قام صباح اليوم السبت ما يقارب العشرون مسلحاً من عصابات السطو على الأراضي من أبناء مأرب بمداهمة مبنى المجمع الحكومي بمديرية دمت، بقصد الاعتداء على مدير عام المديرية العقيد هشام سعيد ربيد الذي كان مداوما في مكتبه بالمجمع. وقد استنفر العقيد ربيد مع مرافقيه لمواجهة المسلحين في الوقت الذي كانت أجهزة الأمن غائبة عن المجمع، ولولا تدخل عدد من ابناء المديرية لحدثت مواجهة مسلحة، إثر قيام أفراد العصابة المأربية بسب وشتم مدير المديرية، والتلفظ عليه بالفاظ نابية، الأمر الذي حمله على شحن مسدسه الشخصي ومحاولة للدفاع عن نفسه ازاء ما تعرض له من إهانات داخل مكتبه وأثناء أدائه الواجب الرسمي. ورغم طلب التدخل الامني من قبل إدارة المديرية ، إلاّ أن الأطقم الأمنية لن تصل الى الموقع حتى ساعة إعداد الخبر. ويأتي هذا الاعتداء على خلفية قيام مدير عام المديرية يوم الخميس الماضي بمنع أفراد العصابة التابعة لتاجر سيارات من مأرب يدعى "علي هذال" من البناء على أرضية مقلب قمامة دمت التي تعد من الاملاك العامة للدولة. وبعد تدخل أبناء المديرية إنصرف أفراد العصابة إلى موقع مقلب قمامة دمت لمعاودة البناء، متحدين بذلك إرادة الدولة، وإرادة أبناء مديرية دمت، وهو الرهان الذي أعلنه المسلحون منذ مساء يوم الأربعاء الماضي، وجهروا به بأنهم سيقومون بالبناء ويتحدون أكبر مسئول في الدولة من أن يمنعهم.. وهي القضية التي إنفردت "نبأ نيوز" بتغطيتها فيما تكتمت عليها بقية وسائل الاعلام الرسمية والحزبية- سواء مؤتمرية أم معارضة. من جهته ناشد العقيد هشام ربيد- في تصريح ل"نبأ نيوز"- كل الجهات المعنية بالوقوف معه وإعانته على الحفاظ على املاك الدولة، مشيراً إلى أن غياب الاراضي يعني غياب البنية التحتية، وذلك ينعكس سلبا على المنطقة السسياحية ومستقبلها. وأكد: انه لن يؤثر به أي استفزاز من هذا القبيل مهما كان، إلاّ أن قال مستدركاً: لكن ارجوا ان لا اترك بمفردي لمواجهة مافيا الاراضي في مدينة تجاوز سعر الذراع فيها المليون ريال، واصبحت تسيل لعاب سماسرة الاراضي، لذا على الجميع أن يساندنا من اجل الحفاظ على الحق العام. هذا وكانت "نبأ نيوز" انفردت مساء الأربعاء الماضي بالكشف عن عملية السطو على مقلب قمامة دمت من قبل ما يقارب (30) شخصاً مسلحاً عن خارج محافظة الضالع، باشروا في الحال أعمال بناء المكان بقصد مصادرته، ورفضوا الانصياع لأوامر السلطات بإخلاء المكان، وأعلنوا تحديهم للدولة ولأي قوة تمنعهم من مواصلة البناء.. وهو الخبر الذي اثار استياء السلطات اليمنية، واستنفر أجهزتها لمباشرة الردع. وفي صبباح الخميس الماضي وجه الدكتور رشاد العليمي– نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية إدارة أمن محافظة الضالع بتعزيز وكيل المحافظة الشيخ عبد الله الحدي والعقيد هشام ربيد مدير عام مديرية دمت بالأطقم العسكرية والقوات الكافية لضبط واحضار عصابة مسلحة من ابناء مأرب قوامها أكثر من (30) شخصاً قاموا بالسطو المسلح على ارضية مقلب قمامة مديرية دمت ومباشرة البناء فيه. وعند وصول الاطقم العسكرية الى الموقع في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس جرى تبادل إطلاق النار بين أجهزة الأمن وأفراد العصابة المسلحة التي قامت بالسطو على الأرض، الأمر الذي أوقف أعمال البناء إلاّ أن الجماعات المسلحة ما تزال تحتمي في المكان نفسه، وما تزال الأطقم العسكرية تطوق المكان حتى ساعة كتابة هذا الخبر. وتسببت المواجهات بإصابة أحد أفراد العصابة، وقد انتدب المسلحون اثنين منهم للتفاوض مع أجهزة الامن، إلا ان الوكيل الحدي أعلن رفض التفاوض معهم، واصر على ضرورة ايصالهم الى السلطات باي شكل من الاشكال، باعتبارهم خارجون عن القانون، وان اي تفاوض من شأنه ان يشجع مثل هذه العصابات- حسب قول الوكيل- على اتيان مثل هذه الافعال في اكثر من مكان. كما قام الوكيل الحدي بإصدار توجيهاً بإغلاق معرض "مأرب لبيع السيارات" الموجود في دمت والتابع للمدعو (علي هذال)- من أبناء مأرب- الذي يقود العصابة المسلحة التي سطت على المقلب، والتي تؤكد مصادر رسمية أنه متواجد في أمانة العاصمة صنعاء، وتججري أعمال بحث مكثف عنه. وكان العقيد هشام سعيد ربيد، اكد الخميس الماضي ل"نبأ نيوز" أن ادارة المديرية ستقف بوجه كل من يحاول السطو على المال العام مهما كلف الامر، معتبراً ذلك واجبها، مضيفاً: كما أنه واجب الجميع في التكاتف وحماية الممتلكات العامة. وكشف العقيد ربيد انه قد اصطدم بهذه المجموعة أكثر من مرة. وقال انها عصابة بدليل انهم قاموا بتهديده بالقتل عبر الرسائل والاتصال المباشر من قبل كبيرهم المدعو (علي هذال) والذي يتواجد حاليا في امانة العاصمة. بدوره وزير الادارة المحلية الأستاذ عبد القادر علي هلال، وجه في نفس اليوم "الخميس" المحافظة وادارة المديرية بعدم السماح لاي كان بالتعدي على الاملاك العامة، وضرورة الضبط وايلاء الموضوع الاهتمام اللازم. كما وجه هلال وزير الاشغال العامة مكتب الاشغال في محافظة الضالع بسرعة النزول في اول يوم دوام بعد الاجازة وازالة كافة المخالفات التي تشوه المنطقة السياحية. هذا وتأتي التطورات الخيرة هذا اليوم لتضع الدولة وابناء مديرية دمت أمام تحدي واضح، أما تسليم مقاليد أمور دمت لعصابات السطو والبلطجة القادمة من مأرب، وأما الردع الحازم الذي يعيد للدولة هيبتها، ولأبناء دمت إعتبارهم، ويفرض سيادة القانون، ويؤمن المواطن من الإرهاب القبلي. الأمن يردع أكبر عصابة سطو مأربية بالضالع ودمت تستنفر مع الدولة مسلحون يسطون على مقلب دمت ويباشرون بنائه ويتحدون الدولة