دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    تضامن حضرموت يحلق بجاره الشعب إلى نهائي البطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت بفوزه على سيئون    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    مجلس وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل يناقش عدداً من القضايا المدرجة في جدول أعماله    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    الصين تبدأ بافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في اليمن    تشيلسي يسعى لتحقيق رقم مميز امام توتنهام    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    صواريخ الحوثي تُبحِر نحو المجهول: ماذا تخفي طموحات زعيم الحوثيين؟...صحفي يجيب    المنخفض الجوي في اليمن يلحق الضرر ب5 آلاف أسرة نازحة جراء المنخفض الجوي باليمن    انهيار حوثي جديد: 5 من كبار الضباط يسقطون في ميدان المعركة    نائب رئيس نادي الطليعة يوضح الملصق الدعائي بباص النادي تم باتفاق مع الادارة    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    كان طفلا يرعى الغنم فانفجر به لغم حوثي.. شاهد البطل الذي رفع العلم وصور الرئيس العليمي بيديه المبتورتين يروي قصته    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    توضيح من أمن عدن بشأن مطاردة ناشط موالٍ للانتقالي    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    الحوثيون يعلنون استعدادهم لدعم إيران في حرب إقليمية: تصعيد التوتر في المنطقة بعد هجمات على السفن    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    غارسيا يتحدث عن مستقبله    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(مجلة العربي).. نصف قرن من أسفار عالم شامخ
نشر في نبأ نيوز يوم 21 - 03 - 2008

بقلم: سعادة/ سالم غصاب الزمانان- سفير دولة الكويت بصنعاء
في ديسمبر/ كانون الاول من عام 1958 صدر العدد الاول من مجلة العربي، حاملا في مضمونه فعلا جوهر المعنى الذي يتبادر الى الذهن عند سماع الاسم، ولم يكن ذلك المضمون منفصما البته طيلة 50 عاما من عمر المجلة عن المعنى والهدف الذي رسم للمجلة قبل صدور العدد الاول منها التي جسدت حلما عربيا كان العالم العربي يعيشه بارهاصات حركات التحرر التي بلغت اوجها نهاية الخمسينيات، فالوحدة المصرية السورية كانت في أول عهدها، والشعب الجزائري يخوض نضاله ضد المحتل، والكويت تقترب كثيرا من موعد اعلان الاستقلال وهنا في اليمن كانت شرارات الثورة التي خمدت بعد فشل حركة 48 في الشمال، قد بدأت تستعيد توهجها استعدادا لاعلان قيام الجمهوريتين تحررا من الامامة في الشمال والاستعمار البريطاني في الجنوب، كل ذلك كان متزامنا مع اختفاء مجلات عربية كانت تشغل حيزا من الفراغ الادبي والعلمي مثل المقتطف والرسالة والثقافة في مصر.
ومن تلك العوامل جاءت الفكرة التي تتضمن مشروعا يختزل قواسما مشتركة تعيشها هذه الشعوب، تمثلت بانشاء مجلة تصدر في الكويت وتعبر عن كل العرب، تجتاز كل الحدود، ولا تعير ادنى اهتمام بالخلافات السياسية والفكرية الضيقة، ووضعت الخطوط العريضة لهذه المجلة وتحدد دورها من خلال الموضوعات التي نص عليها قرار إنشائها الذي صدر كوثيقة رسمية عن دائرة المطبوعات، والتي كان يرأسها حينها حضرة صاحب السمو الشيخ/ صباح الاحمد الجابر الصباح، امير دولة الكويت حاليا، ونشر القرار في الجريدة الرسمية "الكويت اليوم" في عددها رقم "168" بتاريخ 30/3/1958، ونص على التالي: "رأت دائرة المطبوعات والنشر أن عليها واجبا ثقافيا يجب أن تضطلع به وتؤديه لسائر أبناء العروبة خدمة قومية مجردة من كل غرض أو هدف يفسد معاني الخدمة القومية الحقة.
