بعد سلسلة لقاءات بصنعاء بين مسئولي السفارة الأمريكية وممثلي الفئات المهمشة (الأخدام)، عقد السيد/ جاد تارو دونبورج- الملحق السياسي والاقتصادي بالسفارة الأمريكية بصنعاء- عصر يوم أمس الاثنين، لقاءً في مدينة تعز مع ممثلي المهمشين، بمقر "جمعية المستقبل لرعاية الفئات الأشد فقراً"، عضو الاتحاد الوطني لتنمية الفئات الأشد فقراً باليمن. وخلال اللقاء استمع المستشار السياسي الأمريكي إلى شرح وافٍ من قيادة جمعية المستقبل ممثلة بنائب رئيسها الأخ سامي النجار، وأمينها العام الأخ منير العريقي، ومستشار الاتحاد الوطني المحامي رشاد الخضر، وبحضور أعضاء الهيئة الإدارية للجمعية، واستفسر عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية والتعليمية لمنتسبي الجمعية والفئات المهمشة بصور عامة. وفي نفس الوقت الذي أبدى السيد "دونبورج" استيائه من الأوضاع المأساوية والإنسانية التي تعاني منها الفئات المهمشة، فإنه أبدى ارتياحه أيضاً من انجازات الجمعية، والتي كان أبرزها- في تقديره- تبنيها فكرة تأسيس الإتحاد الوطني كمنظومة مدنية تعنى بالفئات المهمشة باليمن. وجدد المستشار السياسي التأكيد على استعداد السفارة الأمريكية بصنعاء لتقديم الدعم والمساعدة للفئات المهمشة عبر اتحادهم وجمعيتها، وبما يمكن أبناء هذه الفئة من الاندماج داخل محيطها الاجتماعي. من جهته، قال الأخ نعمان قائد الحذيفي – رئيس الاتحاد الوطني للفئات الأشد فقراً- في تصريح خاص ل"نبأ نيوز": أن زيارة المسئول الأمريكي تهدف إلى الإطلاع عن كثب على مدى المعاناة الإنسانية التي تعاني منها الفئات المهمشة والإمكانيات التي بوسع السفارة الأمريكية بصنعاء تقديمها لمساعدتهم، في ظل عدم الاهتمام الرسمي اليمني بمعالجة قضايا الفئات المهمشة باليمن، والذي تجلى بأوضح صوره من خلال عدم صرف الدعم المخصص للاتحاد الوطني من قبل رئاسة الوزراء، رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على تسليم دولة رئيس مجلس الوزراء طلب الدعم بهذا الخصوص. وأكد نعمان الحذيفي أن ذلك الموقف الرسمي هو ما جعهم في قيادة الاتحاد الوطني يطرقون كل أبواب السفارات والمنظمات الدولية، ومن ضمنها سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بصنعاء، بحثاً عمن يمد يد العون والمساعدة في تنمية أبناء هذه الفئة. وحول ما يتردد من قلق بشأن هذه العلاقة وإمكانية استغلالها سلبياً، قال نعمان: نحن في قيادة الاتحاد نؤكد بأن المسألة التي تروج لها بعض وسائل الإعلام في أننا قد أصبحنا مصدر إقلاق أمني لا يوجد ما يبررها، ونؤكد لكل أولئك الخائفين من فئة الأخدام، ولقاء قيادتهم بالسفارة الأمريكية بأن ذلك ما هو إلا حرص من حكومة الولاياتالمتحدة على الدفع بعجلة التنمية وتعزيز الأمن والسلم الاجتماعي، وهو الأمر الذي لن يتحقق إلاّ في إدماج هذه الفئة داخل محيطها الاجتماعي. وأضاف: ونقول لمثل هؤلاء- سواء كانوا إفراداً، أو جماعات، أو قيادات أو مؤسسات إعلامية، بأن فئات الأخدام أكثر ولاءً وانتماءً وحباً لهذا الوطن، ومن يريد أن يتعلم الوطنية فما عليه إلا التوجه إلى أقرب تجمع سكاني لهذه الفئة التي ظلت وعلى مدى تاريخها محل ثقة للقيادات السياسية. من جانبه أكد مستشار الاتحاد الوطني السيد/ رشاد الخضر ل"نبأ نيوز": أهمية الدفع بهذه الشريحة للمشاركة في العملية التنموية، وإن هذا لن يتحقق إلا من خلال التصويب لكافة أوجه الدعم المقدم لها من الهيئات والمنظمات والسفارات، ومن ضمنها سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية، عبر ممثلي هذه الفئة دون الاعتماد على الوسطاء المحليين من منظمات المجتمع المدني، وبما يسهم من وصول واستغلال الدعم المقدم لها لصالح تحسين أوضاعهم المعيشية والاجتماعية، وبما يمكنهم من المشاركة بالدفع في عجلة التنمية والبناء. هذا وقد حضر اللقاء من جانب السفارة الأمريكية الأستاذ/ لطفي المشرقي، مساعد الملحق الاقتصادي والسياسي بالسفارة الأمريكية بصنعاء. جدير بالذكر أن المستشار السياسي الأمريكي عقد بعد ظهر أمس الاثنين لقاءً مع محافظ تعز حمود الصوفي، تناولا خلاله أوضاع المحافظة التنموية، وتطرقا أيضاً إلى الخطط المقترحة لمساعدة أبناء الفئات المهمشة.