أقدمت حشود من أعضاء المؤتمر الشعبي العام بمحافظة شبوة في الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الاثنين بإغلاق المقر الرئيسي للحزب الحاكم بالمحافظة، وفرض الحصار عليه لأكثر من ثلاث ساعات، الأمر الذي اضطر لتدخل قوات من الأمن المركزي والجيش للحيلولة دون تفاقم الأوضاع سوءً. وأفاد "نبأ نيوز" عدد من المحاصرين للمقر، وهم من أبناء مديرية حطيب: أن حصارهم هذا ياتي تعبيراً عن امتعاضهم من تصرفات رئيس الفرع ناصر محمد باجيل حيال اتخاذه قراراً فردياً بشأن تزكية مرشح التنظيم لمنصب محافظ المحافظة، في نفس الوقت الذي أعلنوا رفضهم الكامل "لوصاية عارف الزوكا محافظ مأرب على مؤتمر شبوة"- على حد تعبيرهم. هذا وقد تدخلت وساطات من المتنفذين في المحافظة بين المحاصرين ومسئولي الحكومة والمؤتمر وقيادات أجهزة الأمن، وبعد مفاوضات قام المؤتمريون برفع الحصار عن مقر الحزب الحاكم مشترطين منع رئيس فرع المؤتمر ناصر محمد باجيل حيال من دخول المقر، وفتح التحقيق معه بشأن تلاعبه بالترشيحات الانتخابية، وهو الشرط الذي تمت الموافقة عليه. وأفادت مصادر مؤتمرية بشبوة ل"نبأ نيوز": أن حشود من أعضاء المؤتمر في مديرية حطاط قامت بإغلاق بوابة مقر المؤتمر الشعبي العام بشبوة وتحريزه، كتعبير عن استهجانها للأسلوب والتصرف الذي أبداه رئيس الفرع "باجيل" عندما قام برفع مذكرة إلى أمانة المؤتمر باسم علي حسن الأحمدي كتزكية فردية، دون الرجوع الى قيادات وقواعد المؤتمر والهيئة الناخبة التابعة له في المحافظة- طبقاً للآلية المقرة من قبل قيادة المؤتمر. وكانت اللجنة العامة للحزب الحاكم وضعت أمام فرع المؤتمر الشعبي العام ثلاثة أسماء مرشحين لمنصب محافظ المحافظة وهم علي حسن الأحمدي وناصر محسن باعوم وعبد الله النسي، على أن يتم عقد اجتماعات لكتل المؤتمر للهيئات الناخبة بالمجالس المحلية لاستقراء رأيها بشأن المرشح الأفضل، إلاّ أن الأمر لم يتم على ذلك النحو، حيث قام رئيس فرع المؤتمر باتخاذ قراراً فردياً ورفع مذكرة تزكي علي حسن الاحمدي، وهو الاجراء الذي أثار حفيظة قيادات وقواعد المؤتمر وممثليه في المجالس المحلية. واعتبروا ذلك التصرف بانه تنفيذاً لإملاءات عارف الزوكا- محافظ مأرب، وأحد أبناء شبوة- واللجنة العامة للمؤتمر. وقال متحدث ل"نبأ نيوز" أن عارف الزوكا تبنى خلفاً له شخص لا يجيد أبجديات العمل السياسي ليحركه كيفما شاء، لذلك فإن القلق لدى قواعد المؤتمر هو أن يقوم الزوكا أيضاً بتحريك المحافظ الجديد عبر "الريموت كنترول" وهذا ما نرفضه رفضاً قاطعاً! وأكد المتحدث قوله: "إن عارف الزوكا ليس وصياً على شبوة، ولا شبوة في عصمة نكاح عارف الزوكا"- على حد تعبيره. وبحسب مصادر "نبأ نيوز" في شبوة فإن رئيس فرع المؤتمر ناصر محمد باجيل حيال، من الشخصيات التي سبق أن اثيرت الكثير من القضايا والشبهات حولها، منها ما أثاره تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة باتهامه بالتصرف بمبلغ (286) مليون ريال من حصة النفط المخصصة لتنمية شبوة.. كما سبق أن رفع مؤتمريو مديرية حبان تقريراً للأمين العام للمؤتمر عبد القادر باجمال اتهموا فيه رئيس الفرع بالتواطؤ مع رئيس فرع مؤتمر حبان والتستر على أحد المعتدين ممن حاول اغتصاب سائحة أجنبية في شبوة، ومنع أجهزة الامن من إلقاء القبض عليه، بالاضافة الى اتهامات أخرى نظرت فيها محكمة شبوة تتهم باجيل بتزوير وثائق.. وكانت الناشطة الحقوقية، وعضوة المؤتمر، الدكتورة إشراق ربيع السباعي- رئيسة جمعية النشيء الحديث، ومقرها شبوة- أدلت بتصريحات ل"نبأ نيوز" في وقت سابق شنت هجوماً شرساً على قيادة مؤتمر شبوة انتقدت فيه ما وصفته ب"التعصب الأعمى" الذي تنتهجه قيادة فرع المؤتمر الشعبي العام بشبوة، مؤكدة: "أن قيادة المؤتمر بالمحافظة ظلت وما زالت تنتهج سياسة عقيمة حيال خطط التغيير في قيادة القطاع النسوي من خلال اعتراضها دائماً على مسألة التجديد، وإصرارها على بقاء وجوه عفا عنها الزمن، ومحاربتها العلنية لدخول الدماء الجديدة، والوجوه الشابة ذات التأهيل والكفاءة والحيوية القادرة على البذل والعطاء والتحديث بما يتواكب مع مراحل التطور". وأضافت: "إذا ما رجعنا وبحثنا عن سبب إصرار قيادة الحزب الحاكم بشبوة على بقاء قيادات نسوية بعينها لسنوات طويلة، ولو كانت قد أخفقت في مهام عملها الرسمي، فإننا نجد ذلك ناتج عن عقليات متخلفة تنطلق في سياساتها من منظور التعصب المناطقي والفئوي ليس إلاّ". ودعت القيادة السياسية إلى تفهم مثل هذه المشكلة ومعالجتها حرصاً على مصلحة الوطن والإنسان فيه، مبينة أن التجديد يعطي فرصة للاجيال للمشاركة في التنمية والاستفادة من حيوية الشباب وطاقاتهم ومؤهلاتهم بما يخدم الوطن ويجعلهأكقر قدرو على التطور وانسجاماً مع معطيات العصر المتسارعة التي يشهدها العالم من حولنا. هذا وبحسب مصادر مؤتمرية موثوقة فإن تجاهل قيادة المؤتمر لما ترفع لها من تقارير تخص استياء ابناء شبوة من رئيس فرع المؤتمر تسبب بتقديم عدد من الناشطين والاعلاميين المؤتمريين استقالاتهم من المؤتمر وتفضيل العمل بعيداً عن موضع الشبهات.