أعرب الاتحاد العام لنساء اليمن عن استنكاره وإدانته بشدة لما صدر عن علماء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واصفاً ذلك ب"افتراء وتشويه لدور المرأة المسلمة"، وإن كل ما ورد في الكتيب "يتعارض مع الدين الإسلامي"، مؤكداً بشواهد النصوص حق المرأة في الانتخاب والترشيح. جاء ذلك في بيان أصدره الاتحاد، في أعقاب اجتماعه الطاريء ظهر أمس الأربعاء، نورد فيما يلي نص البيان:
(بيان الاتحاد العام لنساء اليمن) تابعت قيادات وقواعد اتحاد نساء اليمن باستياء بالغ البدعة التي ابتدعتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (علماء الفضيلة)، سواء في تصريحاتها أو في ما جاء بالكتيب المسمى "الكوتا النسائية"، ويستنكر ويدين بشده ما صدر عن العلماء الأفاضل من افتراء وتشويه لدور المرأة المسلمة. واطلعت القيادات النسائية على ما ورد في "الكتيب المضلل للشعب المسلم في اليمن". أن اتحاد نساء اليمن ينأى بعلمائنا الأفاضل عن كل ما ورد في كتيب ((رسالة علماء اليمن بشأن الكوتا النسائية)) الذي يقلل من قيمة وأهمية الدور العظيم الذي تقوم به المرأة في بناء المجتمع وتنميته وتطوره، بل وأفتى بعدم أهلية المرأة في الحفاظ على دينها وعفافها وإقامة شرع الله الذي كلفت به سواسية مع الرجل. فلا يجوز أن يصادر الحق الذي منحه الله للمرأة المسلمة سواء في آيات واضحة أو في أحاديث صحيحة. كرم الله المرأة ورفع من شأنها ورعاها واحترم إنسانيتها وساوي بينها وبين الرجل في كل الآيات وفي التكاليف والعبادات وحسن الجزاء إلا أن هيئة الأمر بالمعروف قد طعنت في عرض المرأة وكرامتها وعفتها (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) البروج10. أن كل ما ورد في هذا الكتيب يتعارض مع ديننا الإسلامي الذي حث المرأة علي طلب العلم والعمل. إن الإسلام قد ساوى حتى في مخاطبة الرجال والنساء في القران الكريم، فقد جاء في سورة الحجرات (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)، فليس هناك تفاضل على أساس النوع والعنصر فإذ حدد القرآن معياراً ثابتاً واضحاً (إن أكرمكم عند الله اتقاكم). وفي سورة النساء (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث متهما رجالاً كثيراً ونساء..) وفي حديث نبوي: (النساء شقائق الرجال). والمشاركة في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وذلك لا يكون إلا للحاكم أو للقاضي أو لولي الأمر، إذ يقول تعالى: ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))سوره التوبه. يتبين من هذه النصوص، ونصوص أخرى مستفيضة أن المرأة مخاطبة مع الرجل سواء بسواء بتعاليم الإسلام وتكاليفه وتشريعاته، وان الحقوق التي يفرضها الإسلام للمرأة تتساوى فيها الحقوق المفروضة مع الرجل. وقد ذكر الشيخ محمد عبدة بأن الإسلام قد ساوى بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات مساواة حقيقية حتى في الحقوق السياسية فالرجال والنساء سواسية في المبايعة وفق أحكام الشريعة الإسلامية. وقد قال تعالى (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزاً حكيماً) وقد اشتركت النساء في المبايعة في عهد الرسول (ص) فبايع المؤمنات رسول الله (ص) على مثل المبايعة التي كانت للرجال باستثناء الالتزام بالقتال في سبيل الله. وهكذا ضمن الإسلام للمرأة حق الترشيح والانتخاب تماماً كالرجال، وقد سارت الدول الإسلامية التي التزمت النظام الانتخابي بهذا المبدأ. أما حق المرأة في الولايات العامة بما في ذلك رئاسة الدولة، فأن النصوص الإسلامية تؤكد على المساواة بين الرجال والنساء، وأن حديث (ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) ورد في حادثة مخصوصة، وهي أنه لما ورد على النبي (ص) أن كسرى فارس مات وأن قومه و لّوا ابنته مكانه، قال عليه الصلاة والسلام ذلك القول، تعبيراً عن سخطه على قتلهم رسوله إليهم، فالحديث جاء في مورد خاص، وقد قال علماء الأصول (تخصيص المورد لا يخصص الوارد) فما كان حكماً عاماً حتى يصح إطلاقه وتعميمه. أن للمرأة المسلمة الحق بالمشاركة في جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فنساء المؤمنون بايعن الرسول صلى الله علي وسلم في مكة في بيعة العقبة الكبرى وهاجرن مع المسلمين وشاركن في الحروب. أن على علمائنا أن ينصفوا المرأة وان يتخذوا من الآيات الواضحة والأحاديث الصحيحة فتواهم تجاه المرأة، وعليهم التأني في كتاباتهم حتى لا يقذفوا النساء المسلمات المحصنات العفيفات.. قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا)، [ الأحزاب : 58 ]. وقال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) [ النور : 23 ] . قال تعالى : ( َ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَ لا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) سورة النور. حسبنا الله ونعم الوكيل صدر عن اتحاد نساء اليمن 13رجب 1429 16/7/2008