إنها كلمةُ الحق التي بها تستقيمُ الحياة وتُدفع الأخطار عن الوطن، وتُردُّ المظالم، وتكبح جماحَ الطامعين، وتلجم الأبواق المريضة المتربصة، فهي من صميم مسؤوليتنا سلطة ومعارضة، حكاماً ومحكومين، صحافيين ومرشدين، وإلاّ فما قيمة أقلامنا إن لم نقلها بكلِّ صدقٍ وتجردٍ وشفافية، لترسيخ القيم النبيلة ودرء المفاسد وتدعيم أواصر المحبة والألفة والنهوض بالوطن والمواطن نحو الأمن والاستقرار والتنمية والبناء. فلا خير فينا إن لم نقل لمن يعبثون بأمن واستقرار الوطن: قفوا عند حدكم، ولمن يحاولون تمزيق وحدتنا وطمس هويتنا والتخندق خلف المناطقية والعصبية الضيقة: عارٌ عليكم ما تقومون به وتدعون إليه. ولا خير فينا إذا لم نعرف الحقَّ حتى على أنفسنا ونقول للمُحسن أحسنت وللمُسيء أسأت ولو كان من أقرب الناس. ولا خير فينا أيضاً إن لم نقل للفاسدين كفى عبثاً بأموال الناس ومصالحهم ومستقبلهم، ونكشف ألاعيبهم والتواءاتهم ونطالب بإقصائهم من مناصبهم ومحاكمتهم حتى تطالهم يد القانون لأنهم سببٌ رئيسٌ في هذه التداعيات غير محسوبة العواقب، فالفوضويون يتشبثون بقشة الفاسدين ويبررون أعمالهم الإجرامية بفساد وأخطاء بعض المسؤولين وتصرفاتهم اللا مسؤولة. نعم.. لقد أثبت الكثيرون منهم أنهم غيرُ جديرين بالمناصب التي يتولونها، وأنهم ليسوا أهلاً للثقة التي أولتهم إيّاها القيادة السياسية، لذلك فليس أمامهم إلاّ مغادرتها وتركها لأصحاب الأيادي النظيفة المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة، فهم بتلك التصرفات يسيئون إلى البلد, ويعرقلون مسيرتها التنموية التي ينشدها الشعب. أعتقد أن من واجباتنا جميعاً تجاه هذا الوطن حمايته من كل الأخطار المحدقة به باعتباره أصلَ الثوابت التي تجمعنا والحضن الدافىء الذي يؤوينا، وما دون ذلك من انتماءات إنما هي الاستثناء ولا يعول عليها إلاّ أربابُ النظرات الضيقة، فلا عزةَ ولا كرامةَ إلاّ بشموخ وطننا، ولا عيشَاً كريماً إلاّ بتطبيق النظام والقانون على الصغيرِ والكبير، الغني والفقير، الشيخ والمواطن. لا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيكم أيها المعنيون في السلطة والمعارضة إن لم تسمعوها. فاصلة: إعلانُ الإخوة في أحزاب اللقاء المشترك قبول مبادرة فخامة الأخ رئيس الجمهورية، أمرٌ إيجابيٌ يستحق الإشادة، إلاّ أننا كما حذّرنا من قبل، نحذرُ ممن لا يقتاتون إلاّ من الفتن، ولا يريدون الخير لهذا الوطن، خاصة قنوات الانقلابات الجديدة التي تتبنى بكل صراحة الفوضى اللا خلاقة والتي كشفت عن نواياها الحقيقية كونها تهيىء لمشاريعها الفوضوية في المنطقة، حيث لم يرق لها ذلك التوافق منذ لحظاته الأولى. [email protected]