لأطفال العالم حياة حلوة مليئة باللعب والسكر وهدهدة أم حنون,.. يذهب زوجها ليهد البيوت على رأس كل الأطفال الآخرين كي ينام طفله اللطيف بأمانٍ، اليوم، وغداً، وما بعد غد.. يعود لينزع ثيابه المليئة بالدم ويقبل صغيره بحب وحنو ويلاعبه لساعات طويلة..يرتدي منامته ويطالع الجريدة وكأنه رب بيت عادي, زوجته تلاعب طفلها كأي أم عادية.. وأنت يا صغير, تلهو بلعبة صغيرة وكأنك أنت أيضا طفل عادي!! لهم حب الدنيا .. لهم لعب الدنيا.. أبوك يا صغير، يضع آلاف الوجوه الصغيرة الباسمة في صفحة الشهداء الصغار، ويرسل صورة جميلة لك تتوسط إطار على شكل قلب ذهبي لتنشر في صفحة التهاني في مجلة الأطفال بمناسبة مرور عام جميل من عمرك الهانئ الطويل، ذلك العام الذي تصادف ان صغار العرب لم يكملوه.. ولن يكملوه. هل أفزعتك يا صغير تلك الانفجارات؟!! إنها لأولئك العرب الساكنين حولك .. لديهم هم أيضا أطفال جميلي الوجه.. استشهدوا يا صغير عندما كان آبائهم يحاولون ان يردعوا أباك عن جنونه واعتدائه وعدوانيته.. لا تعبس بوجهك العبراني الجميل,.. فلك يا حب أبيك شمس كاملة تضيء للأطفال.. لمن هم مثلك من أطفال. أملأ بيت أبيك حياة وصخباً .. املئوا ارض ميعادكم يا أطفال الميعاد بصرخات الفرح وأغاني الأطفال الجميلة، لا تصدقوا ذلك الطفل الأسمر إن قال لكم متسائلا: هل إن لبست كوفيتكم الدائرية تجعلوني العب بألعابكم؟؟؟ هل تعطوني من تلك السكاكر الملونة؟! فإنه ان دخل غرفكم سينفجر.. فهو ليس طفلاً .. هو قنبلة.. ووجهه ليس وجهاً.. بل هو وعد بالموت. لك يا صغير أم تطير فرحا عندما تتمتم لها بأي كلمة بليدة.. تحضنك ..تقبلك ..تشمك وتستقر رائحتك في صميم قلبها.. ترعاك وكأنك وعد الله للعالم بالموت!! تنظر إليك فتمتلئ سعادة وكأنها تنظر إلى كنز من كنوز الأرض!! تأتي لك بجورج بوش ليكون سانتا كلوز الخاص بك.. يضع عند قدميك الكثير من رؤوس الأطفال الآخرين لتختار رأساً منها وتضعه عند قدمك وتركله بعيدا فيصفق العالم كله.. جووووول.!!! لدي أنا أيضا طفل..لديه.. يا صغير.. عينان سوداوان واسعتان.. وشعر اسود لامع قضيت ساعات طوال امرر يدي من خلال خصلاته .. وجهه ابيض مكتنز.. عندما يضحك كان يضحك قلبي وتبتسم أمه بكل الفرح في الدنيا.. لديه فم صغير ووجنتان محمرتان كالتفاح.. يمسك بيده الصغيرة دائما لعبة دب صغير من قماش، كنت ارجع من عملي يوميا، أجري إلى مهده أقبل قدميه، أدغدغها، ويرقص قلبي طربا لمناغاته وضحكه.. كانت له أم تتفنن بكل ما هو لذيذ ليأكله وتسهر الليل بل والليالي إن ارتفعت درجة حرارته وعندما مرض في بداية ظهور أسنانه بكت على كل لحظات ألمه. كنت أنا وأمه نحلم بيومٍ يدخل فيه المدرسة..يومٍ يدخل فيه الجامعة..يومٍ يدخل علينا ونحن موغلين في السن وبيده زوجته وباليد الأخرى أطفاله!! كنت أتخيل تلك الليلة التي سأنهره فيها ان شممت منه رائحة دخان.. وتلك الليلة التي سأنصحه فيها بأن يختار كلية الطب بدلاً عن الهندسة, وأتخيل ذلك اليوم الذي أزفه فيه إلى عروسه وعيناي تدمعان!! قد تكون أنت أيها الصغير طبيباً.. قد تتزوج عبرانية جميلة وتدخل بها على أبيك وهو يروي بطولاته.. ولكن ابني لا.. ستشرق شمس الأطفال بكل حب الدنيا وفرح الدنيا ولعب الدنيا عليك أنت.. ولن تشرق يوما على طفلي.. فشمس الأطفال لا تشرق على البيوت المقصوفة والأطفال الممزقين, لا تشرق على أطفال قانا وجنين.. سأجلس أنا وأمه نهز ونهدهد مهده الفارغ.. ونغنى لهً أغنية لن يسمعها.. زوري زوري بيوتنا يا شمس الأطفال.. وأضيئيها بيوتنا يا شمس الأطفال.. لهم حب الدنيا.. لهم لعب الدنيا.. وهم فرح البال.. يا شمس الأطفال • تحية إجلال إلى تلك الجثامين العظيمة العائدة.. وان كنت لا ادري هل نحن أحياء نستقبل الجثامين أم إننا نحن الموتى وهم من يمتلئون حياة وفخر! [email protected]