عندما صرحت الحكومة اليمنية أنها لم ولن تعترف بأي معارضة يمنية في الخارج كان الاخوة في الحزب الحاكم يومها على قدر من النباهة، لأن ذلك يلبي رغبة جماهير الشعب اليمني الذين ألتمسوا من الإعلام الداخلي والخارجي أن المعارضة في الخارج موجودة فقط لدعم مشروع الانفصال لا غير. بالطبع لقد زادت مثل تلك التصريحات من قلق بعض قيادات المعارضة اليمنية في الداخل والخارج فكثف الأنفصاليون بعدها من رفع شعارات الأنفصال في شوارع بعض عواصم الدول- منها بريطانيا- وأثبتوا للجميع بأنهم حقاُ معارضون بلداء جداُ لانهم حققوا لأعدائهم حق عدم الاعتراف بهم بحجة أنهم ليسوا إلا جماعة انفصالية تسعى لتمزيق الوطن وفقاعاتها لا تؤثر شي في وحدة شعب ووطن بأكمله. ولكن تلك الشعارات جعلت وزارة شئون المغتربين تتحرك وقام معالي الوزير بزيارة رسمية لمملكة بريطانيا التقى خلالها بالجاليات اليمنية هناك واطلع على العديد من القضايا والملفات الساخنة، أبرزها وجود اشخاص قياديين سابقين في الحزب الاشتراكي اليمني بين أبناء الجالية يسعون لإبراز جالية اليمن في بريطانيا كأنها جالية انفصالية.. ومع أنهم نفر قليل إلا أنهم نشيطون إلى درجة أنهم أستطاعوا توقيف عدد من صحف الجالية التي تخدم الوطن إعلامياُ دون علم الأخوان في الوزارت والسفارات بذلك. وعندما أراد أولئك الاشخاص القياديين الاشتراكيين السابقين رفع شعارات الانفصال في وسط الجالية اليمنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية- بعد محاولتهم الفاشلة في بريطانيا- منعتهم الجالية اليمنية في ولاية متشغان، وقابلتهم بالرفض والعصيان ولم يتمكن أحد من القادمين من بريطانيا إلى أمريكا للغرض نفسه "الانفصال" من تحقيق الغرض الذي جاءوا من أجله.. وبذلك الموقف لم تعد الجالية في أمريكا بحاجة إلى زيارة معالي الوزير أو السفير مادام هناك شخصيات إغترابية وطنية، ومعروفة تعمل من أجل مصلحة الجالية، ولها علاقة مميزة مع مختلف الاطراف والجهات. ولكن- رغم الحراك الوطني الذي لعبته الجالية اليمنية في أمريكا، فإنها ظلت غير قادرة على مواصلة حراكها الإعلامي، فقد توقفت صحفها عن الصدور بسبب افتقارها للامكانيات المادية- والحال نفسه أيضاً بالنسبة لصحف الجالية في بريطانيا التي توقفت عن الصدور.. وربما الامر يكون واحد لدى معظم الجاليات..