تم اليوم الاثنين، بمبنى وزارة التخطيط والتعاون الدولي، نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية– وزير التخطيط والتعاون الدولي عبد الكريم إسماعيل الأرحبي، ووكيل الصحة العامة والسكان الدكتور جمال ناشر والممثل المقيم بالإنابة لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي الدكتور/ سيلفا راماشاندران وثيقة برنامج "تطوير القدرات الوطنية لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسب الإيدز (المرحلة الثانية)"، والذي سيستمر ثلاثة أعوام في الفترة (2008 – 2010). وطبقاً لما نصت عليه وثيقة المشروع الذي تم تمويله من "الصندوق العالمي" بمبلغ 10.6 مليون دولار، فإنها تهدف إلى دعم الحكومة اليمنية في عددٍ من المجالات المراد تحقيقها مع حلول العام 2010م، منها: مواصلة العمل على تحديد نسبة المصابين بالمرض بين اليمنيين بما في ذلك الفئات المهددة أكثر من غيرها بنسبة عالية، بالإضافة إلى دعم الحقوق المعترف بها دولياً للأشخاص المصابين بهذا الفيروس، و يتضمن ذلك منحهم الرعاية الطبية الإنسانية. كما يهدف هذا البرنامج إلى زيادة نسبة تغطية عمليات نقل الدم الآمنة من مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، ووضع معايير وطنية "للدم الآمن". علاوةً على ذلك، سيقوم البرنامج ببناء القدرات الوطنية في مجال الصحة والمجالات التي تتعاطى موضوع مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في اليمن، من خلال عقد عددٍ من الفعاليات التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي للقيادات على كافة المستويات، رفع مستوى الوعي لعامة السكان ورفع مستوى الوعي للفئات المحددة والمهددة أكثر من غيرها بنسبة عالية. وتعتبر اليمن من أوائل الدول في المنطقة و التي تعاطت مع مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) على الأجندة الوطنية للتنمية. وقد تم وضع الإستراتيجية الوطنية عبر شراكة العديد من الأطراف، وقد وافقت الحكومة عليها في العام 2001م. ومنذ ذاك الحين، تم تنفيذ عدد من المبادرات، والتي أدت إلى تشكيل فريق العمل الوطني المتعدد القطاعات لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في العام 2003م، كما أدت إلى موافقة مجلس الوزراء على إطار إستراتيجية القطاعات المتعددة. وبالبناء على الشراكة المتينة الموجودة بين الشركاء العاملين في مجال مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)– بما في ذلك (آلية التنسيق بين الدول)– سيكون برنامج الأممالمتحدة الإنمائي المتلقي الرئيسي والجهة التنفيذية للبرنامج المموّل من قبل الصندوق العالمي، وسيساعد الحكومة اليمنية في تقوية (الشراكة من أجل التنمية) لتحقيق تعاون تام من كل الشركاء (بما في ذلك منظومة الأممالمتحدة، القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني) في مجال مكافحة مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في اليمن. هذا وقد شهد حفل التوقيع نائب مساعد المدير العام- نائب المدير القطري للدول العربية لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي السيد/ آبدولاي مار دايي، الذي يزور اليمن حالياً. وقد حضر التوقيع مسؤولون من الوزارتين المعنيتين، والشركاء الفرعيون: برنامج مكافحة الإيدز الوطني، المجلس الوطني للسكان، المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه وممثلي كلٍ من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ومنظمة الصحة العالمية وصندوق الأممالمتحدة للسكان وصندوق الأممالمتحدة للطفولة وبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الإيدز ومسؤولون من مؤسسة الصالح الاجتماعية وغيرهم. يشار إلى أن قضية تفش مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) أثارت على الصعيد العالمي جدلاً كبيراً.. حيث إن عواقب هذا المرض انعكست بشكلٍ ملحوظ على العديد من الدول، خاصةً في قارة إفريقيا. فانتشار هذا المرض وتفشّيه أصاب في مقتل التنمية البشرية للعديد من الدول. أيضاً سبب لهم هزاتٍ اقتصاديةٍ وحتى على مستوى إنتاجية تلك الدول، وخاصةً في إفريقياً. فعلى سبيل المثال، في العام 2007م، قدّر حوالي 33.2 مليون شخص في العالم (أكثر من عدد سكان اليمن) يعيشون مع مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، بما في ذلك مليونين ونصف من حديثي الإصابة، وحوالي المليون ماتوا بسببه! في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قدّر عدد الأشخاص الذي أصيبوا بالمرض بحوالي 35 ألف شخص، مما يجعل من عدد الذين يعيشون مع هذا المرض في المنطقة بحدود 380 ألف شخص. وتوفي حوالي 25 ألف شخص في العام 2007 لأسبابٍ مرتبطة بالإيدز.