مظاهرة حاشدة في حضرموت تطالب بالإفراج عن السياسي محمد قحطان    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    شاهد :صور اليوتيوبر "جو حطاب" في حضرموت تشعل مواقع التواصل الاجتماعي    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    المهرة.. محتجون يطالبون بالإفراج الفوري عن القيادي قحطان    ناشطون يطالبون الجهات المعنية بضبط شاب اعتدى على فتاة امام الناس    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    اللجنة الوطنية للمرأة تناقش أهمية التمكين والمشاركة السياسة للنساء مميز    رئيس الوفد الحكومي: لدينا توجيهات بعدم التعاطي مع الحوثيين إلا بالوصول إلى اتفاقية حول قحطان    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    الصين تبقي على اسعار الفائدة الرئيسي للقروض دون تغيير    مجلس التعاون الخليجي يؤكد موقفه الداعم لجهود السلام في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث مميز    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    وفاة محتجز في سجون الحوثيين بعد سبع سنوات من اعتقاله مميز    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    الداخلية تعلن ضبط أجهزة تشويش طيران أثناء محاولة تهريبها لليمن عبر منفذ صرفيت    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أهالي الحصبة في صراع مع البحث عن الحياة المستقرة
وسط غياب لحصر الأضرار وانتظار التعويضات..

تعيش مئات الأسر في منطقة الحصبة وماجاورها من أحياء سكنية بصنعاء في حالة شتات ونزوح جماعي ومعاناة متجددة منذ بداية المواجهات المسلحة بين رجال الأمن والمسلحين القبليين التابعين لأولاد الشيخ المرحوم/ عبدالله بن حسين الأحمر.
وبهذه الأحداث بين الكبار تبقى المصائب للصغار والبسطاء مع استمرارهم في العراء بعد أن التهمت النيران الناتجة عن تلك المواجهات منازلها وطمست تاريخها وجعلت أفرادها يعيشون حالة الفقر الحقيقية بعد أن أفقدتهم هذه الأحداث حياتهم الكريمة من بيوت وأمتعة ومال وبنون وأرواح المقربين.
ورغم هول الوضع الإنساني الذي أقبلت عليه تلك الأسر إلا أن قسوته تكون أشد وطأة حينما يفقد النازح الملجأ الذي يؤويه مع أفراد عائلته بعد أن خرجوا من ديارهم، سواء كانوا ملاك بيوت أو مستأجرين، بأقدام عارية هاربين من هول الأحداث إلى معاناة حقيقية باعتبار أن تلك المواجهات لم يسبقها إنذار للسكان لاتخاذ الحيطة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ممتلكاتهم قبل أن تقع الواقعة كون بلادنا لا تملك صفارات إنذار أو أنها تقصد إحداث هذه المعاناة لغرض البلبلة وتهويل ما قد يحدث لهم ورميها على الطرف الآخر، فكثير من هذه الأسر لجأت إما إلى أقارب أو جيران في المناطق أخرى أو غادروا محافظة أخرى غير أن طول الفترة جعلت الأمور المعقدة أكثر تعقيداً في ظل غياب تام للمؤسسات والجمعيات الوطنية التي تهتم بالنازحين وبرروا قولهم أنهم لو اهتموا بهم لجاء كل أصحاب صنعاء وقالوا إنهم يسكنون بالحصبة، والغموض الحكومي لازال يواصل صمته ولم يكشف بعد عن الكارثة التي افتعلها تجاه هؤلاء المساكين لأنها المشكلة التي لم تنتهِ بعد، رغم إعلان تشكيل لجان خاصة بحصر الأضرار وفق توصيات مجلس الوزراء مؤخراً حول أحداث منطقة الحصبة ونتائجها التدميرية سواء في المؤسسات الحكومية أو منازل وممتلكات المواطنين الأبرياء ولا أحد يعلم إن كانت الحكومة جادة في هذا الاتجاه .
* • جنود وبلاطجة يحتلون المنازل ويحولونها إلى ثكنات عسكرية وينهبون كل ما فيها من مقتنيات ثمينة.
