بكل أسف هناك الكثير من الأقلام المأجورة هذه الأيام تعمل جاهدة لتخريب معنى مصطلح (المواطنة) يساعدهم في ذلك زمرة من المرتزقة الحاقدين من أتباع قوى الظلام والشمولية الذين يسعون إلى تمزيق الوطن اليمني مستفيدين من تدني الظروف المعيشية للمواطن اليمني فسارعت تلك الأبواق إلى تعبئة الشارع بالكثير من الأكاذيب جعلت ذلك المواطن البسيط يعتقد أن غلاء الأسعار لا يوجد إلا في اليمن رغم أن تلك الظاهرة عالمية. إن التعريف العام لمبدأ المواطنة ينحصر في: المشاركة الواعية والفاعلة لكل شخص دون استثناء ودون وصاية من أي نوع في بناء الإطار الاجتماعي والتنموي والسياسي والثقافي للدولة. فإذا كان ذلك هو تعريف المواطنة عند عقلاء الناس، فان تعريف المواطنة عند المأجورين هو تخريب ممتلكات الآخرين وترويع الآمنين وتكسير ونهب المكاتب الحكومية والاعتداء على حريات الآخرين والدعوة لتمزيق الوطن والحديث بلغة المناطقية العفنة وتحريض البسطاء من عامة الشعب لتحقيق أهداف أولئك الذين يطمحون في العودة لحكم الشعب حتى يتمكنوا من ممارسة هواياتهم المفضلة في القتل وسفك الدماء ونهب أموال الشعب فتاريخهم يعرفه كل العقلاء من ابنا الوطن. أن تلك الفئة لا تعرف معنى المواطنة بل هم ومن يقف ورائهم مجموعة من المفسدين في الأرض وإنه لحري بكل عاقل أن يأسف ممن يحصر معنى المواطنة في ترديد الكلام ومداد الأقلام فقط، متناسيينً أن ذلك مجرد جزء من المفهوم الكبير لمعنى المواطنة، فأولئك يضيق فهمم لمعنى المواطنة وتثقل أقدامهم عن مد رواق ذلك المفهوم إلى مدى أوسع وأفق أرفع! إن حب الوطن والحنين إليه والدفاع عنه هو سنة فطرية وجبلة نفسية، لا يتجرد منها إلا الذين ماتت قلوبهم وضمائرهم الذين تجردوا من كل القيم والأخلاقيات المتعطشين لمناظر الحرائق والدماء وقتل الأبرياء، وأولئك معروفين وأهدافهم واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ولا تحتاج لعناء البحث ولا حشد براهين. إن المواطنة الحقيقة، تعبر عن نظافة في الباطن من الغش والكذب والخداع، ونظافة في الظاهر في التعامل في المكتب والشارع أو مع أسرة وصديق، والوطن والانتماء إليه بالمواطنة، مفهوم واسع يشمل التزاماً بالحقوق والواجبات، وحفظاً للمكتسبات، وصدقاً مع الأفراد والجماعات، إن المواطنة مبدأ رائع في التظافر والتكافل والتآزر لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية! إن ما يحزن المواطن المخلص هو أن يرى إنساناً يصعد على أكتاف الآخرين بسحقهم، ويمدح نفسه بذمهم، ويرفع قدره بخفضهم، ويشبع بجوعهم، ويدعي المواطنة والوطن منه براء. لذلك فان صفة المواطنة لا تنطبق على كل من يسعى إلى نشر الفتنة وعدم الاستقرار وتمزيق الوطن، وكذلك من يسلخ من أظهر الفقراء والمظلومين ملايين الريالات أو مشاركة المستثمرين في أموالهم، مقابل قضاء حاجتهم التي بين يديه. كما أن الحديث بلسان المناطقية الضيقة ليس من المواطنة في شيء فالشخص الذي يتكلم بتلك اللغة قصير النظر ضيق الإدراك لا يعلم أن المواطن كبير بكبر وطنه ويصبح قزم إذا كان لا يرى نفسه إلا في تلك القرية أو المنطقة. إن على كل المسئولين في الدولة وقيادات الأحزاب والكتاب وكل مواطن شريف تهمه مصلحة الوطن أن يضع نصب عينيه إن المواطنة الحقيقية هي الصدق في الولاء، وجد واجتهاد في العطاء وهي عدتنا في البلاء ورحمة لنا في الرخاء، المواطنة الحقيقيةً هي بيعة الشعب لمن لديه القدرة على حفظ المال، وأمانة في الأقوال والأفعال، والقيام بالحق والعدل! وباختصار فالمواطنة نزاهة في الكلمة والقلب واليد والقلم، ومشاركة في الفرح والألم وحفظ للأعراض والذمم، وشحذ للعزائم والهمم.اللهم احم وطننا من الفتن. [email protected]