اضطرت عشرات الأسر في حي دار سلم الفقير، جنوب شرق العاصمة اليمنيةصنعاء، للنزوح بعد أن دُمرت منازلها المؤقتة بسبب الحريق الذي اندلع في المنطقة مؤخراً. وقال رئيس الحي، سالم البدوي أن 25 عائلة تقريباً- 175 شخصاً- يعيشون الآن مع عائلات مضيفة بعد أن تحولت أكواخهم الصغيرة إلى رماد بفعل الحريق، الذي نشب بسبب تماس كهربائي واستمر لمدة ساعتين، ودمر 30 منزلاً تقريباً دون أن يسفر عن أية إصابات أو حالات وفاة، مشيراً إلى أن "المنازل كانت مجاورة لبعضها البعض مما ساهم بانتشار الحريق بصورة أسرع وأجهز على جميع ممتلكات الساكنين". وقال: أن مؤسسة الصالح حاولت يوم 26 إبريل توزيع الخيام والطعام على العائلات المتأثرة بالحريق ولكن النزاع الذي نشب بينها وأودي بحياة شخص واحد دفع بالمنظمة إلى إلغاء عملية التوزيع هذه، مشيراً إلى أنه "تم توزيع عشر خيام فقط على بعض العائلات المتضررة بالإضافة إلى بعض التمور". وقد زاد الحال سوءاً بعد أن رفض ملاك الأراضي نصب الخيام على أراضيهم "التي قاموا بتطويقها بجدار"، بحسب بدوي الذي ناشد الحكومة إلى تزويد المتضررين بمساكن لائقة قائلاً: "لم تقم الحكومة بأي شيء إذ يُنظر إلينا كوصمة عار سوداء ومهمشة". ويسكن في حي دار سلم الفقير حوالي 400 عائلة ويطلق على سكانه اسم "الأخدام". وكان معظمهم قد جاؤوا من منطقة تهامة شمال اليمن التي تعد واحدة من أكثر المناطق فقراً وحراً. وقال البدوي أن سكان الحي يقطنون فيه منذ 22 عاماً تقريباً. ومنازل دار سلم مصنوعة من الكرتون وقصاصات الأقمشة وإطارات السيارات القديمة وهي قابلة للانهيار بفعل الأمطار الغزيرة. وقال البدوي: "إن أفضل وقت بالنسبة لنا عندما لا يكون هناك مطر أو ريح". ويفتقر حي دار سلم إلى نظام للصرف الصحي وشبكة كهرباء وأنابيب لتوصيل المياه للمنازل، حيث يعتمد السكان على جلب الماء من بئر قريبة. ويكثر في المكان الذباب والبعوض مما يعرض السكان، وخاصة الأطفال، لأمراض عدة. فمن الأمراض المنتشرة جداً، وفقاً للبدوي، الجدري والإسهال والكوليرا والملاريا والالتهابات الصدرية. وأضاف: "العديد من الأطفال مصابون بسوء التغذية فهم لا يأكلون سوى الطعام الأساسي أي الخبر والأرز. كما أنهم يعانون من نقص الوزن والتقزم". ويعمل معظم سكان دار سلم لدى الحكومة كعمال نظافة، كما يقوم بعضهم بجمع الخردة المعدنة وبيعها. وقال البدوي: "نحن عاجزون عن فعل أي شيء لأنفسنا ولأطفالنا". هذا ولم نتمكن من الحصول على تعليق من المسؤولين الحكوميين في المنطقة على هذا الموضوع.