يشكو بعض من سكان الحصبة، الذين التقينا بهم، خاصة تلك الواقعة بين منزل أولاد الأحمر ووزارة الداخلية التي كان لها نصيب الأسد من الدمار والشتات وإهمال الجهات المعنية والمتسببين في هذه الأحداث التدميرية لمصير الأسر المتضررة الذين تعرضت منازلهم للحريق التي قامت بأكل كل ممتلكاتهم وهم اليوم أمس الحاجة للإيواء ومساعدة آنية والتعويضات التي لازالت في بدايتها وقد يطول أمد وصولها لهم الأمر الذي يجعل مواطني الحصبة في وضع مأساوي مغلوب ونحاول من خلال هذا الاستطلاع الذي أجرته صحيفة "أخبار اليوم " التركيز على بعض المعاناة النفسية والمادية الناتجة عن تلك الأحداث لدى بعض قاطني الحصبة فإلى التفاصيل ...
من سيعوض أم حسن؟
البداية كانت مع الحاجة أم حسن - المالكة لمنزل قريب من الغرفة التجارية واللجنة الدائمة بالحصبة - والتي دُمر كلياً جراء المواجهات وهو مكون من شقتين دور واحد تركها المستأجرون ونجوا بأنفسهم ليعودوا وقد تحولت كل ممتلكاتهم إلى رماد وأكوام محروقة.
الحاجة أم حسن تروي الفاجعة وقد بدى على وجهها الألم والحسرة، قانعة من قلبها أن الحكومة لن تعوضها عن هذا المنزل العائل الوحيد لها ولسبع من بناتها العزاب والأيتام..
بمرارة الحديث باتت أم حسن تعاني من من فاجعة مؤلمة قد تطول بدون حل من طرفي النزاع وشملت المنطقة القريبة من منزلها العديد من هجمات القصف الشديدة وكانت أم حسن حينها في البدروم مع المستأجرين وبناتها السبع وسط وقع القذائف وعند أول هدنة هرب المستأجرون وبقيت أم حسن مع بناتها قرابة خمسة أيام حتى ابتعدت الأحداث إلى جولة سبأ..
وعن سبب قصف منزلها قالت: "استغربت قصف منزلي مع أنه لا يتواجد أي قبيلي في المنزل ولو رصاصة واحدة لم تطلق من عمارتي ولا حتى عناصر مسلحة في محيطها
وقالت: التواجد الكثيف للمسلحين القبليين كانت بالقرب من بوابة الشيخ وبخاصة بالقرب من الداخلية حيث أماكن المتارس وإن تواجد بالقرب من هناك، فهذا يدل على تقاعس وإهمال الأجهزة الأمنية التي كان يفترض بها أن تمنع تلك المظاهر وتحمي مساكن المواطنين وممتلكاتهم من الدمار قبل وقوع المواجهات لكن للأسف هي من أرادت أن يكون هذا المظهر.
* • لن ننسى ذلك اليوم المشؤوم الذي نجونا فيه بأرواحنا وأولادنا على الأقدام من جو مخيف وممطر بالرصاص والقذائف.
وأكدت الحاجة أن خسائرها وخسائر سكان العمارة التي أكلتها اللهب تساوي أضعاف الخسائر العينية التي يمكن ملاحظتها على بقايا عمارتها فضلاً عن الأضرار النفسية التي أصابتها والسكان سيما الأطفال والنساء، مطالبةً الجهات المعنية سرعة التعويض عن ما لحق بأملاكها وأملاك المستأجرين من أضرار وخسائر مع العلم أنهم لم يرفعوا السلاح في وجه الدولة ولا ناصروها ضد أولاد الأحمر إن قلنا أن الضربات جاءت من بيت الأحمر وإنما أتتهم المصيبة وهم في بيوتهم ولا علاقة لهم بكل ما حدث ويحدث في منطقة الحصبة أو أدى إلى حدوث هذه المواجهة التدميرية التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء والتي أحرقت منازلهم وصارت فتاتاً نتيجة القصف .
مسن يواجه الدمار
في العمارة المنكوبة الثانية التي يملكها الوالد/ محمد أبو عبده - الذي تحدث عنها بألم - قائلاً " منذ بدء إطلاق النار وفي مساء يوم مشؤوم، بعد سماع زجاجات نوافذ المجلس في الشقة التي أسكنها سقطت قذيفة وأحدثت آثاراً بليغة في الجدران وحينها لم أعد أتمالك نفسي سيما بعد اختلاط أصوات بكاء الأولاد وقوارح القذائف والرشاشات لم أكن أعرف حينها ماذا أفعل، حاولت أن أعطي أولادي المرعوبين بعض الألعاب في محاولة بائسة لإسكاتهم وإلهائهم عن سماع تلك الأصوات شديدة الانفجار، لكن بدون فائدة، خاصة التي كانت تطلق من تحت العمارة باعتبار أن الشقة مطلة على مسرح المواجهات..
