كشف نائب وزير التربية والتعليم الدكتور صالح بن حبتور أن حوالي (90) ألف معلم تربوي في اليمن لا يحمل سوى شهادة ثانوية فأقل، وأن قضية الموجهين التربويين الذين لا تنطبق عليهم معايير وشروط التوجيه "قضية شائكة والقانون لا يساعدنا في حسم هذه القضية". جاء ذلك في سياق محاضرة ألقاها صباح اليوم الأحد على قاعة منتدى السعيد الثقافي بتعز، مضيفاً: ان الكثير من الموجهين تم قبولهم بطرق مختلفة وعندما أردنا إصلاح أوضاع التعليم في اليمن وجدنا ان كثيراً من الموجهين غير مستحقين لطبيعة العمل فقمنا باستبعاد عدد منهم من قوة التوجيه لكنهم رفعوا دعاوي قضائية ضد وزارة التربية والتعليم، كسبوا بعضها، وخسروا بعضها الأخر فيما لا تزال دعاوى أخرى مرفوعة في المحاكم. واستعرض بن حبتور محاور مختلفة- في محاضرته- مثل الإنسان كثروة يجب التركيز عليها في اليمن للتغلب على التخلف وتحقيق النهضة، إضافة الى الدور التنويري الذي يلعبه المعلم وكيفية الارتقاء بأداء رسالته الإنسانية، موضحا إن عدد التربويين في اليمن بلغ 250 ألفاً، منهم 90 ألفا مؤهلاتهم ثانوية عامة فاقل. وفيما يتعلق بعدد الطلاب قال بن حبتور انه بالرغم من القفزات الهائلة في عدد الملتحقين بقطار التعلم في اليمن إلا إن هناك نحو 20% من المستحقين لهذه الخدمة ما يزالون خارج إطار التعليم،. كما تطرقت المحاضرة إلى المنهج المدرسي باعتباره احد المحاور المهمة في إحداث نقلة نوعية في مجال التعليم، منوها إلى إن اليمن والسعودية- تحديدا- طلب منهما مراجعة صياغة المنهج المدرسي في التعليم المقدم لطلاب وطالبات المدارس في البلدين بعد أحداث 11 سبتمبر باعتبار إن المنهج المدرسي في اليمن والسعودية تشكل المادة الدينية فيه ربع الساعات المقررة للمادة التعليمية المقدمة في هذه المدارس التي ترى إن التربية هي في المدارس وفي المنهج المدرسي وعبر الدين. وتابع بن حبتور: أننا بعد مضي أربع سنوات مازلنا ندرس هذا الموضوع لان شعوبنا لا تتخلي عن قيمها الدينية وعن نصوص مكتوبة موجودة منذ 1400 سنة.. وقال (ضاحكا): لقد وجدنا إن الدول العربية التي تعتبر تعليم الدين في المنهج المدرسي بتلك الساعات قياسا بالساعات التي تدرس فيها مواد مثل الفيزياء والكيمياء والمواد الاجتماعية الأخرى هم أكثر كذبا من طلاب وطالبات دولة مثل ألمانيا التي لا تدرس تعليمات الكنيسة في المدرسة وتعتبر التربية من واجب الأسرة. كما نوه المحاضر إلى الفجوة القائمة بين تعليم الفتاة والذكور معددا الأسباب التي ما تزال تعيق إقبال تعليم الفتاة على التعليم في اليمن. حضر المحاضرة مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة فيصل سعيد فارع ومدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز د مهدي عبد السلام و جمع غفير من التربويين ورجال الفكر والثقافة والأعلام.