في محافظة الحديدة، هناك من بفترشون الأرصفة، وهناك من ينامون في العراء، وهناك أيضاً من هجروا منازلهم ذات القيمة والجمال، المشيدة من الياجور الأحمر، وتكسو جدرانها العديد من الزخارف والنقوش الجميلة، وقاموا باستبدالها بمنازل أخرى من البلوك والأسمنت.. وقال مواطنون من الذين هجروا بيوتهم لمراسلة "نبأ نيوز" التي زارت المنطقة، والتقطت لها صوراً: إن ما حدث لم يكن بناء على رغبة منهم في التغيير، والانتقال من مكان إلى آخر، وإنما بسبب الرمال التي أجبرتهم على فعل ذلك، فقد طمرت الرمال أجزاء كبيرة من تلك البيوت، حتى أوشكت بطمر بيوت أخرى بالكامل- طبقاً لما أدلى به بعض الاهالي ل"نبأ نيوز". وأفادوا أيضاً: إن هذه البيوت التي إجتاحتها الرمال كانوا قد ورثوهاعن آبائهم وأجدادهم، وهي مبنبة على طراز البناء القديم الشائع في الحديدة، لذلك فإن الامر لم يكن هيناً على أنفسهم غير أنهم عجزوا عن قهر الرمال الزاحفة بشدة.
وأشاروا إلى أن مديرية المنيرة – التي تقع فيها هذه البيوت- قامت منذ فترة بتنفيذ مشروع استصلاح زراعي لمكافحة التصحر، والحد من زحف الرمال إلى المزارع والمناطق الحضرية، والقضاء على مظاهر الحياة فيها، إلاّ أنه- على ما يبدو- إن زحف الرمال كان أسرع من برامج الحكومة، فكانت أن سبقتها الى تلك البيوت وطمرتها.. وما زالت تزحف لابتلاع المزيد!