لم يعد من الممكن الدخول إلى أي غرفة من الغرف لأي سبب كان حتى لإحضار رضاعة طفلي محمد ابن العام المنصرم، بعدها نزلنا إلى البدروم أو بالأصح الدور الأول والذي يقع نصفه تحت الأرض، نزلنا حيث المستأجرين استمرينا في البدروم حتى الثامنة من مساء ذلك اليوم في حالة يرثى لها وخاصة عند الأطفال الذين كانوا يتضورون جوعاً، وبعد توقف بسيط لإطلاق النار حضر أبني لاصطحابي والأولاد إلى منزل والدي رحمه الله ولأنني كبير في السن لم أستطع مجارات الأمر مع الناس والهروب معهم.
وقال "لن ننسى ما واجهناه في ذلك اليوم الذي نجونا فيه بأرواحنا أنا وأولادي وبناتي على الأقدام في جو مخيف وممطر بالرصاص والقذائف، حيث تدور المواجهات مضيفاً :" الفاجعة الكبيرة كانت حينما عدنا إلى البيت عند إيقاف إطلاق النار بعد أكثر من عشرة أيام لنجد أن العمارة قد احترقت بالكامل لنعود أدراجنا، حيث كنا في الإيواء في المناطق الآمنة منذ اشتعال المواجهات ولا نزال حيث نحن حتى اليوم في ظل غياب تام للدولة لكي تسأل عن مصيرنا وغيرنا من الأسر المنكوبة رغم الإعلان عن هدنة ولجان خاصة بحصر الأضرار في الحصبة، مطالباً الجهات المعنية في الدولة بالقيام بواجبها الإنساني في إغاثة الأسر المنكوبة بشكل عاجل وتلك التي فقدت مساكنها وممتلكاتها سواء من أصحاب البيوت أو المستأجرين، والعمل بجدية في مسألة حصر الأضرار والعمل على تعويضهم مادياً ونفسياً، والتعجيل في إعادة الحياة في الحصبة إلى طبيعتها في سبيل استعادة ثقة السكان وتأمين سُكناهم".
هل ستعود الحرب؟
إلى ذلك عماد الربيعي - أحد سكان حي الحصبة - والذي يقع منزله على الطريق الواصل بين الداخلية وفرزه الحصبة – الجامعة، يقول :انه ترك المنزل ونجا بنفسه وأفراد أسرته وسط تعالي أصوات الرصاص مذعورين ليجدوا أن منزلهم بعد العودة كباقي المساكن المجاورة قد تعرض لأضرار بليغة تتطلب إعادة بعض الخدمات والترميم والأثاث الذي انتهى عن بكرة أبيه من الحريق الذي نشب فيه والتي أكلت ممتلكاته وممتلكات المستأجرين وهو الأخر منتظر للجنة الحصر التي يبدوا أنها لن تأتي، مطالباً الجهات المعنية في الدولة سرعة البت في موضوع تعويض المتضررين من هذه الأحداث والإفصاح عما إذا كان بإمكان السكان العودة إلى مساكنهم لاستعادة حياتهم وحماية ما تبقى من ممتلكاتهم التي قد تصبح عرضة للسرقة أم أن الحرب عائدة مرة أخرى ، معتبراً الغموض في هذا الأمر تصريحاً بأن الوضع في الحصبة ليس آمناً كما هو واضح لدى البعض .
البحث عن الاستقرار
أما سلمى محمد - مدرسة في مدرسة في معهد بالمطار وإحدى الملاك للبيوت المتضررة في منطقة الحصبة فتقول إنها غادرت مع العائلة بمجرد أول هدنة لوقف النار من ما قد يصيبهم بعد اشتداد المواجهة وسماع دوي الانفجارات المتكررة في أحياء الحصبة من هنا أو هناك قاصدة بيت أخيها والذي يقع في منطقة مذبح بصنعاء وبعد عودتها وجدت أنها تعاني هذه المعاناة وأحدها من حيث كثرة الأضرار التي لحقت بمنزلها لقد كانت فادحة تستدعي بعضها إعادة ترميم في البيت بكامله وإعادة في البناء لا أبواب لا جدران لا حمام لا مطبخ لم يعد يتبقى في المنزل كلة إلا بعض الجدران وصالة مفتوحة للسماء إضافة إلى إتلاف مواصير المياه والمجاري وغيرها من الخدمات والتي تستحيل معها الحياة في المنزل حالياً.. وقالت المنزل الذي كان مجاوراً لنا والذي يملكه أخي ويسكنه أحد المستأجرين تعرض للقصف ما أدى إلى إحراق إحدى الشقق بما فيها وجعل الأخرى غير صالحة للسكن بتاتاً .