وقد ركزت دعائم هذا الواجب الثقافي في: إصدار مجلة علمية أدبية اجتماعية ثقافية جامعة تضم بين صفحاتها مع ما تضم عصارة أفكار المفكرين، وخلاصة تجارب العلماء المبرزين، وروائع قرائح الشعراء المبدعين، وفوق هذا وذاك تعنى عناية خاصة بالمواضيع المصورة المدروسة دراسة علمية عن كل قطر من أقطار العروبة تتناول السكان والمحاصيل والثروات سواء أكانت هذه الثروات حيوانية أم نباتية أم معدنية أم مائية.
ورسم لهذه المجلة اطار اُستمد فضاءه الواسع من ارقى التجارب الصحفية العالمية، بما يلبي احتياجات القارئ العربي بمختلف اهتماماته الفكرية والثقافية، لتتضمن كل ما ينمي الثقافة والمعرفة، ويشبع حاجة القارئ من المعلومة التي يفتقر اليها في مجالات الادب والفنون والمشاكل الاجتماعية والمقالات المصورة والعلوم ونقد الكتب والاقتصاد، ولوحات فوتوغرافية تصور جانبا من الحياة العربية.
ولأجل تحقيق تلك الاهداف، التي اجتمعت في جملة واحدة تقول "اعرف وطنك"، ولغرض الارتقاء بمستوى المجلة، فقد حظيت باهتمام بالغ من الشيخ عبد الله السالم الصباح امير دولة الكويت حينها، والشيخ صباح الاحمد الصباح مدير دائرة المطبوعات والنشر، والأستاذ بدر خالد البدر والأستاذ أحمد السقاف، واطلقت صلاحيات التأسيس لكبار المثقفين العرب، وفق المنهجية والرؤية المرسومة للمجلة، ومن هذا المنطلق وتجسيدا للقيم التي تحملها المجلة، تم التواصل مع كبار المثقفين والادباء في مصر ولبنان وسوريا والعراق والسعودية واليمن، وغيرها من الدول العربية، واختير لرئاسة تحريرها الدكتور احمد زكي وهو رجل العلم والأدب والتجارب والخبرة، الذي شغل قبلها منصب رئيس جامعة القاهرة، ووزير في اول حكومة مصرية بعد ثورة 1952، حامل شهادتي الدكتوراة الفلسفية عام 1924، والعلوم عام 1928، رئيس الاتحاد الثقافي المصري، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة والمجمعين العلميين بدمشق وبغداد، وهو الشخصية المستقلة البارزة فهو المثقف الذي لم يتفرغ للكتابة في السياسة ولا للاتصال بالأحزاب مما صبغ مجلة العربي بصبغة الاستقلالية الفكرية التي تجمع ولا تفرق ، تغلب الكليات على الجزيئات، وتعرض الجوهر دون المظهر، ليعكس اختيار هذا الرمز الثقافي العملاق ذي الجنسية المصرية مدى جدية ومصداقية مؤسسي المجلة على عربيتها، واضفى اختيار الدكتور روحا جديدة في الصحافة العربية جعلت مجلة العربي ضيفا شهريا على معظم البيوت العربية من المحيط الى الخليج.
هكذا كان مخاض "العربي"، التي انطلقت بهوية قومية ولسان عربي مبين، وفي هذا الاصدار البكر كتب الدكتور أحمد زكي في باكورة أعدادها أنها للوطن العربي كله، من الخليج شرقا إلى المحيط غربا، وأنها ضد الجهل، ومع المعرفة. وكانت معرفة العربي لأخيه العربي من الأولويات، لذا حرصت في الأعداد الأولى أن تقدم رحلاتها العربية تحت شعار «اعرف وطنك أيها العربي».
صدر اول عدد منها دون أن تستأثر فيه الدولة الممولة بديباجة التدشين المعتادة المعددة لمحاسن الراعي والممول، بل بدأت بتذوق تمر البصرة، وحيّت المناضلين البواسل في الجزائر، وسلطت الضوء على حضارة زاهرة في البحرين، وباتت ساهرة في ليل ساطع بالقاهرة، وعرجت على مقيل يجمع الناس بشجرة القات في اليمن، لتحمل عناوين الاستطلاعات تلك البذرة الاولى لعصر جديد من الثقافة العربية، كانت العربي دعامتها الاولى وبلا منازع لا زالت كذلك حتى يومنا هذا.
