لأول مرة أجد نفسي ألف سبع لفات وأنا أبحث عن ضمين لا ليخرجني من حبس احتياطي على ذمة التحقيق في قضية جنائية بل لأقترض من بنك مبلغاً من المال. أظن وبعض الظن ليس اثماً أن اغلب البنوك اليمنية ظاهرة صوتية تسمع عن تسهيلات تقدمها وأول ما تدق بابها لا تجد سوى تعقيدات وبالجملة وبالذات اذا كان الزبون من موظفي الدولة، المصيبة ان مثل هذه البنوك تنظر إلى الموظفين وكأنهم محتالون تخشى على مالها ان اقرضتهم الضياع فتفرض شروطاً مقابل منحها قرضاً لا يسوى شيئاً كاحضار ضمينين راتب الواحد منهم يفوق الثلاثين ألف ريال وياليت تكتفي عند هذا الحد بل تزيد في ذلك وتشترط ألا يكون عليه أقساط غياب أي موظف مثالي ولا ايجار بيت أي صاحب ملك وان يوفر لها حق الدباب بان يذهب إلى عمله مشياً على الاقدام. وفي الأخير يحصل على مبلغ تافه لا يفي التخزينة شهر بقات قطل. ايش يعني ثلاثمائة ألف ريال قرض من بنك يقسطها على سنتين من راتب موظف إذا كان سعر الطماط مائتين وخمسين ريالاً والكيلو الديرك «موش الكمل الذي يقطع رأسه الصيادون ليغالطوا عباد الله ويبيعونه بثلاثة آلاف ريال وايجار منزل بخمسة عشر ألف ريال وخذ بعدها سلسلة من الطلبات: قطمة سكر وقطمة أرز وفواتير كهرباء وماء وشحن الكروت الجوال ولو جملت قيمتها لذهب القرض في شربة ماء. فكل بنوك العالم عندما تقرض يكون لها فلسفة اقتصادية ليس فقط إضافة عبء كما هو الحاصل عندنا فالمواطن عندما ينوي الاقتراض تضع البنوك أمامه كافة التسهيلات ويكفي أن يكون موظفاً حتى يأتي إليه القرض من تلقاء نفسه ماشياً على رجلية كما هو موجود في دول الخليج فالموظفون عائشون على قفى البنوك كل شيء عندهم بالقرض. المنزل والسيارة وبنت الحلال المهم موظف لديه راتب شهري يضمنه ولهذا نجد الموظف الخليجي لا تنقصه حاجة من متطلبات الحياة فقط يحدد المبلغ وبعدها يقسط عليه وبالراحة ولفترة زمنية تصل إلى عشرين عاماً يكون فيها قد حقق كل أحلامه من راتبه. قد أكون في المؤسسة التي أعمل بها آخر المقترضين وهي مصيبة آن تكون الآخر فلا تجد من يضمنك ليس لأني غير ثقة بل كون الجهة التي يفترض أن اقترض منها اشترطت ضامنين فتخيل ثلاثمائة موظف لو أن النصف اقترض لتحول مع النصف الآخر إلى ضمناء مايعني حرمان السواد الأعظم من القروض وذلك لصعوبة العثور بين الانقاض على ضامنين وبعد أسبوع من البحث ذهب هباء والفكرة لا تزال تراودني بعدما وجدتها موضة عند الموظفين. الأمر الذي جعلني افكر في الذهاب بأوراقي إلى رئيس مجلس الإدارة .. وما اخشاه ان اجده هو الآخر يبحث عمن يضمنه لكي يخفف عن نفسه موجة الطفر.