وأشارت سلمى إلى أن الفترة الطويلة منذ اشتعال الفتنة في منطقة الحصبة وعدم جاهزية المنزل للسكن كغيره من معظم المنازل المتضررة في منطقة الحصبة جعلتها تلتجئ إلى استئجار إحدى الشقق المفروشة لإيواء أفراد الأسرة ولكي تكون قريبة من مقر عملها في المطار ومنعاً للحرج باعتبار أن مدة الاستضافة لدى أخيها بمذبح قد طالت دون ايلاء الدولة أمر الأسر النازحة أدنى اعتبار.
وقالت إنها بدأت في إجراء الترميمات والبناء للمنزل بعد توثيق الأضرار بغرض استعادة الحياة الطبيعية للأسرة رغم غموض الموقف في إنهاء الأعمال المسلحة أو تجدد المواجهات خصوصاً وأن سماع إطلاق نار متفرق لا يزال يُسمع حتى اليوم في الحصبة بين الحين والآخر.
ويروي علي الملصي - من وصاب - والمالك لأحد المنازل المتضررة في الحصبة والذي تعرض منزله للحريق مع المساكن المجاورة نتيجة القصف وحيث يقول الملصي "خرجت من منزلي وأفراد عائلتي لغرض الذهاب إلى حديقة الحيوانات ولم نتمكن من العودة إلى المنزل إلا بعد توقف المواجهات بعد ما يقارب عشرة أيام لأجد منزلي وممتلكاتي البسيطة محترقة وبعضها تحول إلى رماد ويقول :"أنجاني الله وأفراد عائلتي من هذه المصيبة التي نزلت علينا وليس لنا فيها شيء ، ولكن قلنا ما دام أحنا بخير هذا المهم والباقي على الدولة ستعوضنا كما قالوا لنا وإلى اليوم ولا خبر، كل ما فقدناه سيعوض إلى متى الله يعلم مطالباً الدولة والمنظمات المجتمع المدني والأمم المتحدة والمؤسسات المهتمة بالقضايا الإنسانية ايلاء النازحين والمتضررين من هذه الكارثة اهتماماً يتناسب مع حجم المأساة التي يعيشونها من خلال مساعدتهم في تأمين المسكن وتعويضهم والتي قد يطول أمدها وتزداد معها معاناة الأسر المنكوبة خصوصاً تلك التي دمرت منازلها أو تعرضت للحريق وفي المقدمة المستأجرين الذين سيجدون أنفسهم في العراء الحقيقي، خصوصاً إذا ما بدأ ملاك البيوت إعادة ترميم منازلهم واستئناف حياتهم تدريجياً في معزل عن المستأجر الذي سيضطر مكرهاً للبحث عن منزل يأويه وأفراد أسرته رغم فقدانه لكل أثاثه وممتلكاته البسيطة التي كان يعيش بها بعد معاناة توفيرها في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها المواطن اليمني في هذا التوقيت والتي لا تخفى على أحد فكل شيء بات سعره حريقه.
وعلى الصعيد نفسه يذكر أن الأضرار الجسيمة لا تقتصر على خسائر مادية فحسب بل يتحدث المتضررون عن انتهاكات حقوقية كثيرة أبرزها الاستئجار الإجباري لمنازل المواطنين واقتحام البيوت وتهديد المواطنين بقوة السلاح وضرب خدمات الكهرباء والمياه بالكامل وحظر تجول قسري المواطنين العودة إلى بيوتهم وإعاقة المتبقيين فيها عن الحركة وانعدام خدمت التطبيب والدواء والغذاء والاعتداء على كرامة المواطنين وترويع الأطفال والفساد وتحويل المدارس والمركز الصحفية والإعلامية والخدمات إلى قياس عسكرية للقصف المتبادل الأمر الذي عرضها لدمار هائل هذا بالإضافة إلى قتل المواطنين أبرياء إثناء التجوال الليلي للإشتباة بهم وقتل الأسرى فوراً ممن يتعاونون مع الأمن .
