الأربعاء مرضى "الناعور"- النزيف الدموي- إلى قائمة ضحايا الفساد المستشري بوزارة الصحة، رافعين نداء إستغاثة باسم أكثر من 250 مريضاً ومريضة بالنزيف الدموي، مطالبين بالدواء الذي إختفى من الوزارة منذ ثلاثة أشهر، وباتت أرواحهم قاب قوسين أو أدني من الموت. فقد كشف مرضى "الناعور"- نزيف الدم- من عدم توفر العلاج الخاص بمرضهم، واختفاءه من وزارة الصحة والصيدليات العامة منذ 3 أشهر، وطالبوا- في رسالة تلقتها "نبأ نيوز"- وزارة الصحة بتوفير الأدوية، مؤكدين أن تأخر استخدامها يؤدي الى مضاعفات خطيرة، فضلاً عن إن تكاليف تلك الأدوية باهظة الثمن إذ تبلغ تكلفة علاج المصاب بهذا المرض ما يقارب ال 100 ألف ريال للحالة الواحدة عند الإصابة. من جهته وصف الدكتور ناشر الأغبر، المختص بعلاج المرضى المصابين بهذا المرض- بأنه "من الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة المصاب بها، حيث يعيش في قلق وخوف طوال حياته، ولمجرد ان يتعرض لأي جرح بسيط فإن ذلك يتسبب له بنزيف دموي لا يستطيع إيقافه الا عن طريق استخدامه الأدوية الخاصة بذلك". وأشار الى ان: تكلفة أدوية المرض عالية في حين ان أغلب المصابين به هم من الأسر الفقيرة، إضافة الى انه يصاب به أحيانا اكثر من فرد في الاسرة الواحدة، وبعضها يصاب كل أفرادها. وأكد الدكتور الاغبري: "ان الشخص المصاب بذلك قد يجد نفسه سليماً ولا تظهر عليه أعراض المرض إلا عند الاصابة بجرح أو ما شابه ذلك، مضيفاً: أن المصابين بهذا المرض لربما معاناتهم تزداد اكثر من معاناة مريض السرطان والكلى وغيرها من الأمراض المستعصية كون مصابه معرضاً للإصابة في أي وقت وتزداد المعاناة اكثر لدى ساكني الريف حيث لا توجد الأدوية الخاصة لهذا المرض. وأوضح الاغبري: "ان هناك أكثر من 250 حالة مصابه بمرض الناعور مهددين جميعهم بالخطر اذا لم تعمل وزارة الصحة العامة والسكان على توفير الأدوية الخاصة بذلك والتي اختفت منذ ثلاثة أشهر، داعياً وسائل الاعلام المختلفة- وخاصة منها الرسمية- الى الاهتمام بهذه الشريحة من المرضى ونقل معاناتهم. وشدد المصابون بمرض الناعور مطالبتهم بتوفير الأدوية، والنظر الى حالتهم الإنسانية بعين الاعتبار من قبل وزارة الصحة العامة والسكان، منوهين الى انه في حالة عدم توفر أدويتهم بأقرب وقت ممكن فإنهم سيلجأون الى الاعتصامات المفتوحة إسوةً بأمثالهم من مرضى الكلى والكبد والقلب.