ساهمت مجلة العربي في تعريف العرب بعضهم ببعض وبتراثهم وحضارتهم مجسدة شعار اعرف وطنك انف الذكر. اكثر من ذلك عرفت المواطن العربي بالعالم من حوله شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، اذ أجرت وفود العربي استطلاعات لمعالم عالمية مختلفة على امتداد القارات ومن أكثر مناطق العالم نأيا، وكانت نخبة من كتابها ومصوريها قد نقلت إلى قارئ العربي، صورًا حية من كل بقاع الأرض.
عندما أنشأت الكويت هذا المشروع الثقافي الكبير وكان بداية إسهاماتها الثقافية في خدمة الثقافة العربية فإنما قدمته لإيمانها بالواجب نحو الأمة العربية، وهو الواجب الذي جعل دولة الكويت تسخر ثرواتها التي من الله بها عليها لصالح تنمية العقل العربي باسهاماتها المختلفة في تنمية البلدان العربية والمشاركة في تأسيس بناها التحتية العلمية والتعليمية بشكل بارز، وهي تنمية لعقل الانسان حجر الزاوية لكل تنمية تتحقق في هذا العالم، هذا الانسان الذي تقاس حضارة الشعوب بمستويات تعليمه وبثقافته العلمية وبالخدمات التي يحظى بها، وكان دور كويت ما بعد الاستقلال في عام 1962، امتداداً لما قبله والذي كانت مجلة العربي ابرز معالمه.
كانت اليمن حاضرة في مجلة العربي منذ عددها الاول، حيث كانت شجرة القات عنوان لاستطلاع ضمّن بين دفتي العدد الاول، ولم تكن اليمن قط هامشا في المجلة بل كانت طرفا بارزا وفاعلا في تأسيسها، فلا احد يسترجع ذاكرة العربي، ومخاض التأسيس الا ويبرز الشاعر والاديب الكبير الاستاذ احمد السقاف، صاحب كتاب انا عائد من جنوب الجزيرة العربية، كأحد ابرز مهندسي هذا المشروع الثقافي العملاق، فقد كلف في ديسمبر من عام 1957م من قبل حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الصباح بالسفر إلى بعض الأقطار العربية، للتعاقد مع من يقع عليهم اختياره لإصدار مجلة ثقافية ضخمة، وهو من التقى في مصر مع الدكتور أحمد زكي وبعض المحررين والفنيين، ولا يتناهى اسم هذا العملاق الكبير، الى الاذهان الا واقترن اسمه بالكويت كوطن يحمل جنسيته، واليمن كجذر لاسرة عريقة يعد الاستاذ السقاف احد ابرز فروعها، ويحمل اديبنا الكبير وسام (مأرب) من الجمهورية العربية اليمنية، ووسام (الاستقلال) من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، تقديراً لما قدَّمت الكويت عن طريقه من خدمات أثناء إشرافه على الهيئة العامة للجنوب والخليج العربي..
اكثر من ذلك، فقد ساهم أدباء ومثقفون وشعراء يمنيون فعليا في تأسيس مجلة العربي، بل كانوا من ابرز المستشارين في اختيار طاقم العدد الاول، وربما لا يخفى على كثيرين أنه ومن بيروت تم ترشيح الأستاذ قدري قلعجي ليشغل منصب سكرتير تحرير للمجلة، وكان ترشيحه من قبل السياسي البارز والاديب المثقف الكبير الأستاذ أحمد محمد النعمان والأديب والشاعر اليمني الاستاذ محمد محمود الزبيري.