من يرفض إخلاء منزله يتهم بالتجسس لأنصار الأحمر هكذا يعاملوا سكان الحصبة على حد قولهم جنود وبلاطجة يحتلون منازلنا ويحولونها إلى ثكنات عسكرية وينهبون كل ما فيها من مقتنيات ثمينة، وحتى صور نسائنا لم تسلم منهم
كثيرة هي المنازل التي تحولت بقوة السلاح إلى ثكنات عسكرية، لا لشيء إلا لأنها تطل على معسكر النجدة، فعمارة الرقابي التي تتكون من أربعة أدوار، فر جميع سكانها، تاركين جميع مقتنياتهم في منازلهم، عندما احتدم القتال في المنطقة، وسرعان ما قامت قوات النجدة باحتلال العمارة وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، يمنع حتى سكان المنزل من الاقتراب منها.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فقد ترك سكان العمارة عندما فروا من المواجهات مقتنيات ثمينة في شققهم، ومن بين هذه المقتنيات جنبية غالية، الثمن قام الجنود المتمترسون بالعمارة بسرقتها، وعندما طالب بها صاحبها قالوا له بأنهم لا يعرفون عنها شيئاً وعليه البحث عنها في مكان آخر.
ساكن آخر من سكان العمارة، قام الجنود باحتلال شقته، واستخدام وإتلاف جميع ما في البيت، دون أن يتمكن حتى من فتح فمه بالرغم من أنه حاول العودة إلى منزله ولكنه لم يتمكن من ذلك لأن الجنود يسكنون في المنزل، وينامون فوق سريره، وعليه أن يبحث لنفسه ولعائلته عن مأوى آخر.
ليس هذا وحسب، فساكن آخر من سكان العمارة، تعرضت شقته للنهب من قبل جنود النجدة، الذين استولوا على مبلغ 5 آلاف ريال سعودي، ونحو 1500 دولار كانت في المنزل، دون أن يتمكن حتى من فتح فمه، فهو من ضمن (15) أسرة في هذه الحارة تم تشريدها ونهب منازلهم من قبل جنود النجدة، دون أن يتمكنوا حتى من تقديم شكوى، حتى أن "مأرب برس" تتحفظ بأسمائهم بناء على طلبهم، نظراً لكونهم مهددين بالقتل في حال فتحوا أفواههم بأي شكوى حول ما تعرضوا له من قبل جنود النجدة المقاتلين في منطقة الحصبة.
وفي ظل هكذا وضع، يعيش سكان الحارة وضعاً مأساوياً، حتى أن أي شخص من سكان الحارة يتم الاشتباه بأنه يقوم بالتصوير أو بجمع معلومات يتم اعتقاله على الفور، حتى الحديث بالتلفون، كما يؤكد سكان الحارة، ممنوع، في الشارع، ومن يوجد متلبسا بمكالمة هاتفية يتم اعتقاله ويكون عرضة للمساءلة من قبل جنود أسهل شيء لديهم هو القتل.
تعرض سكان الحارة لانتهاكات جمة، ولكنهم لا يستطيعون البوح بها، غير أن هناك من لم يجد مانعاً من نشر معاناته، فالحاج/ يحيى صالح الضياني، قصته معروفة لدى جميع سكان الحارة، حيث قام الضياني بالفرار بأسرته إلى مكان آمن في حي مسيك عندما احتدم القتال في المنطقة، وسرعان ما تحول منزله إلى ثكنة عسكرية لجنود النجدة الذين قاموا باقتحام المنزل ونهب كل ما فيه، تاركين ملابسهم العسكرية في المنزل، بعد أن ارتدوا ملابس من ثياب أبنائه.
ونظرا لتمسك العديد من سكان الحارة بعدم مغادرة منازلهم بالرغم من تعرض منازلهم للقصف، حتى أن ستائر نوافذهم أصبحت مهلهلة بسبب الرصاص، يقوم جنود النجدة المتمركزون في كل ركن من أركان الحارة، بمضايقة السكان، من خلال تهديدهم بالقتل تارة، ومن خلال اتهامهم بالتجسس لصالح الشيخ الأحمر تارة أخرى، حتى أن سكان الحي أصبحوا مرعوبين حتى من الرد على الهاتف في الشارع، خصوصاً وأن جنود النجدة يحضرون التجول في الحارة، ويراقبون كل من يدخل إليها، وما يخرج منها، ويمنعون دخول أي سيارة أو أي شيء دون أن يقوموا بتفتيشه، ويمنعون خروج أي شيء، ولا يتمكن سكان الحارة من الخروج إلا بثيابهم فقط، لأسباب أمنية وفق ما يزعمون.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.