المتتبع للخطوات التي تتبعها عناصر التخريب في حراكها السياسي داخل الوطن وخارجه يدرك بما لايدع مجالاً للشك أن هذه العناصر تعمل وفق أجندة تنفذها تباعاً بدءا في مدينة عدن وانتشارا في بقية مدن المحافظات الجنوبية والشرقية والغربية من الجمهورية اليمنية وبعض محافظات الوسط وأخيراً انتقل إلى السفارات والقنصليات، والجاليات اليمنية في الخارج ومخاطبة أبناء الجاليات اليمنية المقيمة في بلاد المهجر بالعاطفة ودغدغة المشاعر الوطنية التي تبحث عن قارئ لها. وقد بدءا حراكها حقوقي وتحول بعد ذلك إلى حراك سياسي تبغي من ورائه تحقيق مكاسب سياسية ومادية، وتحريك الشارع مبكراً يكسبها نوع من السبق في كسب ود الشارع مستغلة غليان الشارع اليمني نتيجة للغلاء العالمي للأسعار وتفشي الفساد في العديد من المرافق الحكومية وغير الحكومية والتي غالبها تأتي من عناصرها المتواجدين في مفاصل الدولة والقطاع الخاص وتقوم بممارسة الخيانة للوظيفة العامة التي تشغلها. وفي المقابل اتخذ المؤتمر الشعبي العام "حزب الأغلبية" سلوكاً وسطاً متحاشياً مجادلة هذه العناصر التي تسعى إلى الاستفزاز والزج بالمواطن في عراك ومهاترات مناطقية ومذهبية كي تمرر مخططاتها المدعومة من عناصر الردة والانفصال في الخارج فاختار المؤتمر الشعبي العام العمل بصمت من اجل التنمية دون الالتفات إلى ما تقوله هذه العناصر التي تتباكي على أطلال الماضي التعيس وتتغنى بأمجاد الماضي المليء بالدماء وقهر الرجال وأرملة النساء وتمزيق بنية الأسرة اليمنية الواحدة.... ولم يقتصر الأمر على الداخل بل انتقل إلى الخارج بتحريكها لعناصرها من الطابور الخامس المتواجدة في السفارات والقنصليات والجاليات اليمنية، والذين يعملون على هدم البنية الوطنية وزرع الفرقة والفتنة المناطقية والمذهبية بين أبناء الجاليات اليمنية من خلال تأليبهم على بعضهم البعض والإيحاء لهم بما يحلمون به دعاة الفتنة والانفصالية الدمويين وذلك من خلال التمجيد بأعمال هذه العناصر المارقة التي تسعى إلى تمزيق البلاد وتشريد العباد والترويج لأفكارهم الهدامة... مستغلين بذلك وظائفهم وتواجدهم في مواقع خدمية تتعلق بأبناء الجاليات اليمنية مباشرة لنشر أفكار الخونة والدعاية لهم بأنهم دعاة تصحيح وإصلاح، وإن مايجري اليوم من تخريب وغوغاء داخل الوطن الحبيب ما هو إلا نتاج للسياسات الخاطئة التي تنتهجها العناصر الشمالية المسيطرين على هرم السلطة، على حسب ادعاءاتهم التي ابتكروها وتفننوا في ترويجها وإيصالها إلى إخواننا المغتربين وخاصة أولائك الذين لم يزوروا الجمهورية اليمنية منذ فترة بعيدة أولم يزورونها منذ الولادة، فيصدقون كل ما يقال لهم عن اليمن وعن الوحدة اليمنية من زيف وأباطيل، وإذا حاولت التوضيح جاءتك الإجابة التي لا تتوقعها إطلاقاً مستدلين بما سمعوه من العناصر التي تعمل ظاهراً للوطن وباطناً ضد الوطن فيسربون حقدهم من وراء كراسيهم الرسمية ليحرقون به الوطن. إننا نحذر من هذه الظاهرة التي ظهرت مؤخرا وبدءا ريحها يخرج من داخل أسوار السفارات والقنصليات، والجاليات اليمنية، ومن خلال تلك الدعوات التحريضية التي تقوم بها شلة من عناصر الطابور الخامس أو لنقل"الخلايا النائمة" التابعة لعناصر الردة والانفصال المتواجدة في السفارات والقنصليات، والجاليات اليمنية، والتي هي في الأصل على تواصل دائم بعناصر الردة والانفصال، وحلفائهم الجدد من القيادات التاريخية، والمعروفة بدمويتها وغدرها المجرب والذي لم يسلم منهم اقرب الناس إليهم فغدروا حتى ببني عمومتهم وأشقائهم... هذه دعوة وطنية لكل من يهمه أمر البلاد والعباد لتدارك الوضع وتصحيح الخلل ومراقبة هذه العناصر من خلال أقوالها وأفعالها الصادرة منهم بصورة رسمية التي لم تعد خافية على أحد، وأصبح كل أبناء الجاليات اليمنية يتحدثون بها فمنهم من باركها ومنهم من استنكرها ومنهم من يخشى العواقب وبقي بين هذا وذاك، فهل نجد من يسمع ومن يتدارك الأمور قبل استفحالها"اللهم إني بلغت اللهم فشهد" إننا لا نحرض ولكننا نحذر فالوطن أغلى من أنفسنا علينا وقد سبقونا أبائنا بالعطاء السخي فبذلوا الدم والمال والولد لأجل أن يعيش الوطن اليمني وطناً موحداً حراً أبياً لا يخشى في الله لومت لائم.