وظلت اليمن بارزة على مر السنين في مجلة العربي، فقد زارت وفودها اليمن عدة مرات وحطوا رحالهم في شبام حضرموت والمكلا، وسد مأرب، كما احتضنت الصحيفة في عدد من اعدادها كثيرا من الاعمال والكتابات لمثقفين وكتاب وشعراء يمنيين، وتعد العلاقة بين المجلة وبين القارئ العربي في اليمن من اشد العلاقات تميزا وثراء، وتأتي اليمن في مقدمة البلدان العربية من حيث توزيع المجلة الاولى في اليمن.
وفي سياق الاهتمام بتطوير المجلة، كان لا بد ان تهتم المجلة بالطفل العربي الناشيء الذي تتجاذبه الثقافات من كل حدب وصوب، وحتى لا يصل مرحلة نبوغ يجد فيها مجلة ابائه ثقيلة على مستوى فهمه، ومن هذا المنطلق كانت مجلة العربي الصغير التي صدر العدد الأول منها كمجلة مستقلة في فبراير 1986، وكانت قبل ذلك تصدر كملحق صغير داخل مجلة العربي، وظلت مستمرة في الانتشار إلى شهر أغسطس من العام 1990 حيث توقفت عن الصدور بسبب الغزو، ولم يعد إصدارها إلا في شهر مايو من العام 1997. وتطورت إلى أن أصبحت تصدر الآن في سبع وأربعين صفحة، وأصبح لها ملحقها الخاص وهو عبارة عن 16 صفحة تحتوي أحيانا على ألعاب وتسال أو قصة كاملة.
ومن منطلق مواكبة التطور العلمي ومسايرة متغيرات العصر الذي نعيشه، كان لابد لمجلة العربي من الاتساع والتخصص أكثر لضمان البقاء أطول، وبعد جهد طويل تمخض بصدور ملحق لمجلة العربي، فكان ملحق "العربي العلمي"، الذي يحتوي على كم هائل من المعلومات العلمية الحديثة من حيث النشر في مجلة علمية عربية فأغلب مايطرحه الملحق العلمي هو موضوعات تسعى إلى تزويد القارئ بها ووضعه في آخر التطورات العلمية التي توصل لها العالم الغربي في مختلف المجالات العلمية متمسكة بحيادية الطرح وموضوعية المنهج دون إقصاء أو استبعاد لأي معلومة متزودة بإيمان مطلق في حرية المعرفة، وبهذا الملحق عادلت أسرة العربي كفتي الميزان ونجحت في إضفاء لمحة القرن الحادي والعشرين على المجلة لتثبيت جذورها العربية ومواصلة التقدم إلى الأمام.
تأتي هذه الفعالية بمرور خمسين عاما على صدور مجلة كل العرب، امتدادا لفعاليات اخرى اقيمت منذ مطلع هذا العام في دولة الكويت ودول عربية واوروبية اخرى.
فعلى مدى ثلاثة ايام من 14-16 يناير الماضي أحيت مجلة العربي في الكويت سلسلة من الفعاليات ضمن برنامج احتفالها باليوبيل الذهبي لصدورها "مجلة شهرية ثقافية مصورة"، وافتتح القائمون على المجلة فعاليات احتفالاتهم بعقد ندوة "مجلة العربي ولغتها العربية نصف قرن من المعرفة والاستنارة" حضرها عدد كبير من مدراء وكتاب وقراء المجلة من داخل الكويت وخارجها جرى فيها تسليم عدد منهم دروعا تذكارية نظير الخدمات التي قدموها للمجلة، واقيمت على هامش فعاليات الاحتفاء إقامة عدة ندوات ثقافية تدور حول تقييم مسيرة المجلة على مدى خمسين عاما وتطلعاتها للمستقبل، والدور الذي قامت به في نشر ودعم اللغة العربية وآدابها في العالم العربي وخارجه.
وفي مدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية ستحتفل مكتبة الإسكندرية في شهر أبريل القادم باليوبيل الذهبي لمجلة العربي، وستستضيف في هذا المحفل أعلام الثقافة العربية في مصر والوطن العربي للمشاركة في ندوة بحثية عن دور «العربي» على مدى نصف قرن. كما تصدر المكتبة كتابا توثيقيا وتذكاريا مصورًا للرحلة الثقافية للمجلة.
