اشتبكت في حوالي الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم الأحد قوة مسلحة تابعة لمكتب الأشغال بمديرية الثورة من أمانة العاصمة صنعاء مع عدد من أبناء الفئات المهمشة (الأخدام)، بعد قيام فريق ميداني تابع للأشغال باستقدام جرافة وشيول ومباشرة جرف المساكن الواقعة بالقرب من وزارة الصناعة والتجارة بمنطقة الحصبة. وفيما هرع أبناء الفئات المهمشة حاملين العصي للدفاع عن مساكنهم– التي لا تتعدى كونها قطع صفيح وطرابيل ممزقة- فإن القوة التابعة لمكتب الأشغال ردت عليهم باستخدام البنادق، وإطلاق رشقات الرصاص صوبهم، الأمر الذي أدى إلى تقهقرهم وفرارهم إلى خارج المساكن. وقد قامت آليات مكتب الأشغال بجرف جميع المساكن بالجرافة والشيول، وقلبت سافلها عاليها، وشوهدت أدوات الطبخ، والملابس وهي تختلط بين ركام الحجارة والصفيح والاتربة. على صعيد متصل، قام مكتب الأشغال باعتقال نعمان قائد- رئيس اتحاد الفئات الأشد فقراً (الأخدام)- في أعقاب وصوله إلى المكان، واحتجاجه على جرف المساكن وتشريد أهلها في العراء، وهو الأمر الذي لم يرق لمكتب الأشغال فأمر القوة المسلحة باعتقاله. من جهته، استنكر المحامي رشاد الخضر- مستشار اتحاد المهمشين- ما قامت به أجهزة مكتب أشغال مديرية الثورة بأمانة العاصمة، واعتبره – في تصريح خاص ل"نبأ نيوز"- انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، كما أدان اعتقال رئيس الاتحاد، رغم صفته المدنية التي تخوله حق الدفاع عن الفئة التي يمثلها. وقال رشاد الخضر: كان الأولى بالسلطات قبل جرف مساكن السر المهمشة إيجاد البديل الذي يأويهم وتوفير المساكن لهم، وليس تشريدهم داخل وطنهم وبالصورة البشعة التي تستخدم بها الشيولات والجرافات، واصفاً ما حدث بأنه "سابقة خطيرة يراد بها استفزاز أبناء هذه الفئة، وجرهم إلى صراعات مع الدولة"، محملاً مسئولية أي تداعيات لما حدث على عاتق مكتب الأشغال والأشخاص الذين أصدروا توجيهات الإزالة بالجرافات، ومهما كانت أسبابهم مسوغاتهم لذلك. مصدر في مكتب الأشغال أفاد "نبأ نيوز" بأن قرار الإزالة جاء في أعقاب عدة إنذارات تم توجيهها لأصحاب هذه المساكن، طالبتهم بالرحيل من المكان الذي هم فيه كونه قرب شارع عام ومجاور لوزارة الصناعة ويشوه مظهر وسمعة العاصمة، مشيراً إلى أن رفضهم التجاوب مع كل تلك الإنذارات دفع المكتب إلى اتخاذ قرار الإزالة القسرية. إلاّ أن المحامي رشاد الخضر، رفض تلك التبريرات، وقال ل"نبأ نيوز": إن الدولة تعلم جيداً بأن أبناء هذه الفئة لا يملكون بيوتاً، ولا وظائف، ويعيشون واقعاً متخلفاً جداً، وفقر مدقع، وأن عددهم يتجاوز الثلاثة ملايين على مستوى الجمهورية، وكان الأولى وضع معالجات حقيقية للمشكلة وإستراتيجية وطنية لإدماجهم، أما ان يبقوا مشردين من منطقة لأخرى فهذا خطر جدا ولن يخدم استقرار وتطور اليمن.