وفي العاصمة المغربية الرباط كانت " مجلة العربي بعيون مغربية" عنوان لكتاب تصدره العربي سجل بين دفتيه شهادات لستين اديبا مغربيا يتضمن شهادات مبدعي المغرب حول مسيرة مجلة العربي، حيث صنف عبدالرحيم العلام، وهو باحث وناقد من المغرب العربي، كتابًا بعنوان «مجلة العربي بعيون مغربية»، عدَّه مساهمة من المغرب العربي الذي كان حاضرا في هذه المجلة منذ عددها السادس، الصادر في مايو 1959، بمقالة للمؤرخ المغربي الدكتور عبد الهادي التازي، الذي كان آنذاك مراسلا للمجلة في المغرب وكانت مقالته عن «جامعة القرويين بفاس»، تلاها استطلاع أنجزته السيدة ثريا بوطالب، عن «المرأة في المغرب»، نشر في العدد الحادي عشر، أكتوبر 1959، بعنوان «فتاة مغربية تتحدث: المرأة المغربية حائرة بين حياء العرب وبهارج الغرب".
وفي باريس اعتمد المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اقتراح دولة الكويت بإدراج احتفالية مجلة العربي بيوبيلها الذهبي في العام 2008 ضمن الفعاليات الثقافية للمنظمة الدولية، نظرًا للدور الذي تمثله «العربي»، ولاتزال، في وجدان الثقافة العربية والحضارة الإنسانية. وسوف تنظم في الأسبوع الأول من شهر مايو القادم بالعاصمة الفرنسية وفي مقر اليونسكو احتفالية تتضمن معرضا لصور «العربي» عند أطراف العالم، يتجاوز برحلات «العربي» المستوى السياحي أو العِرقي والإثني أوالمعلوماتي فقط، ليستعرض عددا من التجارب المهمة في تطوير تقنيات التكنولوجيا والطب والصناعة والزراعة في أوروبا وآسيا وغيرهما من بقاع العالم، مع التوقف أمام الحرف والمهارات التقليدية التي تتوارثها أجيال العالم جيلا بعد آخر، ويتمسك بها كأنها جزء من هويته ومن ميراثه الثقافي والحضاري.
ومع احتفالية العربي بعددها الاول بعد اتمام خمسينيتها الاولى، عادت المجلة وعلى غلافها فتاة العدد العدد الاول وقد بدا على ملامحها اثار خمسين عاما مرت بحلوها ومرها، كذلك مرت على دولنا العربية التي ربما يبدو حال الفتاة احسن حالا منها، فبرغم نيل تلك الدول لاستقلالها ونيلها الحرية وتعثر بعض المشاريع الوحدوية، الا ان خلافات السياسة تبدو اكثر وقعا وتأثيرا اليوم مما كانت عليه نهاية الخمسينيات، رغم رزوح معظم البلدان حينها تحت وطأة الاستعمار. وحدها لا زالت مجلة العربي ثابتة شامخة جامعة لكل معاني الاخاء والعروبة والوحدة، وحدها العربي لم تتاثر بخلافات ونزاعات الدول، وظلت تواصل رسالتها التاريخية السامية في تعريف العربي بوطنه، بل وزاد من افقها وتطورها وتقدمها ما شهدته من مواكبة للعصر في شتى المجالات، والعلوم والفنون، يبدو العربي وحدها عالما فريدا شامخا وسط محيط متغير في اكثر الاحيان الى الاسوأ...
* إستعرض سعادة السفير هذه المسيرة في إحتفال أقامته السفارة بالتعاون مع نادي القصة "إلمقه" يوم الخميس 20/ مارس في بيت الثقافة اليمني.. ومن أجل ألاّ تتيه الأجيال الناشئة عن ذاكرة الأمة الثقافية، ومنبرها العريق، أوردت "نبأ نيوز" ما أوجزه سعادة السفير سالم الزمانان، لمسيرة 50 عاماً من عمر مجلة